الاخبارية – مسقط – خاص
تولي سلطنة عُمان البحث العلمي والابتكار أولوية قصوى خلال المرحلة المقبلة باعتبارها من ممكنات تنفيذ الرؤية المستقبلية “عُمان 2040” من أجل بناء نهضة متجددة ومستدامة تتحدى الصعوبات والمعوقات.
وتجسيداً لذلك الاهتمام والتقدير، قام ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، بتكريم أصحاب المشاريع الفائزة بالجائزة الوطنية للبحث العلمي، وذلك ضمن فعاليات الملتقى السنوي للباحثين في نسخته السابعة الذي نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وقد حصل 12 مشروعاً بحثياً علمياً على الجائزة الوطنية للبحث العلمي؛ موزعة على 6 قطاعات بحثية؛ وهي قطاع الثقافة والعلوم الإنسانية والأساسية وقطاع التعليم والموارد البشرية وقطاع الطاقة والصناعة وقطاع البيئة والموارد الحيوية وقطاع الصحة والعلوم الاجتماعية وقطاع الاتصالات ونظم المعلومات.
واستقبلت الجائزة 218 بحثاً منشوراً منها 152 ضمن فئة الباحثين من حملة الدكتوراه و66 بحثاً تنافست ضمن فئة الباحثين الناشئين من غير حملة الدكتوراه.
ولا شك أن مشروع”الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والتطوير 2040″ الذي أطلقته سلطنة عُمان، يرتكز على تعزيز دور البحث العلمي والتطوير في التحول لاقتصاد ومجتمع المعرفة وبما يسهم في تحقيق أهداف التنمية الشاملة في السلطنة.
تتأسس الخطة التنفيذية للمشروع على بناء الشراكات الاستراتيجية مع جميع الفاعلين في منظومة البحث العلمي والتطوير واشتملت على حزم من المبادرات التي تضمنت إنتاج المعرفة وتوظيفها في القطاعات المعرفية والاقتصادية، حيث اقترحت الاستراتيجية تخصيص نسبة مُعينة من الناتج المحلي لأنشطة البحث العلمي والتطوير تبدأ من 0.5% في عام 2021 وترتفع تدريجياً حتى تصل 2% بحلول عام 2040.
وتؤكد التقارير والدراسات الدولية ذات الشأن، أن عُمان ماضية قدما في تحقيق طموحاتها العلمية، إذ بدأت مؤخراً جامعة السلطان قابوس في طرح برامج للدراسات العليا تهدف إلى مواكبة المرحلة الجديدة من النهضة العمانية المتجددة، لاسيما الرؤية المستقبلية «عمان 2040» من حيث المسارات التي تتضمنها الخطة في سائر محاور التنمية والنماء الشامل في قطاعات الإنتاج الصناعي أو التجاري أو الزراعي
ولا يقتصر هذا التطوير في الأبحاث العلمية العليا على جامعة السلطان قابوس فحسب، بل شمل المؤسسات الجامعية في السلطنة عامة، فمطلع يناير الجاري وافقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، على ترخيص أول برنامج على مستوى الدكتوراه لجامعة خاصة في السلطنة وهي جامعة نزوى بمسمى دكتوراه الفلسفة في الكيمياء، وبرنامج ماجستير القانون التجاري للكلية الحديثة للتجارة والعلوم.
وكانت جامعة السلطان قابوس في مطلع هذا العام قد اعتمدت برنامج الدكتوراه في الإدارة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وبرنامج ماجستير العلوم في علوم البيانات وتعلم الآلة من قسم الحاسب الآلي بكلية العلوم، وبرنامجي ماجستير العلوم في مجالي إنتاج المحاصيل ووقاية المحاصيل مع برنامجين لدبلوم الدراسات العليا في التخصصين ذاتيهما، وبرنامجي ماجستير العلوم ودبلوم الدراسات العليا في العلوم البحرية والسمكية بكلية العلوم الزراعية والبحرية.
كل هذه البرامج الجديدة تصب في إطار التغييرات والإصلاحات الكلية في الدولة، حيث إن النظام الأساسي الجديد يشجع على البحث العلمي والابتكار، وأن تحقيق الأفضل في سبيل المستقبل المشرق يمر عبر قنوات البحث العلمي وجعلها أداة فاعلة في صناعة الواقع المرتجى.
كما يهدف برنامج ماجستير علوم البيانات والآلة الذي طرحته جامعة السّلطان قابوس ممثلة في قسم علوم الحاسب الآلي في كلية العلوم، إلى الإسهام في تلبية متطلبات التعلیم وسوق العمل للمتخصصین في هذا المجال، ويصب في المحاور المستقبلية المنشودة، حيث يمكن لخريجي هذا البرنامج العمل في مجالات تحليل البيانات وهندستها بالإضافة إلى تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي هي من الملامح البارزة في تطلعات المستقبل التي تحملها رؤية «عمان 2040».