الطب للأطباء مهنة يمتهنونها ليحصلوا منها على كسبهم ولقمة عيشهم فيرسلهم الله لشفاء نفوس عباده حتى يأذن الله تعالى للمريض إما بالشفاء وإما بالقضاء
. الطب من أشرف المهن وأجلها وكما يقولون عن الأطباء وفريق التمريض المساعد لهم بملائكة الرحمة أصحاب البلطوا الأبيض الذين يحنون على المرضى الذين يتأوهون ويتوجعون من شدة الألم الذى يلم بهم
٠مهنة الطب قبل كل شئ مهنة إنسانية وأخلاقية ربما تسموا على كثير من المهن لأنها تتسم بالرحمة والإنسانية وعدم افشاء اسرار لمرضى وما بهم من علل وآلام.
٠ الطبيعى فإن مهنة الطب شأنها شأن سائر المهن الآخرى فيها الغث والسمين والصالح والطالح فمنهم الذين يعطفون على بسطاء المرضي الذين لايجدون ماينفقون كصدقة على عطاء الله لهم من نعم ، وهؤلاء يكرمهم الله وينعم عليهم بجزيل عطفه وكرمه ،وهناك من يطلبون الدنيا وينسون الآخرة وكل همهم جمع المال غير عابئين بالقيم ولا وبالأخلاق وهؤلاء أمرهم إلى الله.
٠ استحسنت ماقاله الدكتور على حسيب شيخ الأطباء واستاذ الجراحة بطب القصر العينى لخريجى الدفعة التاسعة والعشرين لطب الأزهر فرع اسيوط والتى كان يحضرها وكيل الأزهر السابق د.
عباس شومان ود. محمد عبدالمالك نائب رئيس الجامعة وعميد الكلية د.مصطفى شتا ، ونقباء أطباء أسيوط والقاهرة وعدد من رموز الطب فى مصر فى وصية جامعة نافعة لكل طبيب على أول الطريق : كن على قدر المسؤلية وإياك أن تحبط مريضا طمع فيك أن تجرى له عملية جراحية وتكلف بها غيرك بحجة أعبائك وسفرك وترحالك وأحذر أن تبالغ فى أجرك، ولاتكلف مريضك مالا يطيق من كثرة مطتلباتك من الإشاعات والتحاليل وكل مايرهق جيب ونفس مريضك ، فهناك أمراض وحالات لاتحتاج إلى مثل هذه الأشياء ولاتطالب مريضك بالتوجه إلى صيدله ولاإلى معمل تحاليل بعينه ولاإلى مركز إشاعات بعينها ولاتبالغ فى كتابة العديد من الأدوية وخاصة التى بها نفس المفعول، وترفق بمريضك وليكن إخلاصك فى عملك بالمستشفى الذى تعمل به كإخلاصك فى عيادتك الشخصية وعليك بكتمان أسرار مريضك المادية والصحية واجعل مرضاك سواسة واجعل نصب عينيك مراقبة الله لك واعلم ان ماتقدم من خير تجده عند الله، ومن طلب رضا الله عوضه الله كل الخير في نفسه وأولاده فى الدنيا والأخرة.
٠ إذا كانت هذه وصية جامعة لشباب الأطباء المقبلين على الحياة العملية فإن هذه الوصية ضرورة وحتمية للكبار كذلك، فمن باب التذكرة لأن المرضى ليسوا على حالةواحدة من السعة فى الرزق فلا حاجة لإرهاقهم لصالح اصحاب الصيدليات والمعامل ومراكز الإشعات التى تبالغ فى الأسعار فعيب أن يتعامل الطبيب مع هؤلاء على حساب المريض الذى لاحول له ولا قوة لمجرد نسبة مادية بسيطة يحصلون عليها ولكنها ستظل سبة على جبين الطبيب الذى يفعل مثل هذا إلى حين.