- الأطباء المصريون يرسمون خريطة الطب في أفريقيا
- رئيس الجمهورية يقرر تنظيم المنتدى الصحي الأفريقي في يونيه المقبل
- فراعنة الطب حديث وسائل الإعلام العالمية
- بفضل الأطباء المصريين..ساحل العاج ثالث دولة أفريقية في زراعة الكبد
- الطب ينقذ حياة الشعوب كما الثقافة و الأدب و الفن يشكلوا وعيها.. و يجب الإهتمام بالأطباء
كتب عادل احمد
الأيام القليلة في عمر عام 2021 حملت أمنيات الشعوب و تخطيط الحكومات لمستقبل أفضل في عام 2022 ، الأمر كان مختلفا بعض الشيء في دولة ساحل العاج “كوت ديفوار” الأفريقية حيث حملت الأيام الأخيرة في العام المنقضي دعوات الشعب الإيفواري و ترقب الحكومة هناك لتنفيذ أهم حدث طبي في تاريخ دولتهم، وهو إجراء جراحة زرع كبد لأول مرة في ساحل العاج، تلك العملية الجراحية التي تمت بنجاح أواخر أيام شهر ديسمبر الماضي و نهاية عام 2021، و بهذه الجراحة أصبحت كوت ديفوار هي الدولة الثالثة في أفريقيا التي أجرت زراعة الكبد بعد مصر وجنوب أفريقيا ، جراحة زراعة الكبد التي تمت في كوت ديفوار استغرقت أكثر من 12 ساعة متواصلة قام بها فريق طبي مصري ، و كانت خلف تلك الجراحة رواية طويلة دارت فصولها في فترة زمنية استمرت أكثر من ثلاث سنوات كاملة..للتعرف على تفاصيل أول زراعة كبد في ساحل العاج و ما سبقها من سنوات الإعداد لها ، التقت اللجنة الإعلامية بنقابة الأطباء مع قائد الفريق الطبي المصري الذي قام بإجراء العملية الجراحية في كوت ديفوار، د.عمرو عبد العال أستاذ جراحة الكبد والقنوات المرارية و البنكرياس و زراعة الكبد بكلية طب عين شمس ومدير برنامج زراعة الكبد في معهد ناصر للبحوث العلاجية و المستشفى الجوي التخصصي.
- تدريب الايفواريين في أمريكا دون طائل
…..
عن البداية و محاولات ساحل العاج لزراعة الكبد، يقول د. عمرو عبد العال “في عام 2006 كلفت الحكومة الإيفوارية د.كيلي ايلي رئيس قسم الجراحة في جامعة (ريجفيل) بمدينة ابيدجان، لتشكيل فريق طبي و تدريبه على زراعة الكبد، و توجهت الأنظار إلى الشهرة في مجال زراعة الكبد، وبالفعل قرروا أن يتم تدريب الفريق الإيفواري في جامعة(بيتسبرغ) بأمريكا وهي الجامعة التي كان يعمل بها د.توماس ستارزل أول طبيب أجرى جراحة زراعة الكبد في العالم”، ويضيف د. عمرو عبد العال “استمرت ساحل العاج في إرسال بعثات طبية إلى بدء من عام 2006 للتدريب و تعلم زراعة الكبد ، و كان ذلك على مدار عدة سنوات تكبدوا فيها مبالغ طائلة ، إلا أنهم لم يستفيدوا لعدة أسباب منها اللغة و عدم إهتمام الجامعة الأمريكية بتعليمهم”.
- تواصل كوت ديفوار مع مصر
……
“في عام 2018 تواصل د.كيلي ايلي رئيس قسم الجراحة في جامعة ريجفيل وكذلك وزارة الصحة في ساحل العاج معنا في مصر، كما تواصلت معنا منظمة الصحة العالمية لتدريب الفريق الطبي الإيفواري على زراعة الكبد”، ويكمل د. عمرو عبد العال “بدأ الفريق الطبي المصري لزراعة الكبد منذ عام 2018 بعمل كورسات تدريبية في مصر للفريق الطبي الإيفواري والذي يتكون من أطباء تخدير و أشعة تداخلية و رعاية مركزة و جراحين وأطباء الباطنة و الكبد و طاقم التمريض”، و يضيف د. عمرو”و في نهاية عام 2019 قمنا نحن الفريق الطبي المصري بزيارة أبيدجان لمعاينة المركز الطبي هناك، وقمنا بإعداد قائمة بالتجهيزات المطلوبة لإنشاء وحدة لزراعة الكبد، و تم تجهيز الوحدة بالفعل و الانتهاء منها خلال عامي 2020 و 2021”.
