شاركت في الدورة الحادية عشر لبيت الشعراء العرب والذي يرأسه الشاعر الكبير خالد قاسم، وقد شارك فيه شعراء من مصر ومختلف الدول العربية وكان خاصا بشعراء الفصحى نظرا لضيف شرف هذه الدورةوعي الإعلامية الشاعرة نهى الرميسي إحدى المنافحات عن لغة الضاد .
وإذا تجاوزنا الحديث عن التنظيم الراقي للدورة وتنوع المشاركين وهو أمر يحتاج إلى أن نفرد له حديثًا خاصًا إلا أن الذي يشغلني وتوقفت أمامه طويلا فهو مستوى الشعراء الذين شاركوا ومستوى لغتهم خاصة وأنهم كانوا من أجيال مختلفة منهم الشباب ومنهم الشيوخ وهو أمر جعلني أثق في مستقبل هذه اللغة وجعلني أتخلص من حالة القلق على لغتنا الفصيحة تلك اللغة التي شرفها الله سبحانه وتعالي بأن حملت لنا كلامه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو ما يحفظ هذه اللغة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها .
امتلأت ثقة في لغتي التي قد تضعف ولكنها لا تموت فما دمت أرى مثل هؤلاء الشباب يتحدثون لغتهم الفصيحة بل يكتب أكثرهم شعرهم على منهج عمود الشعر العربي وهو ما غلب على هذا المهرجان الثري والذي رغم أنه مهرجان تكريمي وكان الشعراء يلقون قصائد قصير بسبب الكثرة المشاركه وبسبب برنامجه المتنوع إلا أنه كان مهرجانا لاستعراض القدرات اللغوية والبنائية الاسلوبية والابتكار في التناول بما يجعل المحب للغة العاشق لها يعيش لحظات من المتعة العقلية في لغة بها مابها من البساطة والعمق في آن واحد، بعيدة عن الغرابة بعيدة عن غير المطروق من المفردات ،تصل إلى القلب ويهتز لها الوجدان .
يستطيع المتتبع أن يدرك ببساطة وسرعة أن الشعر العمودي عاد بقوة وفي ثوب جديد ابن ايامنا وواثعنا ومفرداتنا ينافس قصيدة التفعيلة التي كانت قد اجتاحت الساحة الأدبية في وقت ما ولا يعني أننا نرفض قصيدة التفعيلة وإنما نريد أن نقول أن هناك يسجلل قد ينتهي لصالح عمود الشعر مما نجده من فورة إبداعية بهذا اللون من الأداء حتى رأينا جمعيات أدبية تتخصص في ذلك
ونظر لطبيعة هذا المهرجان السنوي الدولي فقد شاركت بقصيدة عن اللغة العربية ومستقبلها عنوانها ( جوهرة اللغات) مما قلته فيها:
الضاد أدركها التقهقر والسغب/
وهوت وصارت ماضيا لا يحتسب /هذا حديث خرافة وجهالة من خاض فيه فقد تغشاه الكذب/يصغي له قلب مريض لا يَكن لقومنا إلا الضغينة واللغب/ أو تافه لا يقرأ الأحداث لا
يدري بدورة ذلك الزمن اللجب/ يطفو بقوم في الفيافي ساعة ويعود يطويهم بجوف من لهب/ فتردهم نحو المعالي قوة الذات التي صُهِرت وعادت من ذهب/ يا بنت آباء كرام جدهم
كان الذبيح وخير آباء العرب/لا زلت في شرخ الشباب وعزه هيهات أنت من الترهل والسغب/سيظل مجدك مثل رابعة النهارفلا يشيب ولا يغيب ويحتجب/فإذا علا الإسفاف يوما سوف يهوي في الحضيض وإن تحدى أوشغب/ وتهل جوهرة اللغات غزالة /برية تسبي العقول وتنتسب/
وتعود أبهى ما تكون نضارة ،تزيل آثار التعنت والتعب/وتطل من عليائها نحو البراري تشرئب لها قلوب في أدب /إن الذي خلق اللغات قضى لها
بالخلد جل جلاله؛ولها وهب/وأعزها بكلامه المحفوظ يتلى ما برى جيلًا وما جيلٌ ذهب/فيظل يحفظها الكتاب بحفظه وتظل في ثغر الزمان لمن رغب/وازينت بحديث سيد خلقه فهو المفسر للكتاب وما حجب/وبغيرها بطلت صلاة الراغبين المخبتين الواقفين على العتب/غابت تحاربها جيوش الظلم ليس لأنها لغة الكلام لدى العرب/لكن لأن بقاءها إحياء دين للحياة وللممات بلا ريب/ دنلوب مات ولم يزل أذنابه يذكون نارًا يجمعون لها الحطب /كم مرة خرجت علينا دعوة تدعو لهجر الضاد في صلف عجب/أو أن نبدل حرفها أو صرفها،أو أن نحملها تَنَكُبَ من نكب/
لكنها كانت كموج هائج ،يعلو بلحظات الجنون وينسكب/ طاشت دعاوى المرجفين بلا هدى ومضى رحيق الضاد علوي النسب/لسنا نقول بأن صوت حروفنا في أوج حالات البيان المنتخب/لكنني أرنو فأشهد قابل الأيام حين تدور دائرة الحقب/
وتعود أمتنا – وسوف تعود-للعقل الذي يزن الأمور كما يجب/وترى العدو بلا قناع واضحا،وترى الحبيب فتصطفيه وتقترب/إن قلتُ إن الضاد سوف تعود شامخة وبازخة وفي أعلى الرتب/لا أرجم الغيب المحجب إنما/إقرأ مآلات الأمور بلا ريب /وانظر لغات العالمين وعد بها
مئة من الأعوام ..قارن عن كثب/ سترى غرابة ما جرى لبنائها ليست لأولها بآخرها سبب/واقرأ لعنترة الفوارس شعره فكأنه بالأمس أودعه الكتب