كتب – عادل احمد
رئيس الوزراء بوريس جونسون يعلن إطلاق شراكة جديدة مع قطاع الأعمال بميزانية قدرها 20 مليون جنيه إسترليني في نطاق مثابرة المملكة المتحدة على قيادة الجهود العالمية لتحسين فرص حصول الفتيات على التعليم في مختلف البلدان.
ملايين الأطفال، حتى قبل جائحة كوفيد، لم يتوفر لهم التعليم في المدارس – وكانت الفتيات من الأسر الفقيرة معرضاتٍ بشكل خاص للحرمان من التعليم، إما بسبب الفقر أو التعصّب. ثم جاءت الجائحة لتسبب المزيد من الحواجز أمام التعليم، حين أغلقت أبواب المدارس أبوابها في وجوه 1.6 مليار طفل في جميع أنحاء العالم.
وفي أول شراكة تعليم من نوعها في المملكة المتحدة، تتعاون الحكومة البريطانية مع القطاع الخاص لتعزيز فرص حصول الفتيات على التعليم في بلدان مختلفة. من بين الشركاء في هذه الشراكة: يونيليفر (Unilever)، وبيرسون (Pearson)، وبرايس ووترهاوس كوبر (PwC)، ومايكروسوفت (Microsoft)، وآكسنتشر (Accenture)، وستاندرد تشارترد (Standard Chartered)، والبنك المتحد لأفريقيا (United Bank for Africa)، وكورسيرا (Coursera)، وفودافون (Vodafone)، وبريتيش بتروليوم (BP)، وكوغنيزانت (Cognizant).
ستعمل الحكومة البريطانية بالاشتراك مع مبادرة ’جيل بلا حدود‘ العالمية التابعة لليونيسف للمساعدة في تنفيذ البرنامج، حيث الشركاء الأساسيون الممولون للمبادرة ’جيل بلا حدود‘ هم: وآكسنتشر (Accenture)، وستاندرد تشارترد (Standard Chartered)، ويونيليفر (Unilever)، ومايكروسوفت (Microsoft)، والبنك المتحد لأفريقيا. ومساء أمس [7 مارس] أقيمَ حفل استقبال في 10 داوننغ ستريت للاحتفال بهذا الإعلان وباليوم الدولي للمرأة، وحضره عدد من الشركاء، من بينهم: جيل هنتلي، المدير المنتدب العالمي لشؤون مواطنة الشركات في شركة آكسنتشر؛ د. بيتي فاندنبوش، مسؤول شؤون المحتوى في شركة كورسيرا؛ ماريسا توماس، مديرة العمليات في برايس ووترهاوس كوبر.
قال رئيس الوزراء بوريس جونسون:
“المملكة المتحدة لطالما افتخرت بهذه القضية الحيوية وناصرتها، واليوم نخطو خطوة كبيرة أخرى من خلال أكبر شراكاتنا العالمية من نوعها – حيث نفتح الفرصة أمام مليون فتاة في أنحاء العالم للحصول على تدريب عالي الجودة لتنمية مهاراتهن. إن ضمان حصول كل فتاة وشابة في أنحاء العالم على 12 سنة من التعليم الجيد هي أكبر أداة في جعبتنا لإنهاء حالات الظلم الكبير في العالم. الوفاء في هذه المهمة سيكون واحدا من أكبر الدفاعات ضد الجهل، ويضمن أكبر حماية من التحيز، ويعطي قوة دفع كبيرة لآمالنا وأحلامنا لأجل التنمية العالمية في السنوات القادمة.”
سيُفتح المجال قريباً أمام الشركات والجمعيات الخيرية والمدارس والكليات للبدء بطلب التمويل من خلال هذا البرنامج. الشراكة تركّز على دعم المشاريع التي من شأنها تحسين حصول الفتيات على التعليم، وخاصة ما تعلق منه باكتساب مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهي المواد اللازمة للحصول على فرص عمل في القطاعات الرئيسية مثل التكنولوجيا والتصنيع. ويمكن أن يشتمل ذلك على تمويل برامج تدريب على مهارات جديدة، أو تحسين التدريس، أو إعادة هيكلة عملية التدريب لجعلها أكثر ملاءمة لاحتياجات العمل. في البداية، ستُشجَّع العطاءات للمشاريع في نيجيريا وبنغلادش، وهما بلدان لا تزال فيهما عوائق أمام تعليم الفتيات.
