لما اراد الله خلق ادم ابلغ الملائكة واوحى الى الارض انى خالق منك خلقا منهم من يطيعنى ومنهم من يعصينى فمن اطاعنى دخل الجنة ومن عصانى دخل النار .
بعث الله جبريل الى الارض ليأتيه بقبضة من ترابها فاستعاذت الارض بالله ان يأخذ منها شييء يكون فيه غدا للنار نصيب . فرجع جبريل ولم يأخذ منها شيئا .
فبعث الله ميكائيل فاستعاذت الارض بالله مثلما فعلت مع جبريل فعاد .
فبعث الله ملك الموت فاتى الارض فاستعاذت بالله ان يأخذ منها شيئا فقال ملك الموت وانى اعوذ بالله ان اعصى له امرا فقبض قبضة من زوايا الارض الاربعة من اديمها الاعلى .. ومن سبختها .. ومن طينها .. واحمرها واسودها وابيضها .. ومن سهلها وحزنها
..الحزن بفتح الحاء غير الحزن بضم الحاء ..
فكذلك وهكذا نجد فى ذرية ادم الطيب والخبيث والصالح والطالح والجميل والقبيح وهكذا اختلفت صورهم والوانهم. .
قال تعالى ومن اياته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ثم صعد ملك الموت الى الله تعالى فامره ان يجعلها طينا فعجنها بالماء المر والعذب والمالح حتى جعلها طينا فلذلك اختلفت اخلاق البشر وطباعهم .
ان تجربتى فى الحياة مع القريب والغريب تقول ان كثيرا من البشر يكنون لبعضهم البعض الحقد والغل والحسد وبعض الناس يهمهم المظهريات والفشخرة وبعض الناس يطلبون من الفقراء التضحية ويكنزون هم اموالهم وبعض الناس بستولون على الوظائف العليا حتى وان كانت ليست من حقهم ويتركون الفقراء يتضورون جوعا وبعص الناس يسفكون الدماء من اجل السلطة .
كنت اعرف شخصا سعوديا كان يعمل موظفا لدى الحكومة القطرية .. لاحظت عليه الاتى .. يتقاضى راتبه ولا يعمل .. يصف نفسه بانه خبير .. يعيش فى مستوى اعلى كثيرا من راتبه .. كل شهر يغير ويبدل سيارته وكان يستأجر هذه السيارات .. حاول النصب على شخصى فلم يستطع لاننى افهم فى البشر
واخيرا نصب على كثيرين واخذ الاموال وترك قطر وهرب الى بلد اخر .
هذا نموذج من النصابين رأيته رأى العين وتعايشت معهه .
اما فى مصر فما اكثر الحاقدين واهل الغل والحسد وما اكثر الطماعين والنصابين واللصوص وما اكثر التجار الفحار وما اكثر من يحاول فرض الوصاية عليك وما اكثر ادعياء الحكمة والحكمة منه براء .
كاتب ومفكر