وسط حالة التردى فى التعليم المصرى المزرى عربيا وعالميا، وافتقاد خطط علمية حقيقية تفقدنا أى أمل فى النهوض، لنبقى فى ذيل دول العالم. تتجه أنظار الآباء القادرين ماديا إلى المدارس الدولية لضمان تعليم متميز فى تربية وتعليم الأبناء، ولا يدركون الكارثة مع هذه المدارس بأنها تمحو الشخصية المصرية والثقافة الوطنية للأجيال، فتمتد لإنكار الدين والوطن، لذلك نجد فى هذا العسل سما ناقعا، فهى تعليم عالمي فعلا من حيث المناهج والأنشطة المكملة والنهوض بالشخصية المبدعة بمنطق الخبراء، إلا أنه يلغى لغتنا العربية القومية، حتى إن الطالب يصل لمرحلة الثانوى لا يستطيع كتابة أو قراءة جملة صحيحة بالعربية، ويصير مسخا وطنيا ودينيا، بل يعاملون الحصة مثل حصص الألعاب،. كذا إهمال مادة التاريخ المرتبطة بقيمة ومجد الوطن والولاء، ومع ذلك نجد أن الآباء لدينا يفضلون هذا النوع من التعليم باعتباره معترف به عالميا، مثل البكالوريا الدولية (IB)، والمنهج البريطاني (IGCSE)، والمنهج الأمريكي. مما يسهل على الطلاب فى نظرهم الالتحاق بالجامعات العالمية. والتى تجعل اللغة الإنجليزية اللغة الرئيسية في معظم المدارس الدولية، بعكس الدول فى اوربا مثلا التى تجعل لغتها المحلية الأولى ثم الإنجليزية، اعتزازا بالوطن الأم وقيمته وتراثه، وبرغم أن تلك المدارس الدولية توفر فرصا كاملة للأداء التعليمى المتميز بفصول كثافتها منخفضة وفرص تعليمية وتكنولوجية متطورة تعتمد على التعلبم التفاعلي والإبداعي، فى الوقت الذى تتجاهل فيه الاحتفالات والمناسبات الدينية والوطنية، فتباعد بين الطالب وديانته وقيمه، وتركز على تقديم أنشطة يفتقدها التعليم المصرى الآن، مثل الرياضة والفنون والمسرح والرحلات الميدانية، لاستكشاف مواهب الطلاب ومهاراتهم. وهذه المدارس مكلفة جدا، تحتاج عشرات الآلاف من الدولارات، إضافة لتكاليف الكتب والزى المدرسي والرحلات وغيرها ومنها للأسف يعيش الطلاب مغتربون فى بلادهم نتيجة غرس ثقافة دولة أجنبية وقيم بعيدة عن بيئتهم وتراثهم، فيصعب أن يحملوا الولاء لبلدهم أو لغتهم العربية وتراثهم الذى سبق أوربا أكثر من ألف عام، لذلك يجب أن يراعى الآباء تعويض هذه العيوب بإلحاق أبنائهم بدورات للغة العربية والتربية الدينية ولو بدروس خاصة ..حتى لا نفقد ولاءهم لبلدهم وديانتهم ..
![وجيه الصقار يكتب.. المدارس الدولية.. السم فى العسل !](http://alekhbarya.net/wp-content/uploads/2024/02/وجيه-الصقار.jpg)