مقالة علمية
الذئب المصرى ذلك الذئب الذي قدسة المصريون القدماء منذ 6 آلاف سنة عرف المصريين القدماء الذئب وعبدوه في صورة الإله أنوبيس وهو عبارة عن جسم إنسان برأس ذئب، كما وضعوا تماثيل له في مقابرهم كما في مقبرة توت عنخ آمون، ربما كتعويذة تمنعه من نبش القبر.وهو حيوان شرس، حاد الطباع، تجذبه رائحة الجيفة، حتى إنه وصف بنباش القبور، ارتباطه بعالم الموتى ووصوله للجثث العفنة ربط اسمه بعالم الأساطير، ما جعل المصري القديم يقدسه ويرفعه إلى أعلى مكانة يمكن أن يصل إليها حيوان، فأصطف في مصاف الآلهة، وأصبح رمزا للإله أنوبيس. ولم يكن ذلك الحيوان سوى الذئب المصري، أحد الحيوانات اللاحمة التي تبقت من العالم القديم، عُرف منذ عصور ما قبل الأسرات بإسم “إبن آوي”، عثر الأثريون على عدد من مومياواته المكفنة بالكتان في حفائر حضارة البداري، تعود إلى 4 آلاف سنة قبل الميلاد، وهي تعتبر أقدم الإشارات التي تدل على وجود تقديس لذلك الحيوان، منذ بدايات العصر الحجري النحاسي في مصر.
الذئب حيوان متوسط الحجم، يتراوح طوله بين 70 و 105 سنتيمتر، ويصل ارتفاعه عند الكتفين ما بين 38 و50 سنتيمتر، أما الوزن فعادة ما تكون الذكور أثقل من الإناث بنسبة 15%، حيث تزن بين 7 إلى 15 كيلوجرام، وعادة ما يكون ذلك الذئب في شمال أفريقيا أكبر حجما من الذي يعيش في شرق ووسط أفريقيا، كما أن الأنواع التي تنتشر في المغرب العربي تكون لونها أبهت وخطوطها أضيق من تلك التي تنتشر في شرق أفريقيا وبالأخص في مصر.
الوصف: لون الاقدام و البطن اصفر الى برتقالي و الظهر رمادي وبه شعر اسود و ابيض و الوجه و الذيل لونهما رمادي . متوسط طوله يصل لـ 85 سم و طول الذيل يصل لـ30 سم و وزنه يصل لـ 13 كجم .و هو يشبه كثيراً الكلاب البلدي أو الضالة في مصر و الذي يعد جدها .
التصنيف: المملكة :- الحيوانية: الفصيلة :- الكلبيات و هي تضم الذئاب و بنات آوى و الثعالب و القيوط و الكلاب. السلالة :-الذئب المصري, ابن آوى المصري.
الموطن والتوزيع الجغرافي: بمصر و ليبيا و إثيوبيا و كان قديماً متواجد بشبه الجزيرة العربية .
معلومات عن الذئب المصري
كسلالة :- الذئب المصري مدرج كسلالة من سلالات إبن اوى الذهبي الا ان هناك ابحاث و دراسات حديثة تنص على وجوب الحاقه بالذئب الرمادي او تصنيفه كنوع مميز لكنه حتى الان يعتبر سلالة من سلالات إبن آوى الذهبي رغم ان تحليل الحمض النووي اثبت انه ينتمي الى الذئب الرمادي و ظهور تصنيفات تنص على ذلك.
* تواجده في مصر :- كان يتواجد في مصر بوجه بحري و قبلي على طول وادي النيل حول الصحراء و الجبال و المزارع و بالقرب من المدن ايضاً .
* أعداده :- غير معروفة و البعض يشير الى انها قليلة جدا اي تعد بالعشرات و للاسف اعتباره كسلالة من إبن آوى الذهبي جعل الدراسات حول هذا الحيوان قليلة جداً و في الحقيقة هو مهدد بالانقراض بشدة.
