سيظل قدر مصر على مر التاريخ أنها السند والعون والشقيقة الكبرى لكل الدول العربية والخليجية وقت الشدة قبل الرخاء، وهي وتد الخيمة الذي يظل تحتها كل الأمة العربية يحتمون بها مهما مرت بمصر لحظات من الضعف، فهي القوة والظهر بالنسبة لهم.. وحتى في أوقات رخائهم فمصر هي الحماية والأمان.
وهذا ما أثبتته الحرب التي اندلعت بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي وطال أمدها فترة سقط خلالها أكثر من 250 شهيدًا فلسطينيًا ما بين أطفال وشباب ونساء وشيوخ والعشرات من الجرحى والمصابين من جراء قصف طيران الاحتلال لقطاع غزة، وانبرت غالبية الدول العربية والأجنبية وحتى المنظمات الدولية بالتصريحات التي تستنكر هذا العدوان دون اتخاذ موقف حازم وانطلاق المظاهرات التي تشجب وتدين، وحتى لم نشاهد موقفًا على أرض الواقع من جماعة الشيطان التي كانت تنادي وتهتف “على القدس رايحين بالملايين” سوى الشعارات الحنجورية الجوفاء والظهور في قنواتهم بالشال الفلسطيني حول أعناقهم، وهذا قمة كفاحهم ونضالهم، في الوقت الذي يسقط الشهداء والمصابون من الإخوة الفلسطينيين يوميًا.
وهنا كان الدور والموقف المصري الأصيل من الرئيس عبدالفتاح السيسي زعيم مصر والأمة العربية، الذي استطاع أن يوقف هذه المواجهة الدامية لحقن مزيد من الدماء الفلسطينية، بعد تواصله مع الجانب الإسرائيلي، وأرسل أكثر من وفد أمني إليهم، وليس ذلك فقط، ولكن قرر تقديم مبلغ 500 مليون دولار مبادرة مصرية تُخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار وتقديم أضخم قافلة مساعدات بلغت ٢٥٠٠ طن مواد غذائية وأدوية وألبان أطفال وملابس ومفروشات وأجهزة كهربائية، وغيرها، من خلال صندوق “تحيا مصر” وقد ثمن كل العالم الموقف المصري المشرف.
هذه مصر يا سادة.. زعيمة العرب وقلب الأمة العربية، وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وعلى كل من ينكر دور مصر سابقًا وحاليًا ولاحقًا – بإذن الله- أو يهاجمها فليتذكر كلام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين “إذا جاع العرب أطعمتهم مصر وإذا جاعت مصر فلن يقدر العرب على إطعامها وإذا سقطت مصر سقط العرب وإذا نهضت مصر نهض العرب” لا تحقدوا على مصر فوالله، ثم والله إذا سقطت مصر فلن يبقي علينا أعداؤنا يومًا واحدًا؛ لأنه سقط عنا الدرع الذي يحمينا.
mahmoud.diad@egyptpress.org