لا بد أن تصدم من حالة العشوائية فى التعليم دون خطة حالية أو مستقبلية، عندما تجد أن رئيس الوزراء فى معرض صناعى دولى بالمصادفة، يطلب من وزير التعليم تحويل تبعية المدارس الفنية لصالح القطاع الخاص، وعرض مذكرة فى أسرع وقت، الصدمة هنا أن رئيس الوزراء اكتشف أن مصر بها تعليم فنى، وأنه ليست هناك خطة لتنظيم وتوظيف هذا التعليم لسنين طويلة، والذى يشكل طلابه نحو 60% من المرحلة الثانوية، وهو يقصد هنا التعليم الصناعى، الذى لم يستطيعوا تحديد مدارسه بين 1600و 1900 وعندما تدقق فى الأعداد تجد الحقيقية 1300مدرسة صناعية، وبقرار مفاجئ، لتحويل تلك المدارس للقطاع الخاص، نتساءل هل سينفق عليها أم يديرها لله والوطن؟! وماذا سيجنيه منها، فلاجديد فى الفكرة لأن هناك برنامج مدارس “مبارك كول” وكان الطلاب يتقاتلون عليها بمجموع أعلى من 90% فى الإعدادية وهم متميزون، لذلك نجحوا على كل المستويات، مع التزام المصانع الكبرى بتشغيلهم، فضلا عن راتب شهرى فى أثناء الدراسة مع محاضرين ومدربين من ألمانيا ، والآن ونحن فى عصر تدهور الحال ، تحول البرنامج لأصحاب الورش الخاصة والتى كان دور الطالب فيها “بلية ” يرص الشيشة للمعلم ويرش المياه أمام المحل أو يحضر له الشاى والقهوة، أو يدفع له مبلغ كبير ليكتب تقرير أعمال سنة للعملى يقدمه للمدرسة، مايقلق أن القرار مفاجئ وغير متخصص، ومطلوب من شخص الوزير ولا علاقة له بأى شكل، والأفضل فى نظرى عرض الفكرة على خبراء وعلماء مصر بإمكانية التنفيذ ووسائله، فالتعليم الفنى لا تتوافر به معدات صناعية للتدريب وحتى المتوفرة قديمة جدا لاتصلح ، ويجب أن نعود لمشروع مماثل لمبارك كول بالشراكة مع دول كبرى وإيقاف قبول المجموع المنخفض وكوارثه الذى يخرج 70% من الطلاب لا يعرفون القراءة والكتابة، فالطالب يدفع ثمن أعمال السنة والعملى ويكتبون له فى الامتحان، وتوضع له درجات نهائية على صفحات بيضاء .. يجب معالجة هذه القضية بجدية، إذا كنا جادين فى تحويل مصر إلى مركز إقليمى للصناعة.