*سياسة “النعام” لم تجدِ.. بل عقَّدت الأوضاع أكثر وأكثر
*ليس عيبا.. أن يكون بيننا “فقراء” ولكن العيب كل العيب.. أن نتركهم يتوجعون ويموتون جوعا
*قالوا عنه: “الفقر أبو الجرائم”
*لذا.. اختار الرئيس السيسي الطريق الصحيح لضبط إيقاع المجتمع
*قمة الإيثار والتكافل.. أبواب الخير مفتوحة داخل مصروخارجها
*تيترات.. وترويسات” تستحق الإشادة من أول “نور حياة”.. حتى “بالعلم نستطيع”
*الآن ثبت.. أن نظرية “دع الأثرياء يزدادون ثراء” خاطئة مائة xالمائة
*”غاز مصر”.. يوقف العقوبات ضد سوريا.. “الله علينا”
*كل هذا الحراك الإيجابي ومطربو المهرجانات يسبون ويشتمون!
*وشيكابالا.. ومجاهد وخناقات لا تتوقف!
بادئ ذي بدء دعونا نقر ونعترف بأن ما يجري حاليا في مصر يعد بمثابة أول حرب شاملة وواعية في العصر الحديث ضد هذه الآفة الكبرى المسماة بالفقر.. فكم من بلدان تعاني من آثارها المدمرة وتداعياتها الموجعة.. لكنها لم تستطع التوصل إلى الصيغة الملائمة والفعالة التي من خلالها تتحقق النتائج الكفيلة بتغيير تركيبة المجتمع وهي صيغة ولا شك تستند إلى العلم والدراسة والخبرة العملية وحسن تقدير الأمور.
لذا حينما وضعت مصر كل تلك الاعتبارات أمام حكومتها وأجهزتها التنفيذية ومؤسسات المجتمع المدني فضلا عن إرادة سياسية تزن الأمور بميزان من ذهب نجحت في اقتحام المستحيل أو ما كنا نعتقد على مدى فترة طويلة من الزمان أنه من أشد المستحيلات.
لقد كنا نعلم وندرك أن بيننا قوما يعانون من شظف العيش ومن عرى الشتاء والصيف ومن مأوى النهار وملاذ الليل ورغم ذلك كانت سياسة دفن الرءوس في الرمال أي سياسة النعام هي التي تسود وتسيطر وكأن لسان حالنا يقول دعوا الفتنة نائمة..!
***
ثم..ثم.. جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ليواجه الظاهرة الأزلية وقد وضع في حسبانه أنه قادر على الانتصار في تلك المواجهة بمشاركة جميع فئات المجتمع.
نعم.. وألف نعم.. ليس عيبا أن يكون بيننا فقراء لكن العيب-كل العيب- أن نصمت أو نتوارى أو نخجل أو..أو.. فتلك كلها أساليب تزيد الأمور تفاقما لاسيما وأن الأجهزة الرسمية في مصر تصدر بيانات علنية عن الحقيقة والتي تحدد من خلالها عدد الفقراء وهم ولا شك كثر وكيف يعيشون وما يعترضهم من مشاكل وأزمات.
***
والفقر ظهر للحياة مع خلق الإنسان لذا كان دائما وأبدا محور اهتمام رجال الدين وعلماء الاقتصاد والاجتماع والسياسة الذين تباروا على مدى العصور في إيجاد تعريفات له منها ما هو بعد عن الواقع ومنها مايقترب من أبراج الخيال.
قال عنه على سبيل المثال أمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب “لو كان الفقر رجلا لقتلته” وقال الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر: البخيل فقير لا يؤجر على فقره .. وقال البروفيسور البريطاني دافيد ريكاردو وهو صاحب النظرية المعروفة باسم قانون الميزة النسبية.
ومع ريكاردو يتفق كثيرون على أن الفقر هو أبو الجرائم.. أي من أهم أسبابها وهو في معظم الأحيان الدافع لارتكابها.
من هنا فقد اختار الرئيس عبد الفتاح السيسي الطريق الصحيح لضبط إيقاع المجتمع.
نعم.. كلنا نعاني من الإرهاب اللعينالذي مازلنا نجتث باقي فلوله .. أيضا تهزنا من الأعماق جرائم الاغتصاب والخطف والسرقة..و..و..!
وكلها جرائم يلعب الفقر الدور الرئيسي فيها وبالتالي حينما نحد من ضراوة هذا الفيروس اللعين فسوف تتراجع الجرائم تلقائيا.. وأنا شخصيا أتوقع أنه في ظل هذه الثورة الاجتماعية الجديدة في مصر سوف تتراجع معدلات جرائم عديدة.
***
أيضا ما يشار إليه بالبنان أن أبواب الخير التي دعا إليها الرئيس لم تفتح في مصر فقط بل تمتد أيضا إلى الأصدقاء والجيران بل كل من بات في حاجة إلى العون والمساعدة..
وها هي القوافل الطبية والغذائية والكسائية تنطلق بين كل يوم وآخر إلى السودان الجار والشقيق وإلى العراق وإلى سوريا وإلى ليبيا وإلى الصومال بل لم تبخل مصر عن بسط يدها إلى دول أوروبية أو آسيوية عديدة هدت كيانها الظروف الاقتصادية الصعبة التي عمت العالم فضلا عن تهديدات هذا الفيروس الخبيث كورونا.
طبعا.. تلك قمة الإيثار والتضحية والتكافل الاجتماعي.. أي أنك لم تغلق على نفسك الأبواب لتأكل وتشرب ما لذ وطاب.. بينما هناك آخرون في مناطق شتى من العالم في حاجة إلى كِسرة خبز وإلى كوب من الشاي أو فنجان من القهوة فلا يجدون لكن مصر التي تعي مسئولياتها جيدا وتعتز بتاريخها التليد لم تترك ثغرة سواء كانت بعيدة أو قريبة إلا وبادرت بإصلاحها..!
