الإخبارية- محمد شمس
يرجع خبراء الصحة النفسية الإصابة بالإجهاد الوظيفي إلى توحد المصاب مع ما يمارسه من عمل، وذلك إلى الحد الذي لايمكنه أن يميز أويفصل بين حياته المهنية والشخصية.
ويعتبر أمثال هؤلاء الأكثر إصابة بهذا الاضطراب، وكذلك من يحرصون على إرضاء الجميع، وتنفيذ كل الطلبات المكلفين بها، مع افتقاد الشجاعة لرفضها أورفض البعض منها عند الشعور بالضغط.
وتشمل قائمة الفئات المعرضة لذلك من يعملون في القطاع الصحي أوالتدريس أومن يقدمون استشارات اجتماعية على رأس المعرضين للإجهاد الوظيفي، كما أن من يؤديون أعمالا روتينية لفترات طويلة، ومن يفتقدون التحكم في زمام أمور العمل عرضة بشكل كبير للإصابة بهذا الاضطراب.
عوامل كثيرة
تتوافر مجموعة كبيرة من العوامل تلعب دورا كبيرا في تعرض الشخص لهذه الحالة، ومن ذلك أن يفشل الموظف اوالعامل في التأثير على أي قرار مؤثر علي عمله، كالجدول الزمني لتنفيذ المهمة المكلف بها أوالأعباء الوظيفية.
وترجع الإصابة في بعض الحالات إلى أن الموظف يفتقد الموارد والمراج التي تدعمه ويحتاج إليها خلال العمل اليومي، وهو الأمر الذي ربما سبب له بفقدان السيطرة.
ويؤدي عدم وضوح الصلاحيات التي تخول للموظف أوالعامل وفقا للتوصيف الوظيفي إلى الإصابة بهذه الحالة، كما أن وجود غموض أولبس في المهام المطلوبة منه، وما الذي يحاسب عليه أولايحاسب، كل هذه الأمور مجتمعة أومنفردة ستجعل هناك شعورا بعدم الارتياح، وبالتالي توقع مفاجآت غير سارة.
افتقاد الاحترام
يعتبر من الأسباب إلى تؤدي إلى الإجهاد الوظيفي عدم توافر مناخ من الاحترام المتبادل بين الزملاء، أوعندما يمارس الرئيس المباشر شكلا من أشكال التنمر الوظيفي، أوممارسة الصلاحيات المخولة بشطط وعدم احترام أوإذلال للآخرين.
وتحدث كذلك عندما يشعر المصاب أن هناك تمييزا بناء على المعايير الشخصية أوبحسب الحالة المزاجية ودون وجود معايير في الكفاءة أوالإنتاجية.
ويمكن أن يكون السبب اختلاف القيم بين الرئيس والمرءوس، وهو الأمر الذي يترتب عليه حالة من التنافر بين الاثنين، تؤدي بمرور الوقت إلى تزايد التوتر، وبالتالي حدوث ضغط نفسي بسبب حالة الصراع الداخلي تؤدي في نهاية الأمر إلى الإجهاد الوظيفي.
ويؤدي في بعض الحالات رؤية الشخص إلى أن العمل أوالوظيفة بعيدة عن مجال التخصص أوالاهتمام أوتفتقد لمهارات الشخص، وهو ما يتسيي في حالة من الضغط النفسي الذي يصيبه في النهاية بهذا الاضطراب.
شكوى مرضية
يشكو المصاب بالإجهاد الوظيفي عددا من المشاكل الصحية، والتي تبدأ من آلام في الظهر، مرورا بالسمنة، وانتهاء بأمراض القلب، بالإضافة إلى التوتر والقلق والاكتئاب.
ويعتبر بصفة عامة أحد أبرز أعراض هذا الاضطراب كثرة الإصابة بالأمراض، ولذلك فإنه يجب أن يراجع المصاب نهجه في إنجاز العمل، وإذا كان يستحق ما يعانيه أم لا.
ويعاني المصاب من صعوبات في الإدراك، والتي تظهر عليه بارتكابه لأخطاء ساذجة، ونسيان الأشياء المهمة، واتخاذ قرارات يندم عليها بعد ذلك.
ويؤثر الإجهاد والتوتر في كل ما يفعله المصاب بهذا الاضطراب على كل ما يقوم به، ومن هذا تفاعله مع المحيطين به، وحتى إذا تمكن من ضبط انفعالاته خلال العمل، فإنه ينفجر في المنزل، الأمر الذي يؤثر سلبا على العلاقات الأسرية.
ويدفع هذا الاضطراب إلى ممارسة سلوكيات غير مرغوبة، كالتصرف بشكل متهور، والتورط في مشكلات سخيفة، ويمكن أن يلجأ البعض إلى الهروب من المسئوليات والانطواء.