كتب عادل احمد
قال الكاتب والمحلل السياسي اسلام عوض أن الصين حجزت لها موقعا مميزا يكرس لمكانتها في النظام العالمي الجديد الذي سوف يتشكل بعد انتهاء جائحة كورونا.
وأضاف عوض خلال لقائه في برنامج مساحة للراي المذاع على الفضائية المصرية أن تلك المكانة المرتقبة للصين باتت تزعج الإدارة الأمريكية، الأمر الذي يفسر محاولات الرئيس ترامب الالقاء بالمسئولية على بكين بشأن دور مزعوم في انتشار الفايروس القاتل .
وأوضح عوض أن ترامب يعاني من مأزق داخلي يتمثل في الانتخابات الرئاسية القادمة ، وشعور الناخب الأمريكي بالخيبة لأداء إدارة ترامب لأزمة كورونا ، وكشف ضعف النظام الصحي الأمريكي الذي كان موضع فخر قبل ظهور تلك الجائحة.
وأشار إلى أن تداعيات جائحة كورونا لم تظهر آثارها المخيفة بعد ، مؤكدا أن تلك الآثار سوف تصيب كل مناحي الحياة في العالم ، وليس المستوى الاقتصادي وحده .
وانتقد عوض استمرار توجهات قادة العالم التي تصب في صالح دولهم فقط ، وابتعادهم المستمر عن محاولات حقيقية للتعاون المشترك بهدف إنهاء كارثة كورونا ، والاكتفاء بتبادل الاتهامات عن المسئولية في انتشار الفايروس.
وأعرب عن اعتقاده بأن الجميع يسعى إلى استغلال تلك الجائحة في تحقيق أرباح ومكاسب في حال توصل أحدهم إلى علاج أو مصل للفايروس، دون النظر إلى المخاطر المشتركة التي تهدد الجميع .
وأكد عوض أن جائحة كورونا سوف تعيد ترتيب الدول وفقا لمكانتها في النظام العالمي الجديد ، كما ستعيد تشكيل المشهد السياسي فيما يخص المنظمات الدولية وأهميتها، بالإضافة إلى إعادة النظر في التحالفات الدولية خاصة في الغرب .
ونوه في هذا الصدد إلى المأزق الذي يعاني منه الاتحاد الأوروبي في ظل جائحة كورونا ، خاصة بعد تخاذل الدول المحورية في الاتحاد عن نصرة الدول المنكوبة ، الأمر الذي خلق حالة من الشعور باللاجدوى من هذه التحالفات الهشة .
وقال عوض أن أزمة منظمة الصحة العالمية الحالية ليست الأولى من نوعها ، فانسحاب الولايات المتحدة ليس أول انسحاب من المنظمة الدولية، وأنما سبقه انسحاب روسيا في أزمة سابقة .
وأكد عوض أن استمرار اغلاق الاقتصاد العالمي بالشكل الحالي هو أمر مستحيل ، متوقعا أن تعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيا خلال شهر ، ولكن وفق ضوابط ومحاذير تحددها كل دولة وفق ظروفها .
وأشاد عوض بالحالة المصرية في التعامل مع الجائحة ، في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمنظومة العمل الناجحة التي أنقذت مصر من مصير غير محمود ، عانت منه دول كبرى بسبب جائحة كورونا ، الأمر الذي ابهر العالم ، ووضع مصر في مكانتها المستحقة ، بعد ان مدت يد العون شرقا وغربا ، وأرسلت المساعدات الإنسانية، رغم ظروفها الاقتصادية المعروفة.