- أم و إبنها و مصريون..أبطال أول زراعة كبد في ساحل العاج
…..
يقول د. عمرو عبد العال أستاذ جراحة الكبد و قائد الفريق الطبي المصري الذي أجرى أول زراعة كبد في ساحل العاج “بدأنا منذ عدة شهور في تحضير و تجهيز المرضى المحتاجين لزراعة الكبد في كوت ديفوار وكذلك المتبرعين لهم، و منذ ثلاثة أسابيع تقريباً تم الانتهاء من إجراء الفحوصات و التجهيزات اللازمة لأول حالة مرضية تحتاج زراعة كبد ، و قام الجانب الإيفواري بمخاطبتنا رسمياً، و بالفعل سافر الفريق الطبي المصري إلى أبيدجان وأجرى أول جراحة زراعة كبد في ساحل العاج في الأيام الأخريات من عام 2021” و يضيف د. عمرو “العملية الجراحية استغرقت حوالي 13 ساعة وكانت لمريضة تبرع لها ابنها بجزء من كبده، و تمت العملية الحمد لله بنجاح، و قمنا بمتابعة المريضة و ابنها المتبرع بعد العملية وهم الآن بصحة جيدة”.
- سبعة مصريون.. و تكريم لم يسعوا له
…
“الفريق الطبي المصري الذي أجرى أول زراعة كبد في ساحل العاج نهاية ديسمبر الماضي تكون من سبعة أعضاء، أربعة جراحين د. مصطفى عبده و د.محمود طلعت و د. محمد كمال سمري إضافة إلى د.عمرو عبد العال، و د.أحمد مختار أستاذ التخدير و العناية المركزة بطب القصر العيني، كما ضم الفريق الطبي المصري كلا من الأستاذ كرم و الأستاذ مصطفى البرشومي فنيي غرف العمليات و التجهيزات الطبية” و يكمل د. عمرو عبد العال حديثه “منذ أن بدأنا التعاون مع كوت ديفوار و تدريب فريقهم الطبي في 2018 إلى أن قمنا بإجراء أول عملية زراعة كبد هناك منذ أيام ، لم يكن في حساباتنا أو حتى توقعاتنا أي نوع من التكريم على أي مستوى ، ولكننا فوجئنا بوزير الصحة الإيفواري (بيار انغو ديمبا) يقابلنا بعد انتهاء العملية و يوجه لنا الشكر و ينقل لنا رغبة وحرص رئيس الوزراء على مقابلة الفريق الطبي المصري” ويضيف د. عمرو “بالفعل بعد لقاء وزير الصحة بيوم، اجتمع بنا رئيس وزراء كوت ديفوار(باتريك اتشي) وكرم الفريق الطبي المصري في مؤتمر مصور، و أبدى رئيس الوزراء تقديره وامتنانه لمجهود الأطباء المصريين في تأسيس أول وحدة لزراعة الكبد في كوت ديفوار و إجراء أول جراحة بالوحدة” و يكمل د. عمرو”اكتشفنا خلال لقاء رئيس الوزراء الإيفواري معرفته الكاملة بتاريخ الفريق الطبي الايفواري و تدريبه الناجح في مصر، وكذلك معرفة رئيس الوزراء بمحاولات الأطباء الايفواريين الغير ناجحة للتدريب في أمريكا، و قد أسعدنا جداً كمصريين الشكر و الإمتنان لمصر، وكذلك أسعدنا إهتمام مسؤولين سياسيين من خارج الوسط الطبي بتكريم الأطباء”..و عن استمرار التواصل بين الفريق الطبي المصري و نظيره الإيفواري يقول د. عمرو عبد العال “احنا مستمرين في التعاون والاشتراك مع الفريق الايفواري و تدريبه على جراحات زراعة الكبد، لأن الاعتماد الكلي على الفريق الإيفواري في إجراء تلك الجراحات سيستغرق بعض الوقت”.
- احتفاء شعبي و عالمي بالأطباء المصريين
…..
