يتبنى الناس ادوارا عديدة في حياتهم ،لايتسع لها وقتهم في الحقيقة ولا طاقتهم البشرية المحدودة،ينجرون خلف شعارات التنمية البشرية التي لاتصلح سوى للسوبرمان وبات مان بل وحتى رئيس دولة عظمى لايتسع وقته لتحقيقها، فيخبرونهم أن يضعوا في جدول يومياتهم تسعة عشر ألفا من الأمنيات، وبمجرد اقناع العقل الباطن بأنها تتحقق فسوف يحققونها لامحالة.
يقولون لك أعمل بوظيفتين صباحا ومساءً فأنت تقدر ولم لا، واذهب للجيم مارس الرياضة ، تعلم لغة إضافية أو ربما اثنتين ،تابع مسلسلا تعشقه،استرخ لمدة كذا خلال يومك،اذهب للسينما مع زوجتك،اقض وقتا مع أولادك ،اقرأ كتابا تحفيزيا ،ولاتنس أن تنم مبكرا لتستيقظ قبل صياح ديك الجيران المكتئب والذي يشكو قلة النوم بسبب أرق الإكتئاب ..الخ ،فقط اطلق المارد بداخلك ،آمن بنفسك ….الخ
ستحاول أنت فعل كل ذلك مسحولا خلف شعارات رنانة صدقتها، لتجد نفسك صباح اليوم التالي تفتح عينيك مفزوعا في التاسعة صباحا لتركض ترتدي ملابسك دون أن تغسل وجهك الغارق في الزيت ثم تصل إلى عملك متأخرا عن البصمة الصباحية لتقدم اعتذارا ملفقا لمديرك المتوتر دوما، تبرر فيه سبب تأخرك،وتكتشف بأنك لست بات مان ولاحتى الحكيم بابا سنفور الأزرق الذي يحل كل المعضلات والمبتكر البارع لكل الخلطات ، بل انسان بطاقة محدودة لابد له أن يقدم الأهم على المهم في جدول يومياته ومن الحماقة أن (تفعل كل شيء ) ،وإن ترديد الهتافات على عقلك الباطن لن يكفي لترى كل ماحلمت به ماثلا بين يديك .
هنالك قانون اعشقه جدا وبالفعل هو واقعي ولايمت لمسحوق غسيل الأدمغة المختوم ب (لوغو ) التنمية البشرية في شيء .
القانون هو:
قانون التسويف الخلاق (creative procrastination) ،أن تسوف بمحض إرادتك الأشياء الأقل أهمية من أجل تلك الأشياء التي تُقدرها حقا،تختار أن تضحي بالأقل أهمية في سبيل ماهو أكثر اهمية بالنسبة لك.
قانون رائع أليس كذلك؟
لكن أرجوك لاتنس أن تضع زوجتك في رأس قائمة (الأهم) فأنا لست مسؤولة عما سيحدث لك لو اخطأت في فهم قانون التسويف الرائع هذا.