**تحت مظلة البرد المفاجىء لدرجة حرارة ١٧ ،احتشد جمهور الأهلي الوفي في مدرجات ستاد القاهرة العريق ..جاء بطمئن على فريقه المفضل في اول مواجهة في دوري المجموعات الافريقية مع ستاد ابيدجان الافواري المتحفز الشاب وكذلك للاطمئنان على الفريق بعد الانزعاج الذي شعر به الجميع الأسبوع الماضي أمام الاتحاد السكندري بعد تعادل بطعم الهزيمة.
**حضرت الجماهير من كل مكان تحمل الآمال الدافئة وتتمنى افتتاحية جميلة وموفقة والحمد لله تحقق لها ما أرادت : فوز مشرف وأداء جميل .
**بدأ البرق يسبق الأمطار الاهلاوية في أول دقائق المباراة ضربة جزاء واضحة للعيان لكن الحكم لم يحتسبها في غياب الفار ،أعقبتها نصف ساعة اولى تاريخية بكل المقاييس سجلت فيها أهدافا أربعة ..زخات مطر ..كل زخة منها تحمل معنى ورسالة لمن يريد ان يفهم ويستفيد ..موجات الأمطار الأولى ثلاثة سجلها لاعبو الأهلي -في غياب وسام أبو علي الذي بشرنا الاستديو التحليلي ان إصابته أوشكت على الالتئام ومن المتوقع أن يكون حاضرا المباراة القادمة بإذن الله.
**البداية كانت مع هدف الاعتبار لكهربا الذي يبدو أنه راجع نفسه بعد مباراة سيد البلد وكان عند حسن ثقة الخواجة كولر ليدفع به أساسيا في مباراة إفريقية مهمة ،خلافا لما توقعه البعض بأن صفحة الفولت العالي قد انتهت أو أوشكت على الانتهاء مع المارد الأحمر ، لكن كهربا الذي سجل هدفا ثانيا في الشوط الثاني واعتبره معنويا هاتريك ورجل المباراة ،أكد لزملائه اللاعبين في كل مكان بأن مستقبل اللاعب وتألقه يعتمد أساسا على حساباته الخاصة بالطبع مع اعتقاد جازم بأنه لا يعرف المستحيل.
**زخة الأمطار الثانية كانت بتوقيع أفشة ( الشهير بالقاضية ممكن) وبعدها جاء الهدف الجميل والموجة الثالثة من الأمطار الحمراء على أرض الاستاد من حسين الشحات العائد من الإصابة ولكنه مازال يحتفظ بذاكرة التهديف.
**هذه الأهداف الثلاثة الممطرة تواكبت في رسالة مهمة مع أذان العشاء لتنتهز الجماهير الفرصة للدعاء بعودة المصابين وللأهلي بتحقيق الحلم المتواصل : البطولة الافريقية المتوج على عرشها أكثر من الآخرين.
**وفي الدقيقة ال٣٠ من الشوط الاول نفسه ،هطل مطرا عاجيا (نسبة لساحل العاج) نتيجة لخطأ أهلاوي ،مذكرا الجماهير لما أصبح عليه الحال بعد إصابة معلول الطويلة ورحيل منعم لبلاد الفرنجة ،وتوجست الجماهير خشية من زخة مطر إيفوارية جديدة ،حدثت بالفعل في الشوك الثاني من ضربة ركنية وكان قبلها كهربا قد افتتح الشوط بهدفه الثاني والرابع للأهلي المريح للأعصاب والمرجح للفوز الثمين وتساءلت الجماهير -وأنا معهم- لماذا لم تتطرق تغييرات كولر المتأخرة وغير المفهومة إلى الدفاع بينما أخرج الثلاثة الكبار أفشة وكهربا والشحات ؟؟
وهو أمر -في تقدير الجماهير الوفية- يستحق من الخواجة التفسير والتبرير.
**وعلى أية حال ، لقد كان يوما سعيدا للكرة المصرية وجماهيرها رغم البرد الشديد فقد فاز أيضا وفي نفس المسابقة بيراميدز بالخمسة على ساجرادا بينما تعادل صن داونز (خارج مجموعتي الاهلي وبيراميدز) سلبيا على أرضه وحقق المنتخب الوطني تحت٢٠ سنة انتصارا غاليا على تونس ليصعد لبطولة الامم الافريقية .
**نتمنى المزيد من دفء الأمل للجماهير واستمرار انتصارات الاهلي سواء في الدوري أمام البنك الاهلي او في افريقيا امام اورلاندو بايرتس مع قدوم ديسمبر البارد.
صالح إبراهيم