رأيته صدفة يجلس شاردا ،ممسكا بقلمه،مدلها ،تهيم كلماته ،تشكل سطورا على الأوراق،منفصلا تماما عن العالم من حوله ، لكأنما اقتطع لنفسه تلك اللحظات ، جلست على مقربة منه ،كم مر من الوقت؟!!! لا ادرى !!!، تلاقت عيوننا لحظة ،نفذ سهم في قلبي، زلزلني، تركني وهذا السهم يعبث پأفكاري،ومشاعري،لكأنما أيقظت تلك اللحظة مشاعر قد خبت منذ زمن بعيد،بلا مبالاة استأنف مايكتب ، وضع قلمه في جيبه، لملم اوراقه، يهم بالرحيل آخذا قلبى معه،إيه لقد تمنيت ان يصطحبني داخل أوراقه، أرحل معه ،أفقت لأجده واقفا أمامي،ملأ الأفق، مد يده ،مددت يدي ،دس فيها ورقة مطوية ، ثم أولاني ظهره ،تسارعت دقات قلبى ، تحيرت هل أتابعه وهو ينصرف بقلمه وأوراقه ،وأنا أشتعل شوقا لتفحص الورقة ، فتحتها بيد مرتعشة ،قرأت ،لمست ،عشت كم احاسيس فى كلماته الراقصة حروفها،زلزلتني، أقلقتني ،هيجت نفسي ،بعثت أشياء ماتت من زمن ليس بالبعيد،آمل اللقاء غدا في نفس الموعد ، الحياة تتدفق في عروقي ، وهبت جناحين، طرت ،حلقت، أفقت ،لأجده يجلس شاردا ،ممسكا بقلمه……