كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
بعد ستة أشهر من إعلانها عن استثمار 100 مليار ين ياباني في الابتكارات التكنولوجية المستدامة، أكدت شركة إبسون أنها تستثمر في جهود الأبحاث والتطوير المستقبلية لتطوير مواد وتقنيات جديدة تساهم في الحد من الأثر البيئي.
وبهدف تعزيز القدرة التنافسية العالمية، تعتزم إبسون إعادة النظر بالطرق الأساسية التي تولد بها أفكار المنتجات لطرحها في الأسواق، مدعومة بجهود الابداع والابتكار وبالاستفادة من صندوقها الاستثماري المخصص للابتكارات.
على الصعيد الداخلي:
تسعى إبسون لامتلاك بيئة عمل أكثر انفتاحًا من خلال اعتماد ثقافة “من القاعدة إلى القمة” لتشجيع فرقها وتمكينها من تحديد ومشاركة الفرص الجديدة بشكل أسرع.
وباعتماد مبدأ قوي يؤكد على ضرورة أن تركز جميع الابتكارات على المشاكل المجتمعية – بداية من تقليل الاعتماد على الموارد وصولاً إلى الحد من النفايات – سيتم دعم الموظفين بشكل أكبر لتحقيق المزيد من المشاركة والتعاون في الأفكار الجديدة، مع التركيز بشكل أساسي على الحلول المستدامة.
ستشمل التغييرات التأكيد على ضرورة استشارة الموظفين بشأن البيئة الأمثل لأماكن العمل وأساليب الإدارة بما يضمن تحقيق ثقافة أعمال منفتحة وسعيدة.
على الصعيد الخارجي:
التزمت شركة إبسون بعدم السعي المحموم لتحقيق نمو مفرط في الإيرادات والعمل عوضاً عن ذلك لتحقيق أرباح عادلة، ودعم مجتمع مستدام من خلال الشراكات المفتوحة والتعاون الذي يستفيد من التقنيات والمنتجات والخدمات المملوكة لها.
ستعمل إبسون أيضًا على زيادة الاستفادة من صندوقها الاستثماري المخصص للابتكارات “إسبون إكس” الذي أسسته الشركة عام 2020 بهدف تسريع آفاق التعاون والابتكار، بمبلغ أولي قدره 5 مليارات ين ياباني للاستثمار في المشاريع.
وقال يوشيرو ناجافوسا رئيس شركة إبسون أوروبا: “حتى يحقق الابتكار أهدافه في إيجاد حلول جديدة للتحديات التي نواجهها، فإنه يتعين علينا التعاون لإحداث التغيير على المستوى الثقافي. تهدف هذه المبادرات إلى ضمان الاستماع إلى جميع الأصوات، وأخذ جميع الأفكار بعين الاعتبار، لنقوم بدورنا من أجل سلامة المجتمع والبيئة.
“ننظر إلى مفهوم الابتكار المفتوح كمحفز ومحرك رئيسي لمستقبل أعمالنا، وإن تعزيز التعاون والشراكات وتبادل المعارف يساهم في تعزيز جهود التطوير والابتكار والمضي بها نحو الأفضل. هذا الأمر صحيح سواء نظرنا إلى داخل أعمالنا الخاصة أو خارجها من خلال التعاون مع الآخرين من أجل إيجاد الحلول للمشاكل المعقدة”.
وأضاف: “على الرغم من الجهود والمساعي التي بذلناها منذ وقت طويل للعمل ضمن ثقافة مؤسسية صحية ومنفتحة، إلا أنه من الهام جداً بالنسبة لنا أن نستمر في التطور هذا”.
وإلى جانب هذا الالتزام، تستعرض إبسون التطورات التي حققتها بالفعل والتي تتمثل باستخدام مواد مبتكرة قابلة للتحلل البيولوجي وإعادة التدوير، بما في ذلك البلاستيك المشتق من الكتل الحيوية، ومساحيق المعادن المعاد تدويرها.
البلاستيك المشتق من الكتل الحيوية
ولإثبات الفوائد العملية الكبيرة للابتكار المفتوح، ساهمت إبسون في تطوير شكل جديد من البلاستيك الحيوي (البلاستيك المشتق من مصادر بيولوجية) وذلك كجزء من تحالف تعاوني ضم عدد من المؤسسات[i]. “البارارسين” هو نوع جديد من البلاستيك المصنوع من الكتل الحيوية والذي يستخدم باراميلون وهي جزيئات السكاريد الموجودة في طحالب اليوجلينا. ويتطلع تحالف الشركات إلى توفير ما يقرب من 200000 طن من البلاستيك المشتق من الكتل الحيوية والقابل للتحلل البحري سنويًا بحلول عام 2030 واستخدامه كبديل صالح للبلاستيك التقليدي.
وتابع شيرو ناجافوسا قائلاً: أنّ انخفاض معدل الاستخدام الفعلي للنفايات البلاستيكية والتلوث البيئي الناجم عن البلاستيك البحري قد أصبح مشكلة عالمية كبيرة، ونحن حريصون على توفير حلول تفيد الأفراد والكون من خلال استبدال الراتنجات القائمة على الوقود الأحفوري والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والأثر البيئي له”.
مساحيق المعادن
تعمل إبسون من خلال شركتها الفرعية “إبسون أتميكس” على إنشاء بنية تحتية للتصنيع الدائري من خلال إنشاء منتجات للصياغة الثلاثية الأبعاد باستخدام مساحيق معدنية مكررة من نفايات معدنية يمكن استخدامها لإنشاء مكونات مختلفة، بما في ذلك قطع السيارات والكهرباء.
واختتم شيرو ناجافوسا قائلاً: “نحن فخورون للغاية بهذه التطورات واستراتيجية إبسون للبحث والتطوير التي ترتكز على التزام قوي بتطوير تقنيات مبتكرة لحل المشاكل المجتمعية والبيئية بشكل عام “.