الاخبارية – وكالات
لسنوات كان جنود من قاعدة حميميم الجوية الروسية في سورية يتجولون بحرية في المدن الساحلية، وكانت المقاتلات تنطلق منها لقصف المعارضة السورية المناهضة لبشار الأسد ونظامه القمعي. لكن الوضع لم يعد على تلك الحال بعد سقوط الأسد، إذ تحرس مجموعات صغيرة من هيئة تحرير الشام وجماعات معارضة مسلحة أخرى، باتت الآن تسيطر على البلاد، مداخل حميميم وقاعدة طرطوس البحرية، على بعد نحو 60 كيلومتراً إلى الجنوب.
وقال أفراد الحراسة لمراسلين من وكالة رويترز زاروا المنطقة الأسبوع الماضي إنهم يرافقون أي قوافل روسية تغامر بالخروج. وأضاف أحدهم بعد أن طلب عدم ذكر اسمه: “يجب عليهم إخطارنا قبل المغادرة“.
ومصير القاعدتين، وهما عنصر رئيسي في نفوذ روسيا العسكري في الشرق الأوسط وأفريقيا، في يد رئيس سورية في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع.
يريد الشرع إعادة التفاوض على تأجير قاعدة طرطوس لمدة 49 عاماً الذي حصل في عهد النظام البائد، وعقد إيجار غير محدد المدة لقاعدة حميميم من أجل التوصل إلى اتفاق أفضل، لكنه لا يريد إقصاء موسكو كلياً في ما يبدو.
وبدلاً من ذلك، قد تبقى القاعدتان مقابل دعم دبلوماسي وتعويض مالي من روسيا، التي لعبت دوراً كبيراً في قطاعي الاقتصاد والدفاع في سورية على مدى سبعة عقود قبل أن تتدخل في الحرب في 2015 لصالح الأسد، وتشارك في الدمار الذي ساعد على إبقاء الأسد في السلطة لسنوات، عبر قصف المدن التي كانت تسيطر عليها المعارضة.