«يومان على وش الدنيا، وبعد كده هانموت» ثم حكى قصة السيدة فاطمة حينما دخلت على النبى وهو يصارع سكرات الموت، وقالت: «واكرباه» ورد عليها النبى صلى الله عليه وسلم قائلا: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم».
لم يستطع الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يغالب دموعه أمام عدد من قادة القوات المسلحة يوم الخميس الماضي، وهو يتذكر هذا الموقف حينما طلب منه أحد الحضور أن يهون على نفسه.
دموع الرئيس وكلماته تلخص حجم العبء النفسى والمعنوي، والمسئولية الضخمة والثقيلة التى تتحملها مصر ورئيسها وسط ظروف دولية وإقليمية بالغة التعقيد والتشابك، ومن هنا لا يمكن أن تكون هناك راحة، ولابد أن تكون الدولة كلها فى قمة الجاهزية لمواجهة أى موقف «طارئ»، أو أية حسابات إقليمية مغموسة بغرور «القوة»، ووهم «النشوة الكاذبة» لعدو جاهل وأحمق.
عاد الرئيس بعد مشاركته فى قمة العشرين مساء يوم الأربعاء الماضي، بعد رحلة مرهقة وطويلة، وجهد هائل فى قمة العشرين، وفى صباح الخميس كان اللقاء مع عدد من قادة القوات المسلحة بمقر القيادة الإستراتيجية بالعاصمة الإدارية بحضور الفريق أول عبدالمجيد صقر وزير الدفاع، والفريق أحمد خليفة رئيس الأركان، ليؤكد على ضرورة الجاهزية الكاملة، ضاربا النموذج والقدوة فى العمل، والاجتهاد، والإخلاص، وبذل الجهد، رافضا «الركون» إلى الراحة الطبيعية بعد رحلة طويلة ومرهقة إلى البرازيل.
ليست هذه هى المرة الأولى التى يفعل فيها الرئيس ذلك، وإنما هو سلوك يومى دائم فى حياته، وليس هناك فرق فى ذلك بين الرحلات الطويلة أو القصيرة، ولا أيام الإجازات الأسبوعية، أو الرسمية.
الرئيس العائد من قمة العشرين، وقبلها قمة البريكس، يعمل ليل نهار من أجل أن تعود مصر قوية، قائدة للإقليم كله، ورقما صحيحا وقويا فى المعادلة الدولية، وهو ما يظهر بوضوح فى حضور مصر تلك القمم المهمة، لكن الرئيس لا يركن إلى ذلك، ولا يستهين بالمواقف، فى ظل وضع إقليمى معقد للغاية فى الاتجاهات الإستراتيجية الثلاث (شمال شرق، والجنوب، والشمال).
ربما تكون المخاطر الخارجية هى الأعلى فى تاريخ الدولة المصرية، لكن حرص الرئيس واهتمامه، وجاهزية قواتها المسلحة جعلت من مصر مركزا للأمن والأمان والاستقرار فى المنطقة كلها.