الاخبارية – وكالات
شنت إسرائيل ضربات على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الأربعاء وقالت جماعة حزب الله إنها أطلقت صواريخ دقيقة على أهداف إسرائيلية للمرة الأولى في الوقت الذي قام فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بجولة في المنطقة سعيا لوقف القتال في غزة ولبنان.
وأطلقت الغارات على الضاحية أعمدة كثيفة من النيران في السماء خلال الليل واحدة تلو الأخرى، بعد وقت قصير من إصدار المتحدث العسكري الإسرائيلي تحذيرات بإخلاء المنطقة.
وذكرت قناة الميادين المؤيدة للبنان أن ضربة أخرى بدون إنذار مسبق أصابت مكتبها قرب المنطقة مضيفة أن المكتب كان فارغا منذ اندلاع الصراع. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن شخصا قتل وأصيب خمسة آخرون بينهم طفل.
وقال حزب الله المدعوم من إيران في بيان في وقت متأخر يوم الأربعاء إنه كثف هجماته على إسرائيل باستخدام “صواريخ دقيقة” للمرة الأولى مضيفا أنه أطلق أيضا أنواعا جديدة من الطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية وذلك دون أن يقدم تفاصيل.
وذكر الحزب في وقت لاحق أنه استهدف مصنعا عسكريا إسرائيليا على مشارف تل أبيب. وقد دوت صفارات الإنذار في تل أبيب والمدن المجاورة في نفس توقيت إعلان حزب الله تقريبا.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد أربعة مقذوفات أطلقت من لبنان مشيرا إلى أنه اعترض اثنين منها وسقط الثالث في منطقة مفتوحة بينما سقط الرابع في المنطقة.
ولم ترد مؤشرات بعد عن إصابة منشأة دفاعية حول تل أبيب.
ويأتي التبادل الكثيف للنيران في الوقت الذي تقوم فيه واشنطن بمحاولة كبيرة للسلام قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني التي قد تغير ملامح السياسة الأمريكية.
ودعت واشنطن إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة سكان غزة الذين يشهدون قصفا يوميا تقريبا وتدميرا لمنازلهم على أيدي القوات الإسرائيلية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن التقاعس عن معالجة الوضع الإنساني في غزة قد يؤدي إلى زيادة عدد المتشددين. وتنفي إسرائيل منع المساعدات من منطقة القتال.
ويزور بلينكن الشرق الأوسط بانتظام منذ اندلاع الحرب، وهذه أول زيارة له منذ أن قتلت إسرائيل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي تأمل واشنطن أن يمنح مقتله زخما للسلام.
لكن يبدو أن الصراع آخذ في الاتساع إذ شنت إسرائيل ضربات جديدة في منتصف نهار الأربعاء تقريبا على مدينة صور اللبنانية المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وجاءت الضربات بعد نحو ثلاث ساعات فقط من إصدار أمر عبر الإنترنت للسكان بإخلاء مناطق وسط المدينة. وشوهدت سحب ضخمة من الدخان الكثيف تتصاعد فوق المباني السكنية.
وفر عشرات الآلاف من صور بالفعل في الأسابيع القليلة الماضية مع تكثيف إسرائيل لحملتها لتدمير حزب الله في لبنان وحماس في غزة، وهما حليفان مقربان لإيران.
والمدينة مركز مفعم بالنشاط ومقصد حيوي لسكان الجنوب، وتعج عادة بالصيادين والسائحين وحتى أفراد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المنتشرين على الحدود في الجنوب التماسا للاستجمام بالقرب من شاطئ البحر.
وقالت بطوم زلغوط (25 عاما) التي فرت من منطقة الإخلاء الأحدث إلى منطقة أخرى من المدينة إنها تفضل الموت بكرامة على العيش في الشارع وأضافت أنها نزحت بالفعل مع طفليها خمس مرات مع توسع إسرائيل في غاراتها على لبنان.
واستهدفت الغارات المناطق الوسطى من صور لمدة ساعة تقريبا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مراكز قيادة وسيطرة لحزب الله في المدينة، منها مقر الجبهة الجنوبية.
ولم يصدر أي تعليق من حزب الله بعد.
وقال رئيس بلدية صور حسن دبوق إن المواقع الأثرية في المدينة لم تتعرض لأي قصف.
وفي غزة، حيث كثفت إسرائيل هجومها على شمال القطاع منذ مقتل السنوار الأسبوع الماضي، أفادت السلطات الصحية وسكان بمقتل 42 شخصا على الأقل في ضربات إسرائيلية جديدة معظمها في الشمال.
ومن بين القتلى محمد أبو عطوي، وهو سائق يعمل بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وشقيقه بلال أبو عطوي، اللذين قتلا دير البلح في ضربة استهدفت سيارتهما التي تحمل شعار الأمم المتحدة.
وفي المستشفى حيث جرى تكفينهما في أكياس بلاستيكية بيضاء، قال والدهما مروان “أبنائنا راحو شهداء.. راحو شهداء وهما بيخدموا في مجتمعهم.. وهما بيخدموا في أهلهم”.
وتهدف واشنطن إلى منع اتساع الصراع وسط ترقب لرد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من أكتوبر تشرين الأول. وقال بلينكن إنه لا ينبغي أن يؤدي الرد الإسرائيلي إلى تصعيد أكبر.
وبعد اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، سافر بلينكن إلى السعودية حيث التقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنهما ناقشا جهود إنهاء حرب غزة ووقف القتال في لبنان.