قال..
تعالي أرسمك حلما ورديا على صفحة قلبي البيضاء..
وكلما اشتقتك..
مددت يدي إلى أيسري لأتناول بعضا من دفء وجودك..
زادا لجوع روحي التي أنهكها طول البحث..
وريا لظمأٍ يتناولني منذ طفولة الهوى بي..
حتى بلغتُ شيخوخة الأمنيات..
وقد أدركني التعب حد الموت خيبة..
وكل مرة أعود صفر الروح، صفر العطايا وصفر الجزاء..
فمثلك يا سيدتي لا يمكن أن أتناوله دفعة واحدة..
وماذا يجدي الشبع لمرة؟!..
والجوع باقي العمر..
وما فائدة عمر يمر..
وأنت على قيد الغياب؟!..
وما جدوى حلمٍ يسكن الذاكرة..
وأنت خارج إطار الصور..
آه يا سيدة الحضور..
وأميرة كل الأحداث..
من علم المشاهد أن تظل فارغة لتشتاقك معي؟!..
ولا شيء يسكنها سوى ظلام من خلفه ظلام..
من علم موائد الحوار أن تثور على كل هدنة تُعلن دونك وترفض كل مفاوضات السلام؟!..
تخطك في خانة ما بعد المسافات التي تأبى أن تُطوي..
وتثبت وجود كل الأشياء الباهتة..
لتظل الأوراق على حدادها القديم..
وحزنها المقيم..
من علم الأشياء أن تظل على قيد العدم إلى تجتاح مواكب مجيئك سكون الأرصفة الغافية في حضن ليل مقداره ألف حرمان..
ومن علم تلك الصدفة اليتيمة-التي أقف على سفوح روحي أنتظرها منذ عشرين موعدا-أن تظل كذبة إلى حين ظهورك..
فيصدق قول قائلهم:-
رب صدفة خير من ألف ميعاد..
ومن علم يأسي الحانق أن يجتاز مراتب الرباط على تخوم هواك ليفتش جيوب الأمكنة هنا وهناك بحثا علَّها تجود لمرة فيبلغ صاحب اليأس حينها مرتبة المجاهدين..
فيقال له..
(رب ضارة نافعة)..
ومن علم قوافل المناجاة المسافرة أن الربح في سوق تعلنه ابتسامة تسكن ضفاف شفتيك فيصوبون نحوها وجهتهم طمعا في مكسب يجنبهم المشقة لأعوام تتجاوز العمر وتغنيهم الفاقة..
فكيف بي ألا أجن وأنا الموقوف في مضيق الكيف والأين؟!..
وكيف أدعي بعد عناقك الأول-موعدا مع الحياة-أني ذقت يوما مرارة الخسران؟!..
أيا كل مراتب الشك واليقين..
ويا منازل الجنون كلها بدءً من أول درجات السلم..
حتى تمام العقل بعد طول مكوث في غياهب النسيان..
وقد أضحى الجنون ذاته على قيد خطوة من الجنون..
تعالي-وقد أوجع سوط الحنين وقطع-لتتزين بك مدائن الوجد في جنباتي..
، تزدان شوارع الصبر بخطى قدميك..
ويؤذن في جنبات أزقة الهوى..
حي على اللقاء..
تعالي..
لأعلن للعالم..
أن طلتكِ عيدٌ يعيد ترتيبي من لدن ألفِ العشق..
وحتى ياء البلوغ التي لا تدرك دون أن تكتحل عيوني برؤيتك لتتجمل من جديد..
لأليقَ بحضرة قلبك..
ويُصفُ الكل في صلاة لهفة..
أنت بسملتها..
أنت أركانها..
بدءً من التكبير الأول..
وحتى يختتم الكلام..
تعالي..
أحبك ببساطة أميِّ..
ولتسقط كل قصائد الشعراء..
أحبك..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..