الإخبارية – محمد خالد
خلافات دائمة ومستمرة اشتعلت بين “إسلام نور الدين” الشاب صاحب الـ27 عامًا والذى يعمل طباخا، وبين جاره الميكانيكى “حمادة” 26 عامًا، كان محركها “دولاب المخدرات” الذى يديره الأخير أسفل العقار السكنى الذى يقطن به الشاب الطباخ، والذى لم يرض بوجوده، ودائمًا ما كان يطلب من صاحبه التوقف عن تلك التجارة، أو مغادرة المنطقة والاتجار فى مكان أخر.
حالة الشحن التى زرعت فى نفوس الشابين ظلت تتأجج شيئًا فشيئًا، فالطباخ لم يسمح بممارسة تجارة غير مشروعة أسفل العقار السكنى الذى يقطن به، نتيجة لما يجلبه “دولاب المخدرات” على المنطقة من المتعاطين والمسجلين خطر وغيرهم من الزبائن من معتادى الإجرام، والشاب الميكانيكى لم يكن على استعداد أن ينهى تجارته، التى رأى أنها تدر عليه المال الوفير، وكان الصدام بينهما أمرًا لا مفر منه.
فى إحدى الليالى من شهر نوفمبر عاد “إسلام” إلى منزله فى ساعة متأخرة من الليل، بعد يوم عمل شاق فى المطعم الذى يعمل به فى أحد فنادق الجيزة، وقبل صعوده إلى منزله فوجئ بـ”حمادة” واقفًا على ناصية الشارع أسفل العقار، يتلفت يمينًا ويسارًا ويخرج من جيبه قطعة “بنية” اللون، ويعطيها لأحد الشباب الذى لم يتجاوز عمره الـ17 بعد، فى خلسة من أعين المارة، فأدرك أنها مخدرات.
كان المشهد السابق مستفزًا للشاب صاحب الـ27 عامًا، فتوجه قبل صعوده درجات سلم منزله، إلى “حمادة” الميكانيكي، وتشاجر معه وطالبه بالابتعاد بالسموم التى يبيعها للشباب عن المنطقة، محذرًا اياه بإبلاغ الشرطة عنه، فاستشاط غضب “حمادة” وارتفع صوته وظل يوجه السباب والشتائم لـ”إسلام”، الذى رد عليه السباب بمثله، فى تلك اللحظات تجمع الأهالى وحاولوا الفصل بين الطرفين، فهرول الـ”ميكانيكي” صوب منزله واستل سكينًا.
علم “نور الدين محمود” صاحب الـ62 عامًا بتشاجر نجله مع “حمادة” الميكانيكي، بسبب المخدرات، فهرول على الفور لنجدة نجله، فقد سبق له أن تشاجر مع المتهم بسبب الأمر ذاته “المخدرات”، وما أن وصل إلى ناصية الشارع، كان قد عاد “حمادة” الميكانيكى وبحوزته سلاح أبيض، حاول به الهجوم على “إسلام” فاداه والده وتلقى الطعنة النافذة نيابة عنه، فسقط غارقًا فى دمائه إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة.
أحالت النيابة العامة المتهم إلى محكمة الجنايات، والتى نظرت وقائع الدعوى وبعد تداول الجلسات قررت برئاسة المستشار محمد السيد لاشين تأجيل القضية للحكم فى جلسة 17 يناير المقبل.