يقف العالم بأسره حائرًا أمام بلد متفردة؛ فيما تتخذه من مواقف؛ وفيما تقدمه من عطاءات؛ وفيما تقوم به من نهضة، بالمجالات المختلفة، وتستلهم العديد من الدول التجربة المصرية، التي لم يسبق لها مثيل؛ فرغم التحدي، يتوالد الأمل، ويعلو الطموح، وتبحر السفينة، ورغم كثرة الأعداء، تمضي القافلة لسبيلها، ناشدةً الإعمار بكل عزيمة وإرادة، لا يثنيها المغرضون، والمحبطون عن طريق رسمته، وخطت فيه ملامح المستقبل؛ لأنها مصر يا سادة!
في مصر الملهمة، قد يعاني المواطن من تحديات، وصعوبات، وأزمات الحياة؛ لكنه يعي ماهية الوطن، ويدرك ما يحاك حياله، ويعلم العدو من الصديق؛ ومن ثم تراه يصطف خلف وطنه، وقيادته؛ من أجل حماية وصيانة مقدراته الثمينة، وهذا ما يؤكد أن النسيج المصري قوي بعقيدته، ومحبته، وولائه، وانتماؤه لتراب هذا الوطن، الذي يسكن الأفئدة؛ لذا يتراجع المغرض، عندما تقول مصر كلمتها، وتصدر قرارها.
إنها مصر الملهمة، التي تعيش وسط منطقة ملتهبة، وحروب متقدة، ونزاعات لا تنتهي، وخلافات تلو الأخرى؛ لكنها تواجه التحديات، ولا تعبأ بالتهديدات، ولا تلتفت لمكائد المغرضين؛ فهناك الإعمار والتنمية، على قدم وساق، وهناك عيون ساهرة على أمن البلاد، وحماية مقدراته، واستقرار جبهته، وهناك شعار يحمله كل مصري ومصرية؛ فحواه أن مصر فوق الجميع، وهناك وعي صحيح؛ رغم شائعات تنهمر ليل نهار، من أبواق وكتائب ممولة.
في مصر الملهمة، تجد كل مواطن يحمل هموم الوطن، بل ويشارك بكل ما أوتي من قوة، وما امتلك من خبرة في قضايا بلاده؛ فترى المصري لا يترك الساحة، ولا يغض الطرف، ولا يتراجع، ولا يسلم الراية، ولا يتنازل عن حقوقه، ولا يفرط، ولا يساوم؛ فلديه قيم ومبادئ تربى عليها، ولديه فكر ورؤى تجاه مستقبله له ولأولاده؛ ومن ثم يضحي بكل غال ونفيس؛ من أجل بقاء هذا الوطن الحر على مر تاريخه.
في مصر الملهمة، لا يقبل، ولا يتقبل المصريون، أي تهديد، أو وعيد، أو ترغيب؛ فلدى مصر قيادة سياسية رشيدة، تصنع القرار، وتتخذه، ولا تتراجع فيه؛ لأن شعبها صامد، لديه إصرار وقناعة بقضيته الراسخة في الوجدان؛ فمهما أشاع المغرضون، ومهما زادت الضغوطات، ومهما صوبت تجاه البلاد السهام؛ ففي قلوب قاطنيها قضية الأمة قابعة، لا قبول لمزايدات، ولا نقيصة تشارك فيها الأمة المصرية العتية.
في مصر الملهمة، تزداد حدة المصاعب الاقتصادية؛ فترى شعبًا كريمًا يوفر حياة مفعمة بالكرم، يتضافر، ويتكاتف، ويتكافل؛ ليحقق المعادلة التي تحدث توازنًا لا مثيل له؛ فهذا الشعب الأصيل، لا تجد له نظير على سطح المعمورة؛ إنها مصر الأبية التي لا يتوقف فيها العطاء، ولا ترتضي العوز، مهما تفاقمت التحديات، وتراكمت مشاق الحياة؛ فالعزة شعار، والكرامة وسام، والإرادة والعزيمة أداتا بلوغ الأماني في مصرنا العظيمة.
في مصر الملهمة، تتسلم الأجيال الراية، وفي خلدها يكمن حُب الوطن؛ فتزود الأبدان عن البلاد، وتزهق الأرواح، وتسيل الدماء؛ من أجل حرية الموطن وترابه الطاهر، وعلى هذه الأرض تصنع المعجزات؛ فترى حضارة غائرة يضيف إليها جيل تلو آخر؛ فرغم ما يعيشه العالم من أزمات اقتصادية؛ إلا أن تنمية مصرية مستدامة أبهرت العالم كله؛ فهناك توطين للصناعة، وهناك استثمارات غير متناهية، وهناك بناء لا يتوقف، وهناك تطور في كافة المجالات.
في مصر الملهمة، تجد شعبًا يتحمل المسئولية طواعية، ولا يترك ساحة النزال، ولا يهجر موضعًا للإعمار، ولا يضغط على وطنه حالة التحدي، بل ترى شعبًا صبورًا، مرابطًا، محبًا، عاشقًا لتراب وطنه؛ فيخشاه العدو، ولا يتحمل مواجهته المغرض، ويتراجع عن مربعة المستعمر، هذا الشعب يشارك، ولا يفارق قيادته؛ فهذا دون مواربة جمال العطاء، والانتماء، والولاء لبلاد تستحق أن تحيا أبد الدهر.
ستظل مصر الملهمة في طليعة الدول، التي يقتدى بما تتبناه من قيم ومبادئ، وستظل جبهتها الداخلية قوية متماسكة، وسيظل الشعب خلف قيادته داعمًا مساند، لا يكل، ولا يمل، ولا تفتر عزيمته وإرادته، تجاه نصرة الحق وكسب قضيته.. حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر