-#أما بعد..
وكنتُ أسذجَ من أعمى-بلا وعي-قاده صوتٌ..
وكنتَ أقسى من حجرٍ ضرب قدميه..
فهل ذنب الدرب البريء أنه سكت؟!..
تُرى..
ما ذنب الحجر؟!..
وما الجرم الكبير في حق الحفر؟!..
لا وزر يا سيدي..
صبرا..
كل الكبيرة أننا..
وثقنا في أشباه البشر..
ملعونٌ..
قلبٌ..عَشِقَ الموتَ حماقةً..
مغبونةٌ..كفٌ..
عاهدت..عاندت..
بكف السراب تشبثت..
بالفراغ..
وأمسكت..
-#يليه..
وطوبى يا سيدي..
لأولئك السائرين مع الركب أينما ساروا..
هنيئا لكل من بدل جلده كلما اقتضت الحاجة..
فلا يرهقه تعلق آثم..
ولا يؤنبه ضمير نائم..
وإن بتنا ثقلا في إحدى حقائبه..
تخفف منها..
بأن يلقيها بلا اكتراث..
لا يهم ما فيها من بقايانا..
ومتى كان يُؤبه لرهط أودت بهم حماقة..
متى سئلت عجلة الرحى كم داست..
ومن يهتم للشراذم؟!..
المهم..
ألا يعوق هؤلاء حِملُ الوفاء عن مواصلة السير..
ولاجناية-طبعا-في حق طامع بالدفء تغنجت له الشمس..
فغلَّقت أبواب الظلام خلفها..
ونادت (هيت لك)..
ماذا كنا لنمنحه؟!..
وكفاه مملوءة بالضوء عن آخرهما..
وما بأيدينا غير عوز ومتربة؟!..
عجبا..
أمجنونٌ ليبقى؟!..
إيييييه..إييييه..
فليسقط كل ما كان هنا..
و..
ألف طوبى لأبناء ال…ر..
انتهى..
بقلمي العابث..