أن المعتاد هو تشكل ثقوب في طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي، في ربيع كل عام. إن ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي ينتج بشكل أساسي عن المواد الكيميائية التي من صنع الإنسان، بما في ذلك الكلور والبروم اللتان تهاجران إلى طبقة السترات سفير؛ وهي طبقة من الغلاف الجوي تقع على ارتفاع يتراوح بين 10 و50 كيلومترا فوق مستوى سطح البحر.
كلما انخفضت نسبة التلوث في الهواء فأن هذا يعجل من عملية استرداد التعافي لطبقة الاوزون، ولهذا ما قد نراه كأزمة صحية وبشرية واقتصادية قد يكون هو طريقة الأرض في شفاء نفسها والتعافي بشكل أسرع بعيداً عن الضرر الذي يسببه لها الانسان.
ولعل الكوارث الذي أحدثها كورونا خلال الأشهر القليلة الماضية تمضي كما مضى خوف الكرة الأرضية من الأوزون. ساهمت إجراءات الحجر الصحي المفروضة على أغلب سكان الكرة الأرضية بهدف كبح تفشي فيروس كورونا في تراجع مستوى تلوث الهواء بالمناطق الحضرية، فقد رصدت أبحاث ميدانية تحسنا في هواء العواصم الكبرى بنسبة تجاوزت 12%. كما انخفض مستوى النيتروجين وغازات المصانع، وتعافت طبقة الأوزون بعد انخفاض انبعاثات الكربون إلى أقل مستوى لها منذ 30 عاما. ساهمت إجراءات الحجر الصحي المفروضة على أغلب سكان الكرة الأرضية بهدف كبح تفشي فيروس كورونا في تراجع مستوى تلوث الهواء بالمناطق الحضرية،
فقد رصدت أبحاث ميدانية تحسنا في هواء العواصم الكبرى بنسبة تجاوزت 12%. كما انخفض مستوى النيتروجين وغازات المصانع، وتعافت طبقة الأوزون بعد انخفاض انبعاثات الكربون إلى أقل مستوى لها منذ 30 عاما.
بأن طبقة الأوزون مستمرة في التعافي ولديها قدرة على التعافي بشكل كامل، وبحسب ورقة علمية، نُشِرت في مجلة Nature العلمية، أظهرت علامة على نجاح نادر في عكس الضرر البيئي وتبين أن العمل العالمي المنسق يمكن أن يُحدث فارقا.
يعود ذلك إلى الدوامة القطبية والتيارات عالية الارتفاع التي تجلب عادةً الهواء البارد إلى المناطق القطبية. وقد انقسمت هذه إلى قسمين مما أعطى منطقة القطب الشمالي موجة حرارية نسبية، مع درجات حرارة تصل إلى 20 درجة مئوية أعلى من المعتاد في هذا الوقت من العام. إلّا أن ثقب الأوزون المشهور يقع فوق القطب الجنوبي وما زال موجودًا تبين أن العمل العالمي المنسق يمكن أن يُحدث فارقا.
يذكر أن طبقة الأوزون هي درع واقٍ في الغلاف الجوي الطبقي للأرض (الستراتوسفير) والتي تمتص معظم الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلينا من الشمس، وبدونها، يكون من المستحيل تقريبا لأي شيء أن يعيش على هذا الكوكب..
“في عام 2011 ، حدث نفس الشيء: الشتاء الدافئ وثقب كبير. هذه القاعدة صالحة دائمًا تقريبًا. إذا كان الشتاء دافئًا بشكل غير طبيعي في روسيا، فهذا يعني على الأرجح تشكل ثقوب الأوزون”. أن تدمير طبقة الأوزون يقلل من الحماية من الأشعة فوق البنفسجية للبشر والكائنات الحية الأخرى والنباتات.
وفرضت أزمة كورونا على دول العام فرض مزيدًا من القيود على البشر وبالتبعية فقد وصلت هذه القيود إلى كافة القطاعات، حيث قامت معظم الدول بفرض اجراءات حظر التجول، والتعطيل الإلزامي لأغلب القطاعات الصناعية والتجارية. وبالنتيجة، لوحظ بأن السحب الدخانية التي يمكن مشاهدتها بواسطة الأقمار الصناعية بوضوح عادة كانت قد اختفت تماماً وانخفضت كثافة غاز ثاني أوكسيد النيتروجين بشكل ملحوظ.
إن عملية تضاؤل ثقب الأوزون تؤدي إلى سحب التيار النفاث نحو القطب الشمالي. وفي نفس الوقت، يقوم التلوث بالأكاسيد في الجو بسحب التيار النفاث نحو القطب الجنوبي. إن هاتين العمليتين المتعاكستين تقومان بما يشبه عملية شد الحبل بينهما كما تصفها أنتارا بانحري الزميل الزائر للمعهد التعاوني لأبحاث علوم البيئة (CIRES) في جامعة كولورادو بولدر الامريكية والتي تعمل أيضاً في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).
