كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
كشف المهندس خالد العطار نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتنمية الإدارية والتحول الرقمي والميكنة، عن ارتفاع عدد الخدمات التي يتم تقديمها على منصة مصر الرقمية وبلغت 99 خدمة يتم تقديمها أون ين، وسيتم زيادتها إلى 130 خدمة خلال الشهر المقبل، وترتفع إلى 150 خدمة خلال شهر فبراير عام 2022، كما ارتفع عدد المسجلين على البوابة ليسجلوا 4.2 مليون مواطن خلال شهر ديسمبر الجاري مقابل 600 ألف مواطن خلال نفس الشهر من العام الماضي، ونستهدف زيادتها إلى 6 ملايين العام المقبل، وقد نفذ عدد المسجلين أكثر من 13 مليون معاملة عبر المنصة.. جاء ذلك خلال الجلسة الثالثة بقمة مصر الاقتصادية بعنوان الاتصالات ودعم خطة التحول الرقمي، بمشاركة المهندس خالد العطار نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتنمية الإدارية والتحول الرقمي والميكنة، المهندس محمد نصر الدين مساعد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للبنية التحتية الدولية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المهندس أيمن الجوهري المدير العام لشركة سيسكو في مصر، المهندس ميرنا عارف المدير العام لشركة مايكروسوفت مصر، المهندس أحمد مكي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بنية، وأدار الجلسة المهندس حسام صالح الرئيس التنفيذي للعمليات للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
أضاف “العطار”، أن أبرز الخدمات التي تشهد إقبالًا هي خدمات التموين، حيث تم تنفيذ نسبة 70% من خدمات التموين عبر المنصة، كما تشهد خدمات السجل التجاري التي تهم كافة المشروعات الصغيرة مثل البقالة وصالون الحلاقة نسبة مرتفعة من التعاملات، ونفس الأمر لخدمات التأمينات، مشيرًا إلى أن وزارة الاتصالات تتابع كافة المقترحات والشكاوى التي يتم إطلاقها عن المنظومة، ويتم دراستها بعناية، وخلال شهر يناير المقبل، سيتم تحديث بوابة منظومة مصر الرقمية.
أشار “العطار”، إلى أهم التحديات التي تواجه التحول الرقمي في مصر، وهي أولًا التحول من حكومة الجزر المنفصلة إلى حكومة موحدة تتكامل مع بعضها، التحدي الثاني وهو ممانعة الموظفين في التعامل مع التكنولوجيا والاعتماد على الورق في التعاملات، وهذا طبيعي التغير في ثقافة الموظف ومحاربة موروثات، التحدي الثالث تغيير مفهوم وعقلية الموظف، لتوضيح أن الموظف يعمل بالحكومة وليس جهة بعينها، مؤكدًا أن تطبيق منظومة مصر الرقمية ورائه جهود ضخمة لتوصيل البنية التحتية.
قال المهندس محمد نصر الدين مساعد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للبنية التحتية الدولية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن الترددات الجديدة لشركات المحمول بدأت في العمل على الشبكات، كما يتم توصيل كابلات الفايبر في جميع التجمعات الجديدة، ولن يتم توصيل أي كابلات نحاسية في أي مدينة جديدة، مضيفًا في هذا الصدد أنه من الصعوبة في الوقت الحالي توصيل الفايبر بنسبة 100%، ولكننا في الطريق للوصول إلى هذه النسبة لتجهيز البنية الأساسية للتحول الرقمي.
أضاف “نصر الدين”، أن البنية الأساسية في مصر قادرة على تحقيق التحول الرقمي، ونتحرك بالسرعة المطلوبة لتحقيق التحول الرقمي، متابعًا أن الدولة تسعى خلال الفترة الحالية لتوصيل البنية الأساسية لجميع فئات المجتمع، سواء في الأماكن العامة وكذلك في قرى حياة كريمة، حيت تبلغ حجم الاستثمارات لتوصيل البنية التحتية لقرى حياة كريمة نحو 5.6 مليار جنيه.
