تتميّز الأسماك بطريقة نومها، فمعظم الأسماك لا يوجد لديها جفون سفلية أو علوية حول عينيها، فتبقى أعينها مفتوحة طوال الوقت حتى في وقت النوم، وإن كانت سمكة القرش هي السمكة الوحيدة التي لديها جفون، وتقوم بفتح هذه الجفون وإغلاقها على فترات متباعدة، فتبدو وكأنها تغمز، لذا سميت جفونها بالجفون الغامزة، ورغم ذلك فالقروش لا تغلق جفونها في أثناء النوم، بل تنام وأعينها مفتوحة كسائر الأسماك.
وعندما تخلد الأسماك إلى النوم، تتوجّه إلى قاع الماء، وتتشابه مع الإنسان في التغيرات الداخلية التي تطرأ عليها في أثناء نومها، فتبدأ عمليات الأيض بالتباطؤ، كما يتباطأ التنفس، كما تتباطأ العمليات الداخلية التي كانت نشطة طوال اليوم، وينتقل الجسم إلى حالة من الراحة، والسبات. وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن درجات نوم الأسماك تمر بنفس درجاتها عند البشر، من الخفيف إلى العميق.
ومن الطريف في الأمر، أن بعض الأسماك ترتاح في النوم على بطنها، أو على أحد جوانبها، فتبدو وكأنها ممددة على السرير، وقد ينام بعضها الآخر وهو يسبح بشكل أفقي.
وهناك أيضا العديد من الأسماك التي توفر الحماية لنفسها من الأسماك المفترسة أثناء نومها بأن تطمر نفسها تحت التراب فتختفي، أو تفرز سائلا مخاطيا حول جسدها ليحجبها.
أما وقت النوم فأغلب الأسماك تنام ليلا ، وبعضها ينام في ساعات النهار. وهي بذلك تختلف كاختلاف باقي المخلوقات في ذلك، ولكن معظمها له جداول محددة للنوم مثل البشر، فمنها ما هو نهاري وتستريح في الليل مثل أسماك الزينة. وهناك أنواع ليلية، ويكون مجمل نشاطها وبحثها عن الغذاء في الليل، مع قضاء أوقات النهار في النوم داخل كهف أو في أي شِق من الشقوق.
ومثلما يقوم الدب بالسبات الشتوي، وينام لعدة أشهر حتى انتهاء فصل الشتاء، فإن بعض الأسماك تنام لعدة أشهر، مثل السمكة الرئوية التي تقوم بالسبات الصيفي، حيث تخلد إلى النوم طوال فصل الصيف الجاف والحار حتى يأتي الشتاء.
وهناك أيضا بعض الأنواع من الأسماك التي لا تنام طوال فترة عنايتها بأبنائها، وأنواع لا تنام حتى يبلغ عمرها من 5 إلى 6 شهور، مثل سمك البلطي. كما أن الأسماك البرية لا تنام في أثناء هجرتها، وهناك نوع من الأسماك، يسمى أسماك الكهوف العمياء، لا ينام أبدًا، ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك يعود إلى الظلام الدامس الذي تعيش فيه.
فسبحان الله له في خلقه شؤون.