واُستنفدت طبقة الأوزون فوق القطب الشمالي مرات عديدة في الماضي. لكن هذه المرة، أدى الطقس القاسي وظروف الاحترار العالمي، إلى استنفاد أكبر من المعتاد؛ وفقًا لبيان صحافي لوكالة الفضاء الأوروبية.
ومع ذلك يبقى هذا الثقب الكبير غير المعتاد في طبقة الأوزون، أصغر من الثقب المشهور فوق القارة القطبية الجنوبية. ووفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية، فإن مساحة ثقب الأوزون في القطب الجنوبي قد يصل إلى 25 مليون كيلومتر مربع – وهو آخذ بالتناقص في الآونة الأخيرة- بينما تبلغ مساحة ثقب القطب الشمالي الجديد أقل من كيلومتر مربع.
إن أزمة كوفيد-19 ساهمت في تسريع الابتكار، ورفعت سقف التوقعات، وجعلت المستقبل يصل بأسرع مما توقعنا، وإن قوتين أساسيتين ستصبحان حتمًا التوجهين الاستثماريين الكبريين في هذا العقد، ومن المحتمل أن تبلغ قيمتها عشرات التريليونات من الدولارات؛ الأولى هي التقنية إذ نعيش حاليًا ثورة رقمية هائلة بعد أن ازدادت رقمنه حياتنا اليومية بسرعة مذهلة.
وغير التقدم السريع للتقنية الرقمية نماذج الأعمال والمؤسسات والمجتمع كاملًا، بشكل جذري، ويُرجَّح أن يسير هذا الاتجاه بوتيرة أكبر مع تسارع التطور التقني، في ظل الثورة الرقمية ودعمها للصناعات الجديدة والناشئة أكثر من الماضي. ومن الطبيعي أن ينجذب المستثمرون الأفراد والمؤسسات إلى النمو والفرص الهائلة، ويمكن رؤية مستقبل الاقتصاد في تعاملات أسواق الأسهم العالمية التي تصعد بالاعتماد أساسًا على الشركات القائمة على التقنية.
نتيجة لتفشي الوباء، فرضت الحكومات حول العالم قيودًا غير مسبوقة على الأشخاص والسلع؛ وترى دراسة حديثة أن أكثر من 3 مليارات شخص يعيشون في دول أغلقت حدودها تمامًا أمام غير المقيمين، إذ فرضت 93% من البلدان قيودًا جديدة على الدخول، وفي نهاية المطاف، سيعود السياح وستُفتَح الحدود من جديد، ولكن ليس بالصورة التي كانت عليها قبل الأزمة.
وبالعودة إلى تاريخ الأزمات الاقتصادية، أشار بحث أجرته ماكنزي عن الأزمة المالية العالمية في العام 2008، إلى أن مجموعة صغيرة من الشركات في كل قطاع تفوقت على نظيراتها، على الرغم من تضررها من انخفاض الإيرادات، إلا أن تلك الشركات المرنة تعافت بشكل أسرع، وبحلول العام 2009، ارتفعت أرباحها بنسبة 10%، وفي المقابل انخفضت أرباح الشركات غير المرنة بنسبة 15%، بسبب اتخاذ الشركات المرنة لإجراءات احترازية قبل الأزمة، وبقاء ميزانياتها متوازنة مع عمل فعال خلالها، فضلًا عن خفضها لتكاليف التشغيل.
على الرغم من أن النتائج الإيجابية المحتملة للأزمة، يصعب أن تعوض الخسائر البشرية والاقتصادية الكبيرة جدًا، إلا أن التفكير فيها يبث الأمل، إذ تبقى فكرة تعلم الأفراد والمجتمعات والشركات والحكومات في وقتنا الراهن لطرائق اتصال جديدة؛ مثل سكايب وزوم وفيستايم، أمرًا ملهمًا في عالم المستقبل.
وتعلمت الشركات أيضًا، كيفية العمل عن بعد، وبمستويات إتقان وسرعة وكفاءة عالية نسبيًا، ما يرجح وضع أسس لطرائق إدارة أفضل، وقوى عاملة أكثر مرونة.
وأدت الحاجة الملحة لمعالجة الفيروس إلى ابتكارات رائدة في مجالات التقانة الحيوية وتطوير اللقاحات واللوائح التنظيمية الحاكمة لتطوير الأدوية، ما يدفع إلى أنظمة صحية أكثر مرونة واستجابة وفعالية. فضلًا عن اندفاع لافت نحو الابتكار ورفع الإنتاجية، محاولات الوصول إلى صناعات أكثر مرونة، وحكومات أكثر ذكاءً على جميع المستويات، ما يشكل ملامح عالم جديد أكثر اتصالًا وتآلفًا، يصنع الوضع الطبيعي المستقبلي لكوكبنا.
دكتور القانون العام ومحكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان