وماذا التقريرية في بطن السؤال وعين الجواب، بعد أن منح الغرب قلادة فرادة الطب للآتية أسماءهم، ابن سينا وابن النفيس والرازي والزهراوي وابن زهر ؟ فرادة السبق واللحق، فلا قبلهم إذن أطباء ولا بعدهم أطباء إلى أقصى انتهاء…
وماذا التقريرية بعد أن صنف الغرب ابن البيطار، أعظم صيدلي في التاريخ، وحسبهم وكتابه البديع المنيع [ الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ]….
ثم ماذا بعد أن أذعن جمهرة فلاسفة وحكماء وأدباء الغرب عن بكرة أبيهم، لعباقرة الأدب وفلاسفة العرب : ابن رشد، ابن طفيل، ابن باجة، الفارابي، المعري، الكندي؟
ثم ماذا بعد أن اعترفت مراكز بحوث الغرب في أعتى وأعتق جامعاتها، بأسبقية العرب والمسلمين في الترحال ( ابن بطوطة، أحمد بن ماجد، أحمد ابن فضلان ) .. وفي الجغرافيا ( الإدريسي والمسعودي والقزويني ).. وفي علم الكيمياء ( جابر بن حيان، مسلمة المجريطي، الهمداني) .. وفي علم الفيزياء ( الحسن بن الهيثم ).. وفي علم الجبر ( الخوارزمي ).. وفي الهندسة ( ثابت بن قرة ).. وفي الميكانيكا ( بنو موسى بن شاكر ، بديع الزمان الجرزي )..
وماذا بعد أن يصدح المستشرق الألماني إدوارد سخاو بملء فيه عن عالم عربي مسلم في جوانب الفلك ، والرياضيات، الجغرافيا [ أبو الريحان البيروني أعظم عقلية عرفها التاريخ ] ..
وما لنا إلا الفخر بابن يونس الذي اخترع رقاص الساعة ( البندول) قبل جاليليو الغربي، وعبقرية الفلكي ابن الشاطر، مبتكر القياس والنظام الشمسي، والذي أرسى قواعد علم الفلك ليسير عليها كوبرنيوكس الغربي…والذي قال عنه مؤرخ العلم المعروف جورج سارتون : «إن ابن الشاطر عالم فائق الذكاء، فقد درس حركة الأجرام السماوية بكل دقة، وأثبت أن زاوية انحراف دائرة البروج تساوي 23 درجة و31 دقيقة، وذلك في عام 1365م، علما بأن القيمة المضبوطة التي توصل إليها علماء القرن العشرين هي 23 درجة و31 دقيقة و8.19 ثانية» وإبراهيم الفزاري مخترع أول أسطرلاب في التاريخ، وهي آلة لرصد الكواكب …
أولئك آبائي فأتونا بمعشارهم – إذا جمعتنا يا غرب المجامع