كتبت سامية الفقى
- المبادرات الرئاسية في الصحة ساهمت في الحد من انتشار كورونا والدرن الرئوي
قال د. محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، أن العالم يحتفل في الثلث الأخير من مارس باليوم العالمي للدرن أو السل، وذلك لحث الدول على مواصلة السعي نحو القضاء على المرض، مشيرا إلى أن الاحتفال بالمرض العام الجاري يختلف عن الأعوام السابقة، خاصة في ظل انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، والذي تسبب في اضطراب عالمي في كل المجالات، سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو صحية، وتحاول كافة الدول للتصدي له بكل الوسائل، وتجري محاولات مستميتة لمواجهة الموجات المتتالية، من أولى وثانية وثالثة.
وقال عوض تاج الدين، في احتفالية جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بيوم الدرن العالمي، يشاء القدر، أن ما سببه فيروس كورونا المستجد، هو أحد فيروسات الجهاز التنفسى، والتي نعرفها مسبقا، فعائلة الفيروسات نعلم عنها الكثير وهي التي تسببت سابقا في الإصابة بمرض السارس أو الإلتهاب الرئوى الشديد ومتلازمة الشرق الأوسط، ورغم أن الفيروس ليس جديدا علينا، إلا أنه في هذه المرة أتى بشكل عنيف وشرس وقاتل، ويصيب الملايين في العالم، ويتزايد يوما بعد يوم.
وتضع الدولة المصرية كافة إمكانياتها وقدراتها، للتصدي لهذا الوباء، وبدعم من القيادة السياسية والحكومة، وقال، ما يدفعني للحديث عن ذلك في اليوم العالمي للدرن، أن أطباء الأمراض الصدرية وزملائهم في التخصصات والمهن الطبية الأخرى، وقفوا في خط الدفاع الأول ضد الوباء، وهنا الجائحة معنية بالأساس بالوباء الصدري والتنفسي، ولذلك هناك تعاون تام بين كافة الجهات التي تعمل في مجال الصدر في مصر سواء كانت تابعة للصحة أو الجامعات، وبآداء مشرف واحترافي قوي، وخبرة متميزة، أظهرت مدى التكامل بين كل المؤسسات الصحية في مصر، في إطار قضية قومية هامة، ضمن منظومة علمية فنية طبية إكلينيكية متميزة.
وفي سياق الدرن، تراكمت الخبرات في شكل تجربة مصرية فريدة ومتميزة، استطاعت خلال ربع قرن وضع برنامج قومي قوي للقضاء على مرض الدرن، والسيطرة عليه، وتعرض نتائجه كل عام، وهناك شهادات من منظمة الصحة العالمية وغيرها، بأن التجربة المصرية كما كانت ناجحة جدا في التعاون مع كورونا، كانت ناجحة أيضا في التعامل مع مرض السل أو الدرن، فقد شارك الأساتذة من وزارة الصحة، والمستشفيات الجامعية، ومجموعة العمل ضمن فريق وطني واحد، يبحث عن كافة التقنيات الحديثة في الأمراض الصدرية في التشخيص والعلاج.
وقال أن الجمعية المصرية لأمراض الصدر التي يترأسها، وجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر برئاسة د. عصام المغازي، ساهما في مجال مكافحة الدرن بقدر كبير، وحتى أصبح المريض المصري يتلقى الخبرة والعلم والدواء والتشخيص المجاني، وتحولت المستوصفات والمصحات إلى مستشفيات صدرية، تعالج الحالات التي تستدعي تدخل عاجل، أو المناظير الصدرية.
وأصبحت لدى مصر خبرة في التعامل مع الفشل التنفسي، وساعدتنا أجهزة التنفس الصناعي بشدة أثناء أزمة كورونا، حيث تتوافر أسرة الرعاية المركزة في كافة مستشفيات الصدر، ويوجد دعم لشبكات الأكسجين بها، وتتوافر بها الأدوية والمستلزمات، التي تساهم في علاج حالات الكورونا، وتتنوع ما بين الحالات الشديدة وتلك التي تحتاج إلى رعايات مركزة، وبسيطة، كما تساهم تلك المستشفيات أيضا في علاج حالات الدرن.
وواصل، عام 2006 بدأنا التعامل مع حالات الدرن التي لديها الميكروب الذي يقاوم الأدوية التقليدية، واستطاعت مصر التشخيص، والحصول على الأجهزة الحديثة، وأدوية علاج الدرن الذي يقاوم الأدوية التقليدية، والدرن المزمن، وهناك أعداد كبيرة من الحالات يتم علاجها فعليا من المرض.
وقال د. عوض تاج الدين، أسجل الإنجازات المصرية الكبيرة في هذا المجال، وأؤكد على أن المبادرات الصحية الرئاسية، التي تكشف عن الأمراض عند ملايين المصريين، ومنها الضغط والسكر، وغيرها، ساهمت في الحد من حالات الكورونا الشديدة، وكذلك الدرن الرئوي، وهناك إنجازا مصريا في التعامل مع كورونا، وفي البرنامج القومي لمكافحة الدرن، وتوفير وسائل التشخيص والعلاج الحديث، حيث نتعامل كأسرة واحدة في الأمراض الصدرية تحت مظلة الدولة ممثلة في وزارة الصحة والجامعات، والجمعية المصرية لامراض الصدر والتدرن، وجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر.
وواصل، كل ذلك نجاحات كثيرة، وأهنيء المصريين عليها، حيث تتطور المنظومة الصحية بشدة، ولا أنسى شهداء كورونا والأمراض الصدرية الأخرى من الفرق الطبية، وأشكر الكثيرين من الذين مرضوا بسببها أثناء العمل، كما أشكر كل من تححمل العبء الثقيل، وعانوا كثيرا من تحديات ومشاكل هذا المرض، ونعمل جميعا تحت مظلة الوطن في مكافحة كورونا، والدرن، وكافة الأمراض الصدرية.