كتب عادل البكل
إحتفالا بمرور 130 عاما على افتتاح المتحف الإثنوغرافي بالجمعية الجغرافية المصرية استقبل أ.د. محمد زكى السديمى رئيس مجلس الإدارة، وأ.د. اسماعيل يوسف الأمين العام مساء الاربعاء الموافق 12 يونيو نخبة من أعضاء السلك الدبلوماسي الاجنبي المعتمد بالقاهرة وذلك في المبنى الأثري الفريد للجمعية، والكائن في 109 شارع القصر العيني، لحضور حفل المتحف الإثنوغرافي لتعزيز الثقافة الاثنوغرافية من خلال مقتنيات متاحف الجمعية ومكتباتها، والذي تم تنظيمه بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، وبرعاية ودعم بعثة الاتحاد الأوربي إلى مصر.
شرف الحضور معالي السفير/ كريستيان بيرجر رئيس بعثة الاتحاد الأوربي إلى مصر والسيدة حرمه، وسفير بلجيكا/ فرانسوا كورنييه، وسفير سلوفينيا / ساسو بودليسنيك والسيدة حرمه، وسفير ليتوانيا/ أرتوراس جيليوناس والسيدة حرمه، والسكرتير الثاني للسفارة الفرنسية السيدة/ صوفي لوريني، وعدد من القناصل والملحقين الثقافيين وأعضاء بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الاوربي بالقاهرة وبعض أعضاء المعاهد الأوربية، والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بمصر برئاسة د. أباس زواش مدير الدراسات بالمعهد. وقد بلغ عدد الحاضرين الأجانب نحو خمسين حاضرا يمثلون 16 جنسية أجنبية.
كما شرف الحفل بعض مسئولي الآثار ومدراء المتاحف وعدد من الاعلاميين وأعضاء هيئة التدريس والأساتذة أعضاء الجمعية الجغرافية، وأعضاء مجلس الادارة، وأعضاء لجنة الجغرافيا والبيئة بالمجلس الأعلى للثقافة وبلغ عددهم نحو 100 حاضرا.
يأتي هذا الحفل في إطار جهود مجلس الإدارة في التوعية بأهمية الجمعية الجغرافية المصرية ودورها الحيوي منذ إنشائها سنة ١٨٧٥م حيث هدفت منذ البداية إلى تعزيز المعرفة الجغرافية، وتشجيع المسوح والدراسات الجغرافية وغير الجغرافية في مصر من المناطق غير المستكشفة في أفريقيا وأعالي النيل.
تصدر الجمعية مجلة علمية منذ 150 عاماً باللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية. وتمثل الجمعية الآن، الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس والباحثين والخريجين من أقسام الجغرافيا والجيوماتكس التي يعمل خريجوها في التدريس والمساحة ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار من بعد في عدد من المؤسسات الحكومية ومراكز دعم اتخاذ القرار ومشاريع البناء والتعمير وشركات التعدين والبترول في مصر والدول العربية .
وبما أن مصر كانت بوابة أفريقيا وآسيا في عهد الخديوي إسماعيل (1863 إلى 1879)، فقد كانت الجمعية الجغرافية المصرية تمثل مركزية مصر في الطموحات الجغرافية لصانعي السياسة الأوروبيين والمصريين في القرنين التاسع عشر والعشرين. ومن ثم تحتفظ الجمعية بالتراث الجغرافي الذي كتبه العلماء والمستكشفون الأوروبيون والمصريون.
كذلك شاركت الجمعية الجغرافية المصرية في تأسيس الاتحاد الجغرافي الدولي IGU عام 1923 وفي عقد مؤتمر الاتحاد الجغرافي الدولي بالقاهرة عام 1925 تحت رعاية جلالة الملك فؤاد. وسيتم الاحتفال بذلك في أبريل 2025 بمرور 100 عام على هذا المؤتمر بعقد مؤتمر تخصصي للاتحاد الجغرافي الدولي تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتضم الجمعية مكتبات ثرية بالكتب النادرة والخرائط والأطالس ومتاحف قيمة فيها مقتنيات فريدة. وعلى مدار أكثر من 130 عامًا، كان المتحف الإثنوغرافي في الجمعية حارسًا للتراث المصري والإفريقي حيث تتيح مقتنيات المتحف المكونة من آلاف القطع نظرة ثاقبة للتراث الثقافي الغني.
ومن ثم يأتي هذا الحفل في إطار الدور الثقافي للجمعية في حفظ التراث الإنساني والذاكرة الشعبية وخاصة الموسيقية والقصصية والغنائية. ويعد الحفل فرصه للتواصل بين الجهات الرسمية المصرية والأجنبية للتعاون مع الجمعية في مسار إعادة تهيئة المبنى وحفظ المقتنيات.
واشتمل برنامج الحفل على جولة بمتاحف الجمعية للزوار، وإلقاء كلمات لاستعراض الفرص المتاحة للتعاون بين الجمعية والجهات المعنية ألقاها: معالي السفير كريستيان بيرجر، و أ.د. محمد السديمي، وأ.د.إسماعيل يوسف، و د. أباس زواش، و د.جيهان البيومي.
كما شمل البرنامج على عرض فيلم ترويجي عن الجمعية، وعرض موسيقي شعبي وغنائي قصصي مصري باستخدام الدمى والادوات الموسيقية التى تشبه مقتنيات المتحف، وعرض للفلكلور الشعبي السوداني من غرب وجنوب السودان باستخدام الادوات التى تشبه مقتنيات المتحف. قام بتصميم العروض الفنية د. كوكب توفيق الباحثة في التراث الإثنوغرافي بالمعهد الفرنسي للاثار الشرقية.