كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
أعلنت مدينة دبي الطبية، المنطقة الحرة المتخصصة بالرعاية والرفاهية الصحية في الإمارة، عن تكريم الدكتور الراحل أحمد كاظم، أحد أبرز الأطباء في تاريخ الدولة وأولهم، عبر إطلاق اسمه على أحد مبانيها الرئيسية.
وفي العام 2014 تم تكريم الدكتور أحمد كاظم كونه أول طبيب إماراتي في الدولة من قبل جائزة أوائل الإمارات. وتعطى هذه الجائزة إلى أوائل الإمارات الرواد في مجالاتهم، تكريماً لخدمتهم المتفانية واحتفاءً بإنجازاتهم المتميزة.
وحصل الدكتور كاظم على شهادة الطب في عام 1950 وبدأ بممارسة مهنته كطبيب في العام 1955، وكرّس كاظم حياته في رعاية المرضى داخل الدولة وخارجها لأكثر من 60 عاماً، وتوفي مؤخراً عن عمر ناهز 89 سنة قضاها في خدمة الإنسانية.
وتكريماً لجهوده المتفانية في مهنة الطب، أطلقت مدينة دبي الطبية إسم الدكتور كاظم على أحد مبانيها الرئيسية، وهو المبنى رقم 33، وذلك تقديراً لمساهماته في قطاع الرعاية الصحية في الدولة وتخليداً لذكراه الطيبة.
وتأتي هذه الخطوة تماشياً مع نهج مدينة دبي الطبية في تكريم الأسماء اللامعة من الأطباء والفلاسفة والعلماء الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في تشكيل قطاع الرعاية الصحية في المنطقة وخارجها، حيث قامت المدينة الطبية منذ بداية تأسيسها بتكريم اشهر العلماء البارزين في القطاع الطبي عبر التاريخ من خلال تسمية مبانيها ومجمعاتها الطبية بأسمائهم تقديراً وعرفاناً لمساهماتهم الجليلة في خدمة الإنسانية. ومن ضمن هذه المجمعات: مجمع ابن سينا الطبي (مبنى 27) ، وهو عالم متعدد التخصصات يعتبر واحداً من أبرز الأطباء وعلماء الفلك والمفكرين والكتاب في العصر الإسلامي. ومجمع الرازي الطبي (مبنى 64)، وهو طبيب وفيلسوف وكيميائي كان من أهم الشخصيات في تاريخ الطب حيث اطلق عليه اسم “امام عصره في علم الطب”. ومجمع الزهراوي الطبي (المبنى 34) ،الذي كان طبيبًا وجراحًا وكيميائيًا وأحد أعظم الجراحين على مر العصور، ولقب بـ ” ابي الجراحة الحديثة”.
وبهذه المناسبة، قال السيد جمال عبد السلام، المدير التنفيذي لسلطة مدينة دبي الطبية: “لقد ترك الدكتور كاظم رحمه الله إرثا تتوارثه الأجيال، وكان شخصيةً ملهمةً على الصعيد الشخصي والمهني، وما كنا لنكتسب هذه المكانة الرفيعة كوجهة إقليمية رائدة في توفير الخدمات الصحية دون الإنجازات التي حققها أفراد مخلصون ومتفانون من أمثال الدكتور كاظم، ولعّل إطلاق اسمه على أحد المباني الرئيسية في المنطقة الحرة يأتي في سياق الحفاظ على إرثه الكبير وتخليداً لذكراه بين الشركاء والمجتمع الطبي”.
كما أضاف عبد السلام: “جاءت هذه المبادرة تكريماً للعمل المتفاني والجهود العظيمة التي بذلها الدكتور كاظم خلال مسيرته المهنية. ونأمل من خلال هذة المبادرة ان نخلّد اسمه بين كبار من خدموا القطاع الطبي في دولتنا”.
ومن جهتها، قالت الدكتورة حورية كاظم، ابنة الراحل الدكتور كاظم وأول جرّاحة إماراتية: “لطالما أحب والدي عمله كجرّاح، فقد انصب عمله طوال حياته على تحسين حياة الآخرين، ورسم بعمله نهجاً واضحاً يشرفني السير على خطاه. وتمثّل تسمية إحدى مباني مدينة دبي الطبية باسمه شرفاً عظيماً وتكريماً لإرث والدي وعمله الرائد في دولتنا الحبيبة، خاصةً وأن اسمه ينضم إلى جانب أسماء بعض أهم الشخصيات في تاريخ الطب. وبالنيابة عن أسرتي وعن نفسي كجراحة إماراتية، أتقدم بالشكر الجزيل لمدينة دبي الطبية على هذا التكريم الرائع. وأتمنى أن يقدّم اسم والدي الالهام لكل من يعمل ويمر أمام هذا المبنى الذي لطالما أحب والدي العمل فيه، وأن يدفع الجميع لبذل كامل الجهود لتحسين حياة المرضى، كما فعل والدي طوال حياته”.