الاخبارية مسقط
يكتسب احتفال دار الأوبرا السلطانية مسقط بالذكرى التاسعة لتدشينها هذا العام والذي يوافق 12 أكتوبر، أهمية محورية كونه يتزامن مع الأجواء العُمانية للاحتفال بالعيد الوطني الـ 50 للنهضة، ويجدد صفحة جديدة من صفحات المنجزات العُمانية على كافة المستويات مع استدامة النهضة المتجددة تحت القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان.
وتعتبر دار الأوبرا السلطانية مسقط منارة عُمانية فريدة في التواصل الحضاري والثقافي ومجالات الفنون الراقية مع مختلف دول العالم، وأثرت الحياة خلال السنوات الماضية ببرامج فنية وثقافية وتعليمية.
وبهذه المناسبة أصدرت الدار إنتاجا غنائيا جديدا حمل عنوان ، أنشودة ” عظيم المجد” وهي أنشودة وطنية جديدة ترصد مسيرة النهضة المتجددة بالعهد الزاهر للسلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان.
وتعرض الأعمال المتنوعة التي تقدمها دار الأوبرا السلطانية مسقط غنى وتنوع الإبداعات الفنية من السلطنة والمنطقة والعالم، وهي توفر مساحة كبيرة للثقافة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وانعكاساتها، كما تلهم جمهورها وتغذي إبداعاتهم من خلال البرامج المبتكرة التي تعزّز الحيوية الثقافية، وتُطلق العنان للمواهب، فضلا عن أنها تعزز السياحة الثقافية، وتؤكد دور الفن كوسيط دبلوماسي من خلال بث روح التقارب بين مختلف شعوب العالم، وتعزيز التواصل والتبادل الثقافي.
ويأتي افتتاح دار الأوبرا السلطانية مسقط الذي جرى تحت رعاية الراحل السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، في أكتوبر من عام 2011 ، انطلاقًا من أهمية التنمية الثقافية كإحدى ثمار النهضة العُمانية ودورها الفاعل في التقارب بين الحضارات، وبدء مرحلة جديدة من الجهود المتواصلة لتعزيز مجال الفنون التراثية العمانية والتفاعل مع الثقافة والفنون العالمية، إضافة إلى انصهار التراث المحلي مع الحداثة في دار الأوبرا السلطانية مما يعد علامة بارزة توضح مدى الاهتمام بالانفتاح الحضاري على العالم وصولًا إلى التنوع الثقافي الذي تفتخر به عُمان.
وطوال السنوات الماضية قدمت دار الأوبرا السلطانية مسقط العديد من الفنون الرفيعة والبرامج المبتكرة التي تدعم مجالات المعرفة والإلهام لكافة المرتادين من عُمان وأنحاء العالم، واستضافة العديد من الأعمال الفنية الأوبرالية والحفلات الموسيقية من التراث العالمي، والعديد من الملتقيات الثقافية والفنية والأصوات الساحرة التي حققت حضورًا وشهرةً عالميةً واسعة.
وعلى صعيد الطراز المعماري، تعتبر دار الأوبرا السلطانية تحفةً معماريةً تم في إنشائها استثمار العمارة التقليدية العمانية العربية الإسلامية وعناصر هذه العمارة لخدمة الأغراض المستهدفة، إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار التناسق والتناغم بين العناصر والتشكيلات المختلفة مع مراعاة اختيار المواد المناسبة التي اشتهرت بها العمارة العربية الإسلامية مثل استعمال الحجارة الكبيرة والأخشاب التي يتم تزيينها بنقوش بالغة الدقة والتعقيد، إضافة إلى الإيحاءات التاريخية المستمدة من التراث المعماري بالمنطقة.
وشيدت دار الأوبرا السلطانية في مساحة شاسعة تبلغ ثمانين ألف متر مربع في منطقة قريبة من شاطئ القرم في العاصمة مسقط وتبلغ المساحة المبنية ما يربو على خمسة وعشرين ألف متر مربع، وشيد مبنى الأوبرا نفسه في ثمانية طوابق تقع ثلاثة منها تحت الأرض، فيما تقع خمسة منها فوقها.
وتم خلال العام الماضي افتتاح دار الفنون الموسيقية التي تُعد إضافة جديدة إلى جانب دار الأوبرا السلطانية مسقط من أجل الارتقاء بالفنون، والتواصل الحضاري مع كافة الدول التي لها تراث فني عريق تعزيزًا للتعاون الفني والثقافي معها.
وجاء تأسيس دار الفنون الموسيقية لتكامل الأدوار مع ما تقوم به دار الأوبرا السلطانية مسقط بالتركيز على الجوانب التثقيفية الأخرى من خلال المعرض الفني الثقافي الدائم بالدار الذي سوف تستخدم فيه التقنيات الحديثة، هذا إلى جانب المعارض الزائرة والمحاضرات الثقافية التي تلقي الضوء على تطور الفنون عبر العصور وارتباطها بما شهده العالم في كل مرحلة من تاريخه من تنوع في هذا المجال.