-#أما بعد..
وعلى ناصية الوجع..
هناك أنا..
روحي وقلبي..
وبقايا شوق يتقد في أيسرى..
لا حيلة له..
سوى دمع يهمي بلا انقطاع..
وحلم فقير يصوب وجهه نحو فراغ ما بيننا..
ممتليء بالخيبة..
يحاول أن يسرق نفسا للبقاء..
دون جدوى..
لم يكن يعرف للأسف..
أنه ولد ليموت قبل أن يطلق صرخة الميلاد..
وأن مثله..
جرَّ ثوبا بكل هذا الطول..
كان ولابد أن يسقط على أم رأسه عند أول عثرة..
ومن ثم يفقد الذاكرة..
فتتوه منه الوجوه والصور..
وتسرق معها معالم العابرين وحقائب التفاصيل..
فتضيع في خضم هذا السواد كل الأشياء دفعة واحدة..
فلا فصول تتوالى..
، ولا أصوات تتعالى..
ولا عقارب للساعات المعلقة على جدران القبور لتحصي الوقت..
إذ يتساوى-عندما تثمر الخيبات احتراقا-المعدود بما لا يُعد..
ولا يبقى من الأمنيات سوى أن تموت..
أو تموت..
ومتى كان لها مكان على خارطة الوجود؟!..
ووجود أصحابها ذاته على قيد العدم..
-#يليه..
وحيث أن الضربة هذه المرة كانت أقوى من أي مقدرة على الصمود أكثر..
فلا ضير أن يموت القلب والروح في آن..
ليس ثمة مانع أن يجرب هؤلاء أكثر..
ومنذ متى ونحن لم نُخلق للتجارب؟!..
تأخذ فينا معاولها كل مأخذ..
ويد من تمسك بالمعول تهدم كل ما جاء مقدسا..
ونحن على الظن الآثم..
أنها..
(إنما جاءت لتقيم ما مال عليه الزمان فينا)..
ألا..
تبت يدٌ تهدم الروح..
وتجتث القلب من تربة، ظن يوما أن بأرضها الحياة..
ليموت مغدورا بلا ذنب..
إلا طهر ملك..
وصدق نبي..
بذات الأرض..
بذات اليد..
وبنفس القناعات التي أتى بها ليعيش..
أيها المغبوووون……
كان عليك أن تدرك..
أن الصفحات البيضاء..
لا تلائم عالما أسود..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..