أشار “نصر الدين”، إلى أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، تعاون مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لسرعة توصيل الخدمات إلى المدن الجديدة، وتوفير الطلب لقاطني هذه المدن، ونجحنا في دعم شركات المحمول لبناء أبراج لتوفير هذا الطلب، وتم بناء أكبر عدد من الأبراج خلال الفترة الماضية، مع إتاحة ترددات جديدة لشركات المحمول لتقديم سرعة إنترنت وتحميل أعلى مع تعديل معايير الخدمة لشركات المحمول لزيادة جودة الخدمات للعملاء، لافتًا إلى أن المعايير الجديدة ألزمت شركات المحمول ببناء أبراج محمول جديدة لتوفير تغطية في المدن الجديدة.
أضاف “نصر الدين”، أن إجراءات جهاز تنظيم الاتصالات استفادت منها مشغلي المحمول، حيث بدأت الشركات في استخدام مشغلي المحمول بشكل أكبر، ولذا فأنها أصبحت مطالبة بتحديث الشبكة وضخ استثمارات ضخمة لجذب العملاء، وفي الوقت نفسه استفاد منها المواطن، والذي أصبح يعتمد على الهاتف المحمول كجزء رئيسي في حياته حتى في العمل، وأصبح مطلب رئيسي في التعينات الجديدة، ولذا فأن المواطن استفاد من هذه التحديثات الجديدة.
قالت المهندس ميرنا عارف المدير العام لشركة مايكروسوفت مصر، إن مصر وضعت التحول الرقمي على رأس أولوياتها سواء في استراتيجية التنمية المستدامة 2030 أو في استراتيجية الحكومة المختلفة، ونجحت خلال الفترة الماضية في تطوير البنية التحتية بشكل كبير مما ساهم في استيعاب الطلب خلال جائحة كورونا، واستخدام التقنيات سواء في المدارس أو الشركات أو مؤسسات الأعمال وضمان استمرارية الأعمال، في المقابل هناك دول مجاورة وأخرى متقدمة لم تستطع استيعاب هذا الطلب، مشيرة إلى أن هناك طفرة غير مسبوقة في كم البيانات والمعلومات في القطاعات المختلفة، وهي أصبحت المحرك في التحول الرقمي خاصة في التطبيقات الحديثة.
أضافت “عارف” هناك شركات عديدة بدأت تنظر لاستغلال التقنيات الحديثة المتاحة بالشركات الحالية لتطوير أساليب العمل وإعادة ابتكار أساليب عمل جديدة وتقديم خدمات أفضل للعملاء من خلال تحليل البيانات، مشيرًا إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة أصبحت تعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي للتوسع والنمو، حيث توفر التكنولوجيا توفير في التكلفة وتخفض وقت تقديم الخدمات المختلفة، وأصبح التحول الرقمي موجود في جميع مناحي الحياة وجميع المؤسسات.
أشارت ميرنا عارف، إلى خدمات التعهيد، حيث تقدمت مصر إلى المركز الـ 15 عالميًا بمؤشر مواقع الخدمات العالمية، في ظل ما تمتلكه مصر من موارد البشرية ماهرة، لافتًة إلى أن ناك 3 عناصر لإتاحة وتسريع خدمات التعهيد، أولها الموارد البشرية، مضيفة في هذا الصدد أن الدولة تركز في استراتيجيتها الرقمية على التدريب، العنصر الثاني هو إجادة اللغات الأجنبية، ليس فقط الانجليزية ولكن الألمانية والإيطالية، العنصر الثالث هو البنية التحتية التكنولوجية التي بات توافرها ضرورة حتمية.