“تم تنظيم تشريفة رسمية من الحكومة الإيفوارية لنا طول الطريق من محل إقامتنا إلى المطار ، و فوجئنا بالمواطنين الايفواريين يحملون الجرائد التي نشرت صورنا و يأتون إلينا يوجهون الشكر لنا” و يكمل د.عمرو “أيضاً عرضت قناة BBC تقريراً ذكروا فيه أن الفراعنة في نهاية عام 2021 تكبدوا عناء 15 ساعة سفر إلى أبيدجان لإنقاذ حياة مريضة ، كما قامت قناة RIT الفرنسية بتقديم تقرير عن العملية الجراحية التي قمنا بها و عرضت فيديو عن التعاون الذي تم بين مصر و كوت ديفوار في مجال زراعة الكبد، وذلك إضافة إلى منظمة الصحة العالمية التي نشرت تقريراً موسعا على موقعها الرسمي”
- الأطباء المصريون قدموا خبراتهم دون مقابل
…
“منظمة الصحة العالمية دعمت بشكل كبير دولة ساحل العاج و ساهمت بنسبة كبيرة في تجهيز وحدة زراعة الكبد في ابيدجان، وكذلك تحملت المنظمة تكاليف إنتقالات و إقامات الفريق الطبي الإيفواري في مصر للتدريب، كما تحملت منظمة الصحة العالمية إنتقالات و إقامات الفريق الطبي المصري في ابيدجان” و يكمل د.عمرو “لكن الفريق الطبي المصري لم يتقاضى أي مقابل عن تدريب الأطباء الايفواريين أو إجراء العملية الجراحية هناك، و ما كنا نسعى إليه هو نقل الخبرات المصرية في المجال الطبي إلى دول أفريقيا”
- العامل البشري هو الأهم في زراعة الكبد
…..
يقول د.عمرو عبد العال “زراعة الكبد من العمليات المعقدة جدًا و التي تستلزم وجود فريق طبي طبي متكامل مدرب على أعلى مستوى و سبق له اكتساب الخبرات العلمية و العملية، لذا فليس مهماً التوسع في إنشاء وحدات زراعة الكبد، و لكن الأهم هو نقل خبرات الفريق الطبي المؤهل إلى فريق أخر، و قد اكتسبنا نحن الفريق الطبي المصري الخبرات في زراعة الكبد من الفريق الطبي الفرنسي، و نسعى لنقل تلك الخبرات إلى دول أفريقيا بشكل مباشر و غير مباشر، فمثلاً دولة غانا أرسلت فريق طبي كامل حضر عملية زراعة الكبد التي قمنا بها في ابيدجان، فيمكن أن تكون وحدة زراعة الكبد في كوت ديفوار مركز لتقديم الخدمة في الدول المحيطة بها و التي تقدر ب 15 دولة أفريقية و أيضاً يتم نقل خبرات الأطباء المصريين إليهم من خلال هذا المركز”
- رئيس الجمهورية يقرر تنظيم “المنتدى الصحي الأفريقي”
….
“إحنا بعدنا كثيرًا عن أفريقيا ، و الطب أحد الطرق الهامة لعودة مصر لموقعها القيادي في أفريقيا سواء عن طريق تقديم الخدمات العلاجية أو بنقل خبرات الأطباء المصريين إلى الدول الإفريقية ، و في هذا أيضاً إنعكاس إيجابي على داخل مصر حيث ستكون مصر قبلة للطب والعلاج لدول أفريقيا ما يعني ازدهار السياحة العلاجية في مصر، بدلًا من توجه شعوب أفريقيا إلى الدول الأوروبية ذات التكلفة الباهظة” ويضيف د.عمرو عبد العال ” لإيمان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بأهمية الدور الطبي في تعميق العلاقة بين مصر ودول أفريقيا ، فقد كلف سيادته الحكومة بتنظيم (المنتدى الصحي الأفريقي) تحت رعايته و مقرر إقامته في شهر يونيو المقبل ، وسيتم دعوة جميع الدول الإفريقية لحضور هذا المنتدى بتمثيل حوالي خمسة آلاف شخصية ، و سيتم من خلال هذا المنتدى عرض الخبرات الطبية المصرية في العديد من التخصصات منها زراعة الكبد”.
- الأطباء سفراء لمصر و يجب الإهتمام بهم
…
من جانيه أكد د.أحمد حسين عضو مجلس نقابة الأطباء ومقرر اللجنة الإعلامية ، أن النقابة تفخر بأطبائها داخل مصر و خارجها، وأضاف حسين” إن الأطباء ينقذون حياة الشعوب كما أن الأدباء و الفنانين يساهمون في تشكيل وعي الشعوب، و الأطباء من سفراء مصر الذين ينحتون بحروف من نور إسم مصر في جميع دول العالم” وطالب حسين وسائل الإعلام والجهات التنفيذية و التشريعية الإهتمام بالأطباء و الفريق الطبي وتحسين أوضاعهم و بيئة العمل داخل مصر ، و كذلك الإهتمام بتدريب الأطباء و بالبحث العلمي.