وبصراحة أكثر وأكثر فإن الخطاب الجيد عنوانه يدل عليه والعمل والأعمال الناجحة في أي مجال من المجالات لا تعبر عنها التيترات أو الترويسات التي تزين واجهاتها أو التي تشيع البهجة حولها فتقبل عليها الجماهير في سعادة وسرور..!
ودون مجاملة فقد أعجبتني التيترات التي اختيرت للتعريف بأوجه نشاطات الأبواب المفتوحة.. فهي تيترات أو ترويسات أو عناوين مكتوبة تضفي مشاعر الثقة بالنفس داخل القلوب.. كما تعكس نوعا من الامتزاج بين الحلم والواقع.
من هذه النماذج “نور حياة”..
بلا جدال اسم يشد الانتباه في نفس الوقت الذي يجعلك على الفور تفهم ما هو القصد أو المقصود .
إنهما عينانا الغاليتان اللتان بدونهما يفقد الإنسان إحساسه بالحياة التي يستوي فيها بالنسبة له الأسود والأبيض أو الليل الحالك السواد مع الصبح المضيء في بهجة وسرور..
بفضل هذه المبادرة تحول “العميان” إلى مبصرين بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل قوة وإرادة وصلابة صاحب المبادرة ومعه جميع بني الوطن..
***
..ثم.. ثم.. هل هناك أكثر تعبيرا من “بالعلم نستطيع”؟!
بكل المقاييس العنوان شامل جامع يؤكد أننا بالعلم نصل إلى أغوار المحيطات وإلى سطح القمر وإلى كوكب المريخ بل وعالم النجوم بأكمله.
كل هذا إلى جانب “دكان الفرحة” وهو عنوان يتسم بالتفاؤل وبالبسمات على الشفاه.. لأنه معلق على خفقات قلوب العرائس والعرسان.
***
على الجانب المقابل فإن هذه المواجهة أو الحرب -كما أشرت- ضد الفقر تثبت خطأ نظريات سابقة طبقتها بعض الحكومات وتحمست لها لكن في النهاية أتت الرياح بما لا تشتهي السفن..!
كانت هناك فكرة سائدة بأن الأثرياء كلما زادوا ثراء فتحوا فرص عمل أكثر.. واتسعت دوائر مساعدتهموإعانتهم ودعمهم للفقراء.. الذين للأسف هم من ازدادوا فقراء وإلا ما كانوا قد هبطوا إلى هذه المرحلة الدنيا من حياة الكفاف..!
الآن واضح أن الصورة تتغير كثيرا ومعالجة الفقر لا تأتي إلا من خلال رؤية واضحة محددة المعالم تسهم في بلورتها كافة فئات المجتمع.. سواء الحكومة.. أو القطاع الخاص أو القطاع الاستثماري أو حتى الأفراد.. الذين يفضلون استثمار أموالهم مع الله سبحانه وتعالى بدلا من فعل أي شيء آخر, وصدق الله العظيم في قوله:” الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد قامت مصر بحل مشكلة مستعصية عاشتها منذ سنوات سوريا وها هو لبنان منذ أن دخل النفق المظلم لم يجد من ينقذه سوى مصر وأهلها الذين هبوا للأخذ بأيادي الإخوة اللبنانيين بعد أن أصابهم ما أصابهم فقررت الدولة المصرية ضمن مهامها الإنسانية تصدير الغاز المصري للبنان لتخفيف أزمة الوقود التي أصابته بحالة من الشلل.. لكن ظهرت مشكلة قانونية دولية إذ كان لزاما أن يعبر الغاز المصري الأراضي السورية وهو في طريقه إلى لبنان لكن سوريا للأسف خاضعة للعقوبات الدولية وبالتالي لا يحق لها الإسهام من قريب أو بعيد في حكاية الغاز المصري هذه.. وكالعادة لم تصمت مصر ولم تنسحب ولم تتراجع بل أجرت اتصالات في شتى الاتجاهات انتهت بالسماح لسوريا مؤقتا بالتصرف في موضوعمرور الغاز المصري إنقاذا للبنان الذي وصف البنك الدولي أزمته الاقتصادية بأنها إحدى أقسى الأزمات التي يشهدها العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
لماذا يصر مطربو المهرجانات أو بالأحرى مطربو الشوارع على الإساءة لمشاعرنا وأحاسيسنا وأذواقنا.. فيصيحون صيحاتهم إياها ويرقصون رقصاتهم المشينة ثم.. ثم.. يتشاجرون مع بعضهم البعض..؟!
انظروا.. أناس تتعامل بأرقى وسائل التعامل الإنساني وآخرون فقدوا الحياء من كل جوانبه وبكافة أشكاله..!
***
بالضبط مثل حكاية لاعب الزمالك شيكابالا وأحمد مجاهد رئيس اللجنة المؤقتة لإدارة اتحاد الكرة اللذين ملآ الدنيا صياحا وزعيقا بسبب أمور” هايفة” أو تافهة لا ينبغي أبدا في ظل هذا العصر الذي نعيشه أن تشغل بالنا ولو ثانية واحدة..!
بالله عليهم يعني إيه واحد يشتم الآخر بقوله إنت أهلاوي فيهب هذا الآخر الذي هو أحمد مجاهد ليحمل سيفه في يده وكأنه سيمزق رقبة كل من يتجرأ ويقترب منه بينما كان ينبغي عليه أن يكون محايدا لا متعصبا .. حليما لا عصبيا.. صبورا لا منفعلا لأبسط الأسباب..؟!
لكن.. من يقرأ ومن يسمع..؟!
***
و..و..وشكرا