ثم
وإنك مهما بلغت قوتك في الحفاظ على قلبك بعيدا عن طعنات الخذلان..
وعن ضربات الخيبة..
حتى لا تتكاثر بداخلك فتلد آلافا من مدائن الحزن بين ضلوعك..
فتقف حينها متسائلا، كيف يضم الشخص بداخله وطنا للوجع بكل هذا الاتساع؟!..
بحدودٍ وعواصمَ ومدنٍ وطرقاتٍ..وبشر..
بدروبٍ ودهاليزَ وسراديبَ ومتاهاتٍ وحفر..
ثم..
ثم لا شيء يا سيدي..
ستظل كل بطون الجوابِ على حالِها الأول عواقرَ..
وفيم يجديك جواب سؤال لن يزيدك جوابه إلا وجعا فوق ما تحمل..
سيأتيك من يتسلل خلسة من بين جموع من ترفض..
ليقضي عليه بطعنة واحدة..
ليس لأنك أضعف من الصمود والمقاومة..
لكن لأن هؤلاء محترفون جدا يا سيدي..
يعلمون كيف يقتلون بطعنة وبلا طعنة..
يعلمون كيف يرسلون إلى قعر الجحيم بتلويحة..
في صورة لعنة..
وربما تأتي بلا اكتراث..
ثم يرحلون بمنتهى البساطة..
وكأن شيئا لم يكن..
وعليك فقط أن تحترس وأنت تذهب إلى هناك..
فلا تترك أبعاضك تذوي قبل أن تصل إلى آخر دركاتها عمقا..
ولا تطلق تلك الآهة المكتومة في صدرك..
ربما تحتاجها..
حينما يبدأ احتفال الزبانية بقدومك..
ولا تجد هناك سوى أنت..
وحزنك..
ثم حزنك ثم حزنك..
فحرر ما شئت حينها منها..
ربما يكون رجع صداها حينئذ..
أنيسا لوحدتك الطويلة..
وليالي العذابات التي لن تنتهي..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..