* الغذاء :- يتغذى على الحيوانات الصغيرة و الدواجن و الفواكه و بعض المحاصيل الزراعية و كذلك يستطيع صيد الاسماك من المياه الضحلة. كما يهاجم قطعان الأغنام والماشية ويفترسها، ويتعرض لحملات إبادة من البشر عندما تتداخل منطقة سيطرته مع التوسع العمراني للسكان
* السلوك :- خلافاً لسلوك الذئاب هو حيوان انفرادي لا يعيش في قطعان فهو يعيش كافراد او ازواج و هو حيوان ليلي النشاط و موسم التزاوج يكون من شهر مارس و حتى مايو .
التزاوج: عادة ما تتزاوج بنات آوي من زوج واحد طيلة حياتها، تصل فترة حملها إلى 63 يوما، تلد بعدها ما بين صغيرين إلى 4 صغار، يتراوح وزن الوليد بين 200 إلى 240 جرام، وتستمر فترة الرضاعة ثلاثة شهور، وإن كان الأبوان يبدأن إطعامهم اللحم المتقيأ، وتصل لمرحلة النضج الجنسي عند عمر 11 شهر.
* الخطورة:- ليس خطراً على الماشية و الدواجن فنادراً ما يحدث حالات تعدي و غالبا ماعز صغير او طائر تائه عن مكان تربيته اما بالنسبة للانسان فلا يمثل خطر حيث انه لا يعيش في قطعان و بالتالي مهاجمة ذئب على انسان بالغ نادرة جداً و لكن في الحقيقة تلجأ الذئاب كبيرة السن لاماكن مقالب القمامة تقتات على فضلات البشر فعندما يشاهدها البشر يظنون انها اتت لتهاجم في القرى او المدن ولكن ذلك لا و لم يحدث حيث ان هذه الذئاب بطبعها تنفر من البشر و من اماكن تواجدهم و تبتعد قدر الامكان عنهم لان البشر يمثلون الخطر الاكبر بالنسبة لهم ثم الكلاب الضالة.
الذئب المصري في زمن الفراعنة : اسمه بلغتنا المصرية القديمة ساب .وكان يتم تمثيل الاله انوبيس ( و هو الاسم القبطي/الاغريقي للإله أنبو و يسمى في المصرية القديمة (أنبو، آنوب، آنوبو، وب، آينبو، ينيبو، إنبو) ) في هيئة الذئب المصري او برأس الذئب المصري و جسد اسود اللون و الذي قد يعبر عن الحياة الاخرى او الليل حيث ان الذئب المصري حيوان ليلي النشاط او انه يمثل الموت حيث انه من المعروف في القرى المصرية بأن الذئاب تتواجد حول المقابر او للون تربة وادي النيل السوداء و التي توحي بالبعث حيث انه ترمى فيها البذرة ميتة تحيا نبتة في هذه الارض الخصبة و قد يكون هذا سبب تشبيه الاله انوبيس بالذئب المصري حيث ان الاله أنوبيس إله التحنيط و هو الذي يقود المتوفي في العالم الاخر و هو حامي الممياوات و القبور و المقابر و هو اول محنط و الذي حنط جسد أوزوريس و هو ابن اوزوريس و نفتيس وله العديد من الالقاب ( رئيس أهل الغرب و الرب الحارس لمدينة المدافن أبيدوس في المملكة القديمة و المقدم على الغربيين و إمام الموتى و رب جبانة أبيدوس ).
وضع الحماية للذئب المصرى: حيوان غير مهدد بالإنقراض وان اعداد الذئب المصري في البرية المصرية في بعض التقديرات من 30-50 ذئب مصري فقط اي انه شارف على الانقراض و الغريبة انه لا يوجد منه في حدائق الحيوان المصرية سوى اعداد ضئيلة تعد على اصابع اليد الواحدة ولا توجد له اي برامج حماية او اكثار و الاغرب ان هذا الحيوان لألاف السنين عاش في ارض مصر و هو جزء لا يتجزأ من تراثها و تاريخها و تراثنا و نحن الان يمكننا ان نحميه و نكثر اعداده في حدائق الحيوان و نحافظ عليه من الإنقراض.