سيساعد التمويل من البرنامج أيضاً في توسيع منصّة ’جواز سفر للتعليم‘ المنبثقة عن مبادرة ’جيل بلا حدود‘ والتي توفر الدعم لسبع بلدان، من بينهم مصر والبرازيل وبنغلادش ونيجيريا و النيجر والهند وباكيستان. هذه المنصة الرقمية توفر للفتيات تعليماً مجانياً ومعتمداً، وتدريباً على المهارات التي تمكِّنهن بعد ذلك من استخدامها لدعم فرصهن في العمل وريادة الأعمال في المستقبل. وقد أدرجت مبادرة اليونيسيف التي مهّدت لبلورة منصة ’جواز سفر للتعليم‘ ضمن قائمة مجلة تايم لأفضل 100 اختراع لعام 2021.
ستساهم بعض الشركات المعنية بمجموعة من الموارد، بما في ذلك الكتب، وأجهزة الحاسوب وغيرها من التقنيات، والموجّهين، والمشورة، والمشاركة في الشبكات الإلكترونية لهذه الشركات، والاستفادة من برامجها للتدريب وتنمية المهارات. ومن شأن مشاركة القطاع الخاص أن تساعد في ضمان أن فرص التعليم والتعلم ستزوّد الفتيات بالمهارات التي يحتاج إليها أرباب العمل مستقبلاً.
للمملكة المتحدة دور عالمي رائد في تحسين تعليم الفتيات في االعديد من الدول. وخلال رئاستها لمجموعة السبع في العام الماضي، أمّنت الموافقة أولاً على المساعدة في تعليم 40 مليون فتاة أخرى في المدارس بحلول سنة 2026؛ وثانياً مساعدة 20 مليون فتاة على تعلم القراءة لدى بلوغهن سن العاشرة من العمر، بحلول سنة 2026. وفي 2021، استضافت المملكة المتحدة قمة عالمية للتعليم ناجحة، والتي أفضت إلى جمع 4 مليارات دولار من التعهدات من قادة العالم لدعم المدارس من خلال الشراكة العالمية من أجل التعليم. والسنوات من 2015 إلى 2020، دعمت المملكة المتحدة ما لا يقل عن 15.6 مليون طفل في البلدان النامية للحصول على تعليم لائق، وكان بينهم 8.1 مليون فتاة.
لقد شهدنا بالفعل نجاحاً كبيراً من خلال تنفيذ برامج مهاراتٍ مماثلة، كبرنامج التعلم البديل في بنغلاديش. شمل ذلك تدريب الفتيات المهمَّشات على المهارات التي يحتجنها ليصبحنَ قادرات على الحصول على فرص عمل في القطاعات التي يشتدّ الطلب على الوظائف فيها، وهو ما وفَّر لهؤلاء الفتيات الصغيرات مزيداً من الحرية الاقتصادية والاجتماعية والشخصية. ونتيجة لذلك، أدى البرنامج إلى انخفاضٍ بنسبة 62% في زواج الفتيات في الأسر المعنية.
وبالمثل، قدَّم برنامج “علِّم!” ‘Educate!’ المطبّق في أنحاء أوغندا ورواندا دورات تخصّص للفتيات تتمحور حول المرافق والخدمات (في قطاعي الزراعة والسياحة)، بالإضافة إلى تنظيم دورات دراسية لتعزيز مهارات القراءة والكتابة لديهن. وحقق هذا البرنامج زيادة بنسبة 120% في دخل المشاركات بهذا البرنامج.
قالت وزيرة الخارجية، ليز تراس:
“إن مساندة النساء والفتيات هي في صميم السياسة الخارجية البريطانية. نريد أن تكون لدى النساء المسؤولية عن حياتهن وأن تكون لديهن حرية تحقيق النجاح. الاستثمار في تعليم الفتيات ضوري لأجل مستقبل أكثر استدامة ونجاحا وازدهارا. لهذا السبب نتشارك مع القطاع الخاص لمساعدة الفتيات في البلدان النامية للحصول على التعليم وفرص العمل.”
وقالت هيلين غرانت، المبعوثة الخاصة لرئيس الوزراء المعنية بتعليم الفتيات:
“كل فتاة في كل مكان في العالم تستحق أن تتعلم.شراكتنا سوف تساعد في توفير المهارات التي تحتاجها النساء والفتيات، من المدرسة وحتى العمل، لتحقيق كامل إمكناتهن.”
وقال كيفن فري، المدير التنفيذي لمبادرة جيل بلا حدود:
“إن شراكة مهارات التعليم للفتيات تمثل التزام الحكومة البريطانية ولقطاع الخاص بمعالجة الفجوة الحرجة في تزويد الفتيات بالمهارات للاستفادة من فرص القرن الحادي والعشرين.الشراكة لأجل التعليم هي منصة مبتكرة لتنمية المهارات صممناها مع الشركاء للوصول للفتيات في كل مكان، وفي كل زمان، لتزويدهن بالمهارات