شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، افتتاح موسم حصاد القمح في مشروع توشكى 4، حيث تمكنت الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية من زراعة 500 ألف فدان من محصول القمح، منها 310 ألف فدان بمزارع الشركة في توشكى، و140 ألف فدان في مشروع توشكى 4. يعكس هذا الحدث أهمية المشروعات القومية في تعزيز الاكتفاء الذاتي والإنتاج الزراعي في مصر.
تولي الدولة المصرية اهتماماً كبيراً بالمشروعات القومية لاستصلاح الأراضي وزيادة الرقعة الزراعية. ويعد مشروع توشكى أحد أهم هذه المشروعات، حيث يتم العمل على تحويل الصحراء إلى أراضٍ زراعية خصبة، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي والحد من الاعتماد على الاستيراد.
يتضح من الجهود المبذولة أن الدولة تتبنى استراتيجية شاملة تستند إلى دراسات متكاملة لانتقاء أفضل أنواع الزراعات والمحاصيل. يهدف ذلك إلى ترشيد استهلاك المياه والاستفادة القصوى من جميع المصادر المتاحة. وتُعد نظم الري الحديث ومحطات معالجة مياه الصرف وتحلية المياه من الأدوات الرئيسية التي تعتمد عليها الدولة لتحقيق هذه الأهداف.
في هذا السياق، يُظهر مشروع توشكى 4 رؤية واضحة نحو تحقيق الاستدامة الزراعية. استخدام تقنيات الري الحديث يساعد في توفير المياه، وهي مورد حيوي في منطقة تعاني من ندرتها. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر منظومة الصوب الزراعية من الحلول الفعّالة لزيادة الإنتاجية الزراعية في ظل الظروف المناخية الصعبة.
كما أن الاعتماد على الوسائل الزراعية التي تتناسب مع طبيعة الأراضي والمناخ لكل منطقة يضمن تحقيق أفضل النتائج. في مشروع توشكى، يتم اختيار المحاصيل بناءً على دراسات علمية دقيقة تراعي خصائص التربة واحتياجات المناخ، مما يعزز من كفاءة الإنتاج ويسهم في تحقيق عوائد اقتصادية مجزية.
يأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية الدولة لزيادة الرقعة الزراعية من المساحة الجغرافية الكلية للجمهورية. يُعتبر التوسع في استصلاح الأراضي وزراعتها خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء، وهو هدف تسعى إليه مصر بقوة في ظل التحديات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي.
بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية، تُسهم هذه المشروعات في توفير فرص عمل جديدة للشباب، مما يعزز من التنمية المستدامة في المناطق الريفية. وتعد منطقة جنوب الوادي مثالاً حيّاً على كيفية تحويل التحديات إلى فرص من خلال التخطيط السليم والتنفيذ الفعّال.
يُمكن القول إن مشروع توشكى يمثل نموذجاً يحتذى به في مجال استصلاح الأراضي الصحراوية وتحقيق التنمية الزراعية. بفضل الدعم الحكومي والتخطيط الاستراتيجي، تسير مصر بخطى ثابتة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الزراعي، مما يعزز من استقلالها الاقتصادي ويؤمن مستقبلها الغذائي.