كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
أطلق الدكتور جاكايا مريشو كيكويتي، رئيس مجلس إدارة الشراكة العالمية من أجل التعليم والرئيس السابق لتنزانيا؛ و عامر بوكوفيتش، مدير عام البنك الإسلامي للتنمية (IsDB) لتطوير المنتجات والشراكات، مبادرة تمويل التعليم الذكي التي تقدم نصف مليار دولار لتمويل التعليم، خلال قمة ريوايرد التي تستضيفها مؤسسة دبي العطاء.
وتُعد المبادرة، التي طورتها الشراكة العالمية من أجل التعليم ومجموعة التنسيق العربية التي تضم العديد من مؤسسات التنمية المالية العربية، آلية تمويل مبتكرة تؤمن 4 دولار لكل 1 دولار بالاعتماد على أداة مالتيبلاير التمويلية المبتكرة والخاصة بالشراكة العالمية من أجل التعليم، لجمع ما يصل إلى 400 مليون دولار. وتسعى الجهتان إلى تأمين حوالي 500 مليون دولار لتوفير التعليم في 37 دولة تنتمي لمنظمة التعاون الإسلامي، والتي تشهد تغيّب 28 مليون طفل عن مدارسهم.
و قال الدكتور جاكايا مريشو كيكويتي، رئيس مجلس إدارة الشراكة العالمية من أجل التعليم: “يساعد التمويل الذي توفره هذه المبادرة الحكومات على حل تحديات التعليم التي تواجههم، وتأمين تمويل إضافي بشروط أفضل، مع الحرص على استثمار هذه الموارد في برامج تعليم فعالة ومستدامة. ويواجه العالم أزمة شديدة في مجال التعليم تؤثر على أكثر من 250 مليون من الأطفال المحرومين من التعليم، حيث نحتاج إلى تمويل التعليم بشكل أكبر وأفضل، من خلال آليات مبتكرة تعزز مستويات التمويل المحلي والتبرع العالمي”.
وقال عامر بوكوفيتش، مدير عام البنك الإسلامي للتنمية (IsDB) لتطوير المنتجات والشراكات: “يندرج التعليم ضمن الجهود الاجتماعية الهادفة، وتلعب بيئة التعلم دوراً أساسياً في نجاحه. وتأتي أهمية دعم الدول بالأدوات المالية اللازمة لاستثمار الموارد المحلية في إطار سعينا لإعادة بناء أنظمة تعليمية أفضل وأكثر مرونة. حيث يسعى البنك الإسلامي للتنمية وشركاؤه من الدول العربية إلى تعزيز هذا الالتزام من خلال مبادرة تمويل التعليم الذكي بالتعاون مع مجموعة التنسيق العربية بهدف دعم تمويل التعليم والتنمية بالشراكة مع المجتمع العالمي”.
كما أثنى الرئيس كيكويتي والرئيس الكيني أوهورو كينياتا على تفاعل الأطراف الموقعة على المبادرة، التي تدعو رؤساء الدول إلى المشاركة في قضية تمويل التعليم، لتكون بمثابة التزام بتخصيص ما لا يقل عن 20% من ميزانياتها الوطنية لقطاع التعليم. وتأتي الخطوة استكمالاً للتعهدات المُقدمة خلال القمة العالمية للتعليم، حيث صادق 19 من قادة الدول والحكومات على بيان القمة، الذي يعدّ تعهداً بتأمين ما يعادل 200 مليار دولار لتمويل التعليم خلال السنوات الخمس القادمة.
وتسعى الشراكة العالمية من أجل التعليم إلى تعزيز التمويل المحلي، باعتباره مورد التمويل الأهم والأكثر استدامةً، من خلال مساعدة الحكومات على زيادة حجم وفعالية ميزانية التعليم المحلي.
وجمعت قمة ريوايرد، في إطار فعاليات إكسبو 2020 دبي وبالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات العربية المتحدة، ممثلين بارزين من السياسيين والجهات متعددة الأطراف والمتبرعين والمؤسسات التجارية والمدنية وغيرهم من الأفراد في الأوساط المهنية والأكاديمية، بهدف إعادة رسم ملامح قطاع التعليم استعداداً للمستقبل، ما يرسخ مكانة الإمارات الرائدة محلياً وعالمياً خلال هذه المرحلة الحرجة التي تواجه القطاع حول العالم.
كما تواصل الأزمة الصحية العالمية التأثير سلباً على قطاع التعليم، فضلاً عن ظروف التغير المناخي والصراعات المتواصلة وغيرها من الضغوطات الديموغرافية، ما فاقم أزمة التعليم العالمية وتسبّب بمنع ملايين الأطفال من الذهاب إلى المدارس، وخصيصاً الفتيات والأطفال المحرومين.
وأصبح التمويل الإضافي في مجال التعليم أكثر أهمية من أي وقت مضى، لضمان عدم ضياع المكاسب المُحرزة بجهود مضنية لتعليم الفتيات وإبقاء ملايين الأطفال في المدراس وتكييف التعليم مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.