كتب – عادل ابراهيم
أعلنت كل من مجموعة موانئ أبوظبي، المحرك الرائد للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية في المنطقة ومجموعة غسان عبود التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، عن تأسيس “المركز الإقليمي للأغذية- أبوظبي” بالتعاون مع شركة “رونجيس” وذلك في كيزاد التابعة لقطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة ضمن مجموعة موانئ أبوظبي.
وجاء الإعلان عن المشروع الذي يعد واحدا من أكبر المراكز من نوعها في المنطقة لتجارة الجملة للأغذية المتنوعة والخدمات اللوجستية المرتبطة بها، خلال حفل التدشين الرسمي للمشروع والذي جرى تنظيمه في موقع المشروع.
ويعتبر سوق “رونجيس” الدولي أكبر سوق لتجارة الجملة للأغذية الطازجة في العالم، حيث يضم حالياً أكثر من 1,200 شركة ويوفر خدماته لنحو 18 مليون مستهلك، ويقدر حجم مبيعاته بـ10 مليارات يورو، ويستقطب أكبر مشغلي الأسواق والمتعاملين في العالم.
ويوفر “المركز الإقليمي للأغذية- أبوظبي” منصة شاملة تضم مشتري وبائعي الجملة، وشركات الخدمات اللوجستية للأغذية، وموزعين من جميع أنحاء العالم، ما يسهم في تنوع فئات الأغذية للمستهلكين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، إذ سيتعاون السوق الجديد مع العديد من الجهات الرائدة في أسواق الجملة لضمان توفير خدمات ومرافق ومنظومة عمل عالمية المستوى. ويتسم موقع السوق بالاستدامة والنظافة وتوفر نظام بيئي صحي وخالي من النفايات لتلبية متطلبات ما بعد الجائحة.
ويسهم المركز في تسهيل العمليات التجارية في اللحوم بأنواعها والمأكولات البحرية والحبوب والأرز والخضار والفواكه ومنتجات الألبان والأغذية الجافة والأزهار الطبيعية، ويتيح للشركات من جميع أنحاء العالم عرض منتجاتها ما يوفر للمشترين آلاف الخيارات من الأغذية الطازجة التي يتم حفظها ضمن بيئة آمنة ونظيفة، الأمر الذي يرسخ دور دولة الإمارات العربية المتحدة كعضو فاعل في سلسلة التوريد الغذائية العالمية سريعة النمو.
يمتد “المركز الإقليمي للأغذية- أبوظبي” على مساحة 3.3 كيلومتراً مربعاً في كيزاد ليكون واحد من أكبر المراكز من نوعها في المنطقة لتجارة الأغذية ، ويضم أجنحة لبيع المنتجات، وخدمات لوجستية، ومخازن مبردة وأخرى مخصصة للمنتجات الجافة، ويوفر الخدمات الحكومية الضرورية، ومرافق لتدوير المخلفات، وغير ذلك من المرافق الأخرى المتنوعة.
وقد جرى تصميم المشروع للمساهمة في تعزيز استراتيجية الأمن الغذائي الوطني وتحسين سير العمليات التجارية الخاصة بالأغذية في أبوظبي، كما يوفر منظومة عمل تنافسية للأطراف المحلية والعالمية العاملة في هذا القطاع بفضل التكاليف الكلية المنخفضة لسلسلة توريد الأغذية.
وقال سعادة راشد عبد الكريم البلوشي، وكيل دائرة التنمية الاقتصادية-أبوظبي، رئيس لجنة تطوير القطاع اللوجستي في إمارة أبوظبي: “تأتي سلامة وأمن الغذاء على رأس أولويات دولة الإمارات العربية المتحدة، ونرى أن هذا المركز الجديد سيسهم في تعزيز كفاءة سلسلة التوريد ويحسن من سلامة الأغذية واستدامة إمداداتها، ويخفّض من كلفتها، ويسهل على الجهات العاملة في تجارة الجملة إمكانية الحصول عليها”، مؤكداً حرص دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي على إنجاح هذا المشروع الاستراتيجي، الذي يعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وذلك في إطار جهودها المتواصلة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة يتميز بالاستدامة والتنوع.
من جانبه أشار الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي إلى أهمية هذا المشروع ومساهمته في تعزيز جهود الإمارات في إطار مساعيها الحثيثة لتكون في المركز الأول في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051. وقال:” يأتي تطوير موارد جديدة ومشاريع فريدة مثل “المركز الإقليمي للأغذية- أبوظبي” الذي سيجمع الموردين المحليين والعالميين تحت مظلة واحدة ويوفر لهم أفضل أساليب العمل المبتكرة ضمن بنية تحتية متطورة، في إطار التزامنا في مجموعة موانئ أبوظبي بتسهيل تجارة الغذاء العالمية تماشيا مع التوجهات الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي التي أطلقتها حكومتنا الرشيدة عام 2018″.
وأضاف: “تمثل شراكتنا مع مجموعة غسان عبود خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وتضافر الجهود لدعم قطاع الأغذية مستفيدين من البنية التحتية واللوجستية ذات المواصفات العالمية في كيزاد ومن قدرتنا على توظيف التقنيات المبتكرة لتعزيز سلامة وأمن الغذاء”.
بدوره قال غسان عبود، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة غسان عبود: “نحن ملتزمون بالاستثمار في قطاع الأغذية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وواثقون من أن شراكتنا مع مجموعة موانئ أبوظبي تشكل خطوة رائدة لقطاع تصنيع الأغذية وتوزيعها في الدولة”.
وأضاف: “توفر البنى التحتية الجاهزة وخدمات القيمة المضافة التي يوفرها المركز الجديد منظومة متكاملة لمزودي السلع الغذائية المحليين والعالميين، كما تسهم في توظيف أحدث التقنيات الرقمية التي تساعد في تحسين الابتكارات الخاصة بقطاع الأغذية”.
وتعد “مجموعة غسان عبود” مجموعة دولية تعمل في العديد من القطاعات والأنشطة الاقتصادية بما فيها توزيع السلع الاستهلاكية والخدمات اللوجستية ومتاجر التجزئة والتوريد والمنصات الرقمية لتوزيع وتجارة الأغذية والسلع الاستهلاكية. وفي الأعوام القليلة الماضية، برزت أعمال المجموعة المتعلقة مجال الأغذية والتجزئة بفضل تبنيها أفضل ممارسات الاستدامة والتكنولوجيا الخاصة بالأغذية. وتلتزم المجموعة بتأدية دور بارز في تعزيز سلسلة القيمة الخاصة بالمواد الغذائية، وتعمل على دعم استمرارية توفير إمدادات المنتجات الغذائية عالية الجودة للمستهلكين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.
وأشار ستيفان لياني، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي – سوق “رونجيس” الدولي الذي يعد السوق الأكبر عالمياً لتجارة الجملة للأغذية الطازجة، إلى أن التحديات التي فرضتها الجائحة العالمية أظهرت ضرورة تبني أساليب عمل جديدة في إدارة سلسلة التوريد حيث تؤدي أسواق تجارة الجملة دوراً استراتيجياً فيها.
وقال: “نطمح من خلال العمل في الأعوام القادمة مع شركاء رائدين في هذا المجال من القطاعين العام والخاص في إمارة أبوظبي إلى تأسيس شبكة واسعة لسوق تجارة الجملة قادرة على الارتباط بشبكة عالمية فريدة يمكنها توفير دعم كبير لسلسلة توريد الأغذية وضمان دعم متطلبات الأمن الغذائي”.
وأضاف: “سيسهم الدعم الذي نقدمه إلى جانب خبرة الفرق الإدارية لدى شركائنا في “المركز الإقليمي للأغذية- أبوظبي”، في تطوير جيل جديد من البنى التحتية الحديثة في إمارة أبوظبي وضمان النجاح وتحقيق أهداف هذا المشروع الرائد”.
ومن جهة أخرى، تشكل كيزاد منصة متكاملة لتوفير الخدمات التجارية واللوجستية لجميع شركات الأغذية الساعية إلى التوسع في أسواق المنطقة. وتتميز بموقع استراتيجي مجاور لميناء خليفة ما يمكنها من توفير قدرات ربط متعدد الوسائط عبر البحر والجو والبر إضافة إلى شبكة السكك الحديدية قيد الإنشاء، كما توفر بنية تحتية عالمية المستوى تؤمن من خلالها للمتعاملين إمدادات متواصلة وموثوقة من الماء والكهرباء ومصادر الطاقة الأخرى ضمن أفضل الأسعار التنافسية.
وتقدم كيزاد عروض خدماتها المتكاملة التي تلبي احتياجات العديد من الأنشطة المتعلقة بالصناعات الغذائية بما فيها خدمات التغليف ومعالجة الأغذية، ما يمكّن الشركات من الاستفادة من المزايا التي يوفرها سوق الأغذية الجديد بما في ذلك تحقيق وفورات كبيرة في تكاليف التشغيل الخاصة بعملية تحضير المنتجات ونقلها.
وسيوظف السوق الجديد أحدث التقنيات بما يسهم في إنشاء سوق رقمي يقدم مجموعة واسعة من الخدمات إلى الشركات العاملة فيه وإلى المتعاملين بهدف زيادة مستويات تبني الحلول الرقمية المتطورة وضمان استمرارية الأعمال وتسهيل ممارسة الأعمال التجارية عبر تعزيز التعاون بين الهيئات الحكومية في إمارة أبوظبي والشركات العاملة في القطاع التجاري.