مصر وهي تستعد لجمهورية ثانية وعاصمة جديدة من مدن الجيل الرقميّ أيا كان ترتيبها، فهي تستعد بأجيال من شبابها هم: «بُناة مصر الرقمية»، فهم بالفعل جيل يصنع التاريخ، ولذلك تتسابق الشركات العالمية من منتجي التكنولوجيا على الاستثمار فيه، وهي بالفعل تستثمر في نفسها، حيث إنَّ هذه الشركات العِملاقة تعلم علم اليقين أنَّ التجربة المصرية وما ستقدمه من حلول وتجارب ناجحة ستكون محطَّ أنظار المجتمعات التي لها نفس الظروف والتحديات، فسيتم نقل هذه التجربة بأدواتها وحلولها وتقنياتها في أسواق لديها المليارات من البشر، وهي نَهمة للتكنولوجيا ومفرداتها.
فتحيَّة للقيادة السياسية ووزارة الاتصالات التي صَممت على الحلم وعملت على تحقيقه، وهي الوزارة الحديثة مقارنة بباقي الوزارات، لكنَّها الوزارة التي وُلِدت عِملاقة فأقنعت المجتمع أنَّ من يريد النجاح عليه الاعتماد على أبناء مجتمع المعلومات.
لقد ارتبطت الإنجازات الحالية بجيل يحقق ما يحلم به ولا يضطر أن يعقد مقارنات مع مجتمعات أخرى، بل أصبح الصفوة منهم هم بُناة مصر الرقمية؛ ليفتحوا الآفاق والأحلام الكبيرة لمن يأتي بعدهم ليجد البنية التحتية الرقميَّة التي تستطيع تنفيذ ما يراه من تطبيقات وحلول تجعل الحياة أفضل.
لم تعد مصر الحضارة بعيدة عن شكل العالم الجديد والصراع على قيادته، فقد كشف النزاع على تكنولوجيا الجيل الخامس وإنتاج الرقائق الإلكترونية شكل العالم الذي لاح في الأفق، بعد التَّطور المُذهل في معالجة البيانات التي تُعدُّ بترول العصر وثروته، ومن يستطيع أن يعالج هذا الخام الجديد ويستخرج منه المشتقات الحياتية فهو مستقل في قراره ويقود العالم من حوله.
لقد اتخذ سيادة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” العديد من القرارات التي أبهرت العاملين في صناعة تكنولوجيا المعلومات، والتي لم يكونوا يحلمون بها خشية الاصطدام بواقع يجعلهم بعيدين عن ظروف مجتمعهم، كما كانوا يقولون، فهي صناعة الحلول والتطبيقات التي تبدأ بتحديد المُشكلة وحصر آثارها المُترتبة عليها، وكانت الكلمة الأكثر ترديدًا لأهل الصناعة هي أنَّ الحلول قابلة للتطبيق، فوجدوا قرارات سيادية بالتحوَّل وتوفير الإمكانيات، وبضرورة أن يتهيأ الجميع للتحوُّل الرقميّ ليس لكونه هدفًا في حدِّ ذاته؛ بل لأنَّه السبيل لمصر الرقمية والاستخدام الأفضل للموارد.
وتجربة الرافال ليست بعيدة عن الأذهان من بعد اعتماد مصر عليها وثبوت الإمكانيات من خلال براعة الطيارين المصريين، وقد أصبحت عنصرًا مهمًا لسلاح الجو بالعديد من الجيوش الكبيرة في العالم، فكذلك الحال بالنسبة للتكنولوجيات الجديدة، ليس المهم أن نتحدَّث عن إمكانياتها، بل الأهم أن يرى المُهتم والباحث عنها -ولديه البدائل المتعددة- ما يناسبه ويحقق به الحلول الواقعية والتجارب الناجحة.
عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس