كتب – عادل ابراهيم
نظم الدكتور محمد محمود معرضًا فنيًا بعنوان “بانوراما قصص الأطفال” الرسوم القصصية ودورها فى تنمية الثقافة البصرية والجوانب السلوكية بمرحلة الطفولة المبكرة؛ وذلك بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة الفيوم.
صرح دكتور محمد محمود أن التجربة الفنية للمعرض تندرج تحت مسمى ” الرسوم القصصية ودورها فى تنمية الثقافة البصرية والجوانب السلوكية بمرحلة الطفولة المبكرة ” الذى إعتمد فيها الباحث على التجريب وإبتكار علاقات ورؤي جديدة لبعض المفردات والعناصر التشكيلية للجمع بين الفن التشكيلى والفن القصصى والبحث عن مسافة التوافق بينهما والتي تتجلى في رقعة الصورة وبلاغتها السردية بأعتبارها آلية من الآليات الجمالية المتحكمة في الإنتاج القصصي ,حيث تتميز الصور المرسومة بالبساطة والوضوح والخلو من التفاصيل الكثيرة لتتناسب مع عمر الأطفال بمرحلة الطفولة المبكرة، فهذه الرسوم التشكيلية لا تعد بالنسبة للطفل وسيلة للتصوير، بل هي أداة للتعبير وإثارة الخيال وأكتساب المهارات والسلوكيات لمعرفة العالم المحيط به من خلال الصور اللونية ,فالصورة المرسومة وما تحمله من مفردات تشكيلية وعناصر متنوعة تمثل اللغة التعبيرية والبصرية بالنسبة للطفل وهى أكثر أهمية من اللغة اللفظية التى لم تكتمل بعد عند الأطفال فى هذا المرحلة العمرية ، لذلك حاول الباحث استنباط أبجدية بصرية جديدة يتحقق من خلالها الجمع بين الصورة المعبرة والنص الإبداعي المتميز .
كما أتت فلسفة الأعمال فى المعرض من خلال إبتكار علاقات جمالية وإبداعية تؤكد قدرة الباحث على العودة من فوضى عالم الكبار إلى براءة الطفولة بصدقها ووضوح نظرتها إلى الحياة، وغنى مخيلته الذي تجلى في اختزاله للتفاصيل بالتركيز على الجوهر الذي يخترق روح المشاهد , كما تعكس الأعمال البراعة في الرسم التعبيري ومعالجة الألوان التي تصل في بعض اللوحات حد الإبهار بوميضها الكوني المتوهج بديناميكية كامنة.
والفكرة فى مضمونها محاولة للبحث عن معادلات بصرية بطريقة تشكيلية تجسد مجموعة من الأفكار والرؤى الفنية لبعض العلاقات التشكيلية المبتكرة ,والتى تعتمد فى الأساس على جمالية التوافق الموضوعى بين اللغة التشكيلية والنص الأدبى الموجه ,وهى محاولة من قبل الباحث لإثراء المجال الفنى سواء على المستوى الفكرى والتربوى أو على المستوى الفنى والجمالى فى زيادة وعى الأطفال بكيفية التأمل والتفكير بأسلوب غير تقليدى فى مشاهدة الأعمال الفنية المتمثلة فى الرسوم القصصية والتى كان لها تأثيرها الأيجابى على الأطفال من حيث توظيف العمليات العقلية لديهم كالملاحظة والأنتباه والإحساس والإدراك والتعميم والقدرة على فهم المعلومات البصرية التى يمكن الاستفادة منها فى مواقف الحياة المختلفة والتكيف مع البيئة والمجتمع .
كما تركز التجربة على عرض مجموعة من الأعمال الفنية التصويرية السردية فى أربعة مشاهد متسلسلة لتوضح من خلال التأمل بها مدى التطويع العقلى والفكرى والإبداعى للعناصر المرسومة وكيفية رؤيتها بصورة دارمية