وتابعت أن توافر العناصر الثلاثة السابقة دفع مايكروسوفت إلى إنشاء عدة مراكز في مصر مع شركائها، ولدينا فرصة في تصدير الخدمات من خلال الشركات المتوسطة والصغيرة والشركات الناشئة، والدولة أخدت خطوات واسعة في هذا المجال لكن مازال هناك حاجة للمزيد من السياسات لاستخدامات الحوسبة السحابية، مع الاستمرار في تنمية مهارات الشباب.
قال المهندس أحمد مكي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بنية، إن توفير بنية تحتية تكنولوجية أصبح حتمية أساسية للتحول الرقمي، والتي أصبحت جزء رئيسي من كافة الأنشطة الاقتصادية، مضيفًا أن الدولة وضعت ضخ استثمارات في البنية التحتية أولوية، وأنفقت حجم استثمارات غير مسبوقة في البنية التحتية، وهو ما ساعد مجموعة بنية في تنفيذ مشروعات ضخمة ودخلت في منافسة مع شركات عالمية، لنقدم شركة وطنية بجودة عالمية.
أضاف “مكي”، أن ضخ استثمارات ضخمة في البنية الأساسية، منح مجموعة بنية الفرص للاستثمار في هذا القطاع، مما وضع مصر كمرجع لتنفيذ مشروعات ضخمة في البنية الأساسية، اكتسبنا منها خبرات تشجعنا للانطلاق لأفريقيا، متابعًا أن مصر هي النموذج لتقديم شركات تقود التحول الرقمي في أفريقيا.
وأوضح مكي أن تجربة بنية متزامنة مع عنوان المرحلة وهو التحول الرقمي، وهي مرحلة جديدة تتعامل مع متطلبات جديدة وغير تقليدية وتطلب أيضا شكل جديد لتقديم الخدمة، ومع التحول الرقمي وحتميته أصبح حناك ضرورة ملحة لبنية تحتية تستوعب هذا التطور، في كل المجالات و القطاعات، فلا يوجد قطاع يمكن أن تحدث فيه تنمية إلا من خلال التكنولوجيا، وهناك أولوية أساسية في الاستثمار في البنية التحتية، ولابد أن يكون هناك دعم كبير من الدولة لهذا المجال، لافتًا إلى أن هناك استثمارات من الدولة غير مسبوقة في البينة التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي، ومن هنا جاءت أهمية مشروع بنية، حيث قررت الدولة التحول بصورة جادة وهناك فرص للمنافسة مع شركات عالمية، واستطعنا كسب ثقة الدولة فيما نفذناه من مشروعات، كما أن هذه المشروعات جعلت لدينا مرجعية يمكن الاعتماد عليها في المنافسة على المشروعات في الدول الأخرى.
أضاف” مكي” أن التوسع في إنشاء مراكز البيانات يتطلب بنية تحتية قوية، لافتا إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة تمثل بداية لشكل جديد للمدن الذكية، ونموذج يعتد به في هذا المجال، والدولة تستثمر في هذا المجال، فضلاً عن توطين صناعة الألياف الضوئية.
قال المهندس أيمن الجوهري المدير العام لشركة سيسكو في مصر، إن هناك تطور كبير في البنية التحتية للاتصالات في مصر، ولذا ضخت الشركة استثمارات إضافية لمساعدة العملاء في مصر للتطور بشكل أسرع من التحول الرقمي في الوقت الحالي، غير أنه أكد على ضرورة استمرار ضخ استثمارات في البنية التحتية في كافة أنحاء الجمهورية، وليس في المدن الجديدة فقط، بعدما أصبحت التكنولوجيا أحد المتطلبات الرئيسية مثل الطرق والمرافق الأخرى.
أضاف أن مصر أصبحت تمتلك بنية أساسية للاتصالات خلال الفترة الحالية لم تكن موجودة سابقًا، وهو ما أتاح للمؤسسات التعليمية الاعتماد على التكنولوجيا خلال الفترة الماضية، كما يتيح للشركات الاعتماد على العمل من المنزل، خاصة وأن العمل من المكتب أصبح من الماضي.
واكد الجوهري أن مصر تملك رؤية واضحة جدا هي رؤية 2030 وهو ما يشجعنا على التواجد في مصر، كما أن هناك إرادة سياسية تركز على التحول الرقمي، والشمول المالي والاقتصادي والاجتماعي، وقد شهدت البنية التحتية في التطور الكبير وهو ما مكننا من تنمية نشاطنا في مصر انطلاقا من هذا التطور، لأن البنية التحتية لابد أمن تتحمل وتفي باحتياجاتنا، مشددا على أنه لابد من استمرار عملية التطوير باستمرار، والدولة راهنت على التحول الرقمي والتكنولوجيا أصبحت واحدة من أهم المرافق مثل المياه والصرف الصحي، وخلال السنوات الماضية زاد الاهتمام بها بشكل ملحوظ، وهو ما مكن الجميع من الحصول على الخدمات بما فيهم طلاب المدارس والجامعات، ووفر فرص العمل عن بعد، ورؤيتنا أن الدولة المصرية تسير في الاتجاه الصحيح.
وحول رأيه في تداعيات موجة التضخم العالمية، قال “الجوهري”، إن مصر يمكنها أن تستفيد من هذه الأزمة في استثمارها لصالحها في القطاعات التي تتميز بها بتنافسية مثل خدمات التعهيد، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن شركة سيسكو تعمل على تعيين العشرات من الموظفين في الوقت الحالي، مضيفًا أن حلول تكنولوجية عديدة تكون هناك جاهزية لمصر وتقلل من تداعيات التضخم.
قال أشرف محمد سيد رئيس قطاعات المؤسسات والشركات بالشركة المصرية للاتصالات، إن مصر أنفقت أكثر من 3 مليارات دولار نحو 48 مليار جنيه خلال الثلاث سنوات الماضية لتطوير الشبكة بالكامل بدايةً من الشبكة الدولية وشبكة التراسل والشبكة الفقرية والجزء الخاص برفع كفاءة الشبكة، ولم يقتصر الأمر على نشر كبائن المسان، ولكن الاستثمار في مراكز البيانات، وأصبح لدى المصرية للاتصالات أكبر مركز بيانات من حيث الحجم في مصر، من خلال استغلال الموقع الجغرافي وتوصيل البنية لأكثر من 60 دولة.
أضاف “سيد”، أن الشركة تعمل بصورة مكثفة على توصيل البنية الأساسية للاتصالات في المدن الجديدة، وفي الوقت نفسه تطوير ورفع كفاءة المدن القائمة، وتوصيل البنية لكافة المباني لنحو 1500 قرية فقيرة ضمن مبادرة حياة كريمة، لكي يتمتع أهالي هذه القرى بنفس الخدمات التي يستخدمها سكان العاصمة الإدارية، متابعًا أن الاعتماد على التكنولوجيا أصبح نمط رئيسي في الحياة، وليس الأمر مقتصر خلال جائحة كورونا فقط، وذكر أن الشركة تعمل على كافة محاور تطوير البنية الأساسية للاتصالات منها الحوسبة السحابية لتوفير مساحة لأغلب التطبيقات التي ستستخدم خلال الفترة المقبلة.
وقال رئيس قطاعات المؤسسات والشركات بالشركة المصرية للاتصالات، إن قطاع الاتصالات كان أقل القطاعات تأثرًا بجائحة كورونا، ويتطلب مواجهة الشركات موجة التضخم العالمية ترشيد الإنفاق وتقديم خدمات وحلول تناسب المواطنين خلال موجة التضخم، مشيرًا في هذا الصدد إلى الباقة التي قدمتها المصرية للاتصالات للتعليم مثل زيادة سعات باقات الإنترنت الأرضي المقدم لعملائها، وذلك في إطار مبادرة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدعم الطلاب في عملية التعليم عن بعد.