وسائل التواصل الاجتماعي فيما اعتقد هي وسيلة لتبادل الأفكار والتعبير عن الآراء بحرية او الاعمال الفنية المحببة لدى الفرد، او مواقف طريفة او ذكرى شخصية او صداقات جديدة محترمة. اما الصلاة فمكانها الحقيقى هو المسجد او الكنيسة او المنزل لانها امر شخصى بحت. ما يحدث على صفحات التواصل الاجتماعي من ابتهالات واستغفارات هي نوع من استعراض تدين الشخص لمن حوله حتى يعطى انطباع انه ورع وتقى ومؤمن وطاهر ومؤدب وذو اخلاق حميدة.
الفرد لا يتقرب الى الله من خلال ما يكتبه وينشره على صفحات هذه المواقع ولا تزيد من ميزان حسناته حسب اعتقاده. البوستات الدينية اليومية على صفحات الفيس بوك والتويتر والتي يرتدى فيها البعض عمامة الواعظ سواء عمامة شيخ او قسيس ويقوم بمحاولة اهداء الغير الى صحيح الدين في محاولات ساذجة. الباحث عن الحقيقة يستطيع بمنتهى السهولة الاطلاع بالكتب المتخصصة عن اسئلته او من خلال البحث في جوجل واليوتيوب وليس من خلال بوست على الفيس بوك والتويتر.
قد يكون من المنطقى نشر بوست دينى بمناسبة الأعياد الدينية مثل عيد الفطر او عيد الأضحى او عيد الميلاد او عيد القيامة. اما نشر البوستات الدينية بدون مناسبة قد تعبر عن هوس دينى او استعراض دينى ومعظم الفيس بوك في العالم تكاد تخلوا من البوستات الدينية ما عدا دول الشرق الأوسط ومصر. اكاد احس ان البعض اصبح يعيش في غيبوبة دينية ويكاد ان يقتصر طقوسة الدينية على صفحات الفيس بوك وليس في الواقع.
كل فريق يُصر انه صاحب الحقيقة المطلقة والغير في ضلال كبير ويؤكد دائما ان ما يقوله هو الصح وما يقوله الغير هو الهراء بعينه. قليل من الادراك والعقل والمنطق مطلوب عند ممارسة الدين على صفحات الفيس بوك والتويتر لانه امر شخصى بحت وليس امرا استعراضيا. فيجب اضفاء طابع الاحترام والتقدير للطقوس الدينية وليس طابع التهليل والاستعراض وتاتى المقولة المشهورة التى تقول، اريد ان اشاهد تدينك فى اعمالك واقوالك وليس فى ما تكتبه على صفحات الفيس بوك. ممارسة الطقوس الدينية لا تتطلب نشر البوستات الدينية اليومية على صفحات الفيس بوك والتويتر وانما تتطلب ان يكون الفرد مخلصا لاعتقاده الشخصى وليس مستعرضا له.
وسائل التواصل الاجتماعي من الفيس بوك والتويتر وأخواتهما لا يمثلون الرأي العام في الشارع المصري ولا يمثلون حتى اراء اغلبية المستخدمين، فالمال غالبا يصنع الأغلبية. من يبيع المتابعين ويضع تسعيرة لاعادة التغريد يستطيع أن يمارس تجارته مع أي جهة سياسية او استخباراتية دون أي مشاكل. الحقيقة تستطيع بالمال شن حملات لاي غرض على “التويتر” او “الفيس بوك” او اي وسيلة تواصل اجتماعي اخري. جزء لا بأس به من الميزانية الاعلامية في دولة مثل قطر يتم توظيفه لتوجيه الرأي العام عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي. هناك مقاطع فيديو، اشاعات، معلومات مغلوطة تنتشر بسهولة علي صفحات التواصل الاجتماعي عبر الاف الحسابات والتغريدات الموجهة. لم تعد المنافسة عادلة في كواليس مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن دخل المال السياسي بقوة ليشتري قوة الرأي العام عليها. في بداية ظهور مواقع التواصل الاجتماعي كان الراي السائد يخضع للأغلبية، اليوم يخضع للمال بدءا بشراء المغردين وحتى شراء ذمم ادارات هذه المواقع.