كتب عادل احمد
قال الدكتور محمد هندي، استشاري القرنية والمياه البيضاء والجراحات الانكسارية للعين، إن جائحة كوفيد 19 أثرت على جميع الخدمات الصحية خصوصا زراعة القرنية، بسبب نقص عدد المتبرعين المناسبين للتبرع بأنسجة القرنية حول العالم نتيجة استبعاد حالات الوفيات الناجمة عن كورونا أو الأمراض التنفسية بشكل عام، مشيرا إلى أن مصر تعتمد في تلك الجراحة على استيراد القرنية من الخارج نظرا لعدم وجود بنوك قرنية فاعلة في مصر.
وكشف الدكتور محمد هندي مدى تأثر عمليات زراعة القرنية بأزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، ومعايير الأمان التي يتم اتخاذها لضمان أمان العملية خصوصا وأن القرنية هي أكثر الأنسجة التي يتم زرعها في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن عمليات زراعة القرنية يمكن اعتبارها من الجراحات الآمنة حاليا من ناحية خطر انتقال العدوى في حالة توفر بعض الشروط، منها مراعاة معايير مكافحة العدوى قبل وأثناء وبعد إجراء العملية، وضمان مصدر القرنية المزروعة، بالإضافة إلى توفير طريقة بديلة للمتابعة بعد العملية، مثل توفير خدمة المتابعة والاستشارات عن بعد في حالة تفاقم مخاطر العدوى، والتأكيد على بعض الإرشادات للمريض منها عدم ملامسة العين ووضع القطرات بطريقة سليمة لتجنب انتقال العدوى من خلال العبوة مع الحفاظ على تطهير اليدين دائما.
وأكد هندي أن الدول التي يتم استقدام أنسجة القرنية منها وضعت قيودا صارمة وفقا لبروتوكولات عالمية تضمن تداول الأنسجة الأكثر أمانًا لضمان سلامة الشخص المتلقي للقرنية، منها التأكد من أن الأنسجة ترجع لأشخاص متوفين ثبت سلبيتهم لفيروس كورونا المستجد، وكذلك جمع تاريخ طبي شامل بعناية من جميع المتبرعين المحتملين للأنسجة كالنظر في عمر المتبرع وما إذا كان الفرد قد توفي نتيجة مرض رئوي أو سافر و أقام في منطقة عالية الخطورة لكوفيد-19، لافتا إلى أنه لا يوجد دليل حالي على أن فيروسات الجهاز التنفسي مثل كورونا يمكن أن تنتقل عن طريق عمليات نقل الدم أو الأنسجة البشرية أو زرع الخلايا.
ولفت إلى أن عمليات زراعة القرنية تعتبر من الجراحات المنقذة للبصر خصوصا في حالات إصابات العين الطارئة مثل الحوادث أو تضررالقرنية نتيجة الالتهابات الشديدة غير المستجيبة للعلاج، محذرا من أن تراكم الحالات في قوائم انتظار خوفا من إجراء عمليات الزرع في الوقت الحالي أو نتيجة عدم توفر القرنيات يمكن أن تسبب تدهور العين لدرجة قد لا تستفيد من عملية الزرع لاحقا.