كتب – عادل ابراهيم
قال أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي: إن الاقتصاد العالمي تواجهه 10 مخاطر وتحديات خلال العام الجديد 2022، على رأسها فيروس كورونا وتداعياتها، وارتفاع التضخم وزيادة نسب البطالة، وارتفاع الديون والفائدة وأسعار الطاقة، وما يسببه من ارتفاعات في أسعار الغذاء والنقل فضلا عن انهيار القطاع العقاري الصيني بسبب أزمة شركة إيفرجراند، والتوترات الجيوسياسية في أوروبا والتقلبات في الأسواق الناشئة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية في الشرق الأوسط.
وأشار مستشار المركز العربي للدراسات إلي وجود محاور أساسية تتحكم في تشكيل الإقتصاد العالمي خلال العام الجديد وهي: المخاطر الإقتصادية المتنامية والإدخار والإنفاق وسلاسل التوريد والتحول الرقمي المتسارع وقطاع السفر العالمي.
وقال إن الاضطرابات التي عصفت بسلاسل التوريد وراء إبطاء النمو العالمي خلال عام 2021 ، وكان قطاع السيارات من بين القطاعات الأكثر تضررا جراء تراجع حركة الإنتاج في منطقة اليورو وقد شهدت منطقة اليورو والولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعا في معدلات التضخم إلى مستويات خطيرة لم تحدث منذ سنوات بسبب نقص المواد الخام وارتفاع أسعار الطاقة..
وأوضح مستشار المركز العربي للدراسات أن توقعات صندوق النقد الدولي تشير إلى اتجاه الاقتصاد العالمي لتحقيق نسبة نمو تصل إلى 4.9 % خلال العام 2022، مقارنة بـ 5.9 % خلال 2021.
وأشار الي أنه خلال العام المقبل تجتاح العالم الكثير من الأزمات والتوترات السياسية مثل التوتر بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى بسبب التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا، ومفاوضات الملف النووي الإيراني وغيرها من أزمات.
وتوقع الديب أن يدفع ارتفاع التضخم البنوك المركزية لرفع سعر الفائدة خلال منتصف العام ما قد يحدث تقلبات وتذبذبات بأسواق المال وانخفاض النمو العالمي أو ربما حالة من الركود.
وأضاف مستشار المركز العربي للدراسات أنه هناك عوامل ايجابية في المقابل منها زيادة نسب الحاصلين على اللقاحات، وارتفاع معدلات الإدخار وبرامج التحفيز الاقتصادي متوقعا تجاوز الناتج الاقتصادي العالمي الـ 100 تريليون دولار.
وأضاف الديب ، أن العالم والدول الكبري أدركوا مخاطر الإحتباس الحراراي والتغير المناخي والإنبعاثات الكربونية علي كوكب الأرض ولذا سيتجه العالم بشكل أكبر خلال العام الجديد، إلي الاعتماد علي الطاقة المتجددة وحماية المناخ حيث وافق الاتحاد الأوروبي على خطط تقليل انبعاثات الكربون وضخ المليارات في بدائل الطاقة النظيفة عبر صندوق ضخم بقيمة 3 تريليونات دولار ويهدف إلى مكافحة تغير المناخ ، وحماية الحدود مع انحسار مظلة الأمن الأمريكية ، وكذلك تعهدت الصين ، أكبر ملوث في العالم ، بالتخلي عن الكربون وقدمت اليابان وكوريا الجنوبية وكندا وعودًا مماثلة لتقليل الوقود الأحفوري ، وتعهدت السعودية بزراعة 10 مليارات شجرة بالشرق الأوسط.
وأوضح مستشار المركز العربي للدراسات ، أنه من الأحداث المرتقبة في 2022 ظهور الجيل السادس من شبكات المحمول 6G والذي تعمل عليه اليابان وكوريا الجنوبية وسيساعد على تحسين العمل والتعليم عن بعد فضلا عن انتشار الذكاء الصناعي في كل مكان ما يساعد الشركات على اتخاذ قرارات أكثر ذكاء بشأن سلوك العملاء، كما تنتشر الحروب الإلكترونية بين الدول لضرب البنية التحتية العامة في الإقتصادات.
وأشار الديب ، إلي عمل شركات أميركية ودولية عملاقة على تطوير الطائرات من دون طيار، ويمكن تنفيذ عمليات مدنية كثيرة مثل الطرود البريدية وغيرها عبر طائرات “الدرون” حيث كانت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية قد أصدرت قواعد جديدة بشأن الطائرات من دون طيار من شأنها تعزيز دمجها في المجال الجوي الوطني.
وقال مستشار المركز العربي للدراسات ، إن العام الجديد سيشهد انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس في الولايات المتحدة والتي قد قد تتحول إلى أزمة دستورية.
وأضاف مستشار المركز العربي للدراسات ، أن تشديد الاجراءات وغلق الاقتصادات بسبب متحور كورونا الجديد “أوميكرون” سيؤدي الي تشديد الأوضاع المالية العالمية ويعرقل الانتعاش في العالم وخاصة الأسواق الناشئة، فضلا عن ارتفاع اسعار النفط الي ما فوق مستوي الـ 100 دولار للبرميل .