لا مجاملة علي حساب المبادئ والقيم والمثل العليا، ولا مجاملة علي حساب المصلحة العامة أو ما يترتب عليه ضرر لأحد، فهذا ليس في الدين في شيء، بل هو النفاق بعينه والغش بذاته، فقال صلى الله عليه وسلم: ” من أرضي الله بسخط الناس كفاه الله، ومن أسخط الله برضا الناس وكله الله إلى الناس ” ( صحيح ابن حبان).
وفى النقابة تجد بطانة منافقة: انتهازيين متملقين، يحسّنون الخطأ في عين نقيبهم فيتمادى في خطئه، ولا يكلف نفسه إصلاح عيبه، فتنحدر النقابة نحو الفوضي العارمة وتقف على شفير الهاوية.
إن تعمية الحقائق على النقيب ومجلسه وصناع القرار خيانة ولاشي. فكل هدفه تحصيل منفعته بتملقه وتسلقه، فلا يبالى أي حق أخذ، ولا أي فرد أضر.
يحتال ويضلل، ويطري ويمدح، يبالغ في التمجيد والثناء، ويسترسل في المديح والإطراء، يبرر المنكرات، ويقنن الممنوعات، ويسرف في المجاملة، ويفرط في المصانعة والمسايرة.
حذر منهم صلى الله عليه وسلم لما يترتب علي سوء صنيعتهم من مفاسد فقال: “إذا رأيتم المداحين، فاحثوا في وجوههم التراب” ( راوه مسلم)
يمدحون بالباطل، ويتشدقون بعبارات لا تجاوز حناجرهم، تلق وخداع، وانتهازية رخيصة، وبضاعة زهيدة، ومداهنة مستعجلة…
يترتب عليها فساد نقابي، وفوضي مجتمعية، وضياع حقوق وتغليب المصلحة الذاتية علي المصلحة العامة.
قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: ” من استعمل رجلا لمودة، أو لقرابة لا يستعمله إلا لذلك، فقد خان الله، ورسوله، والمؤمنين” ( ابن كثير في مسند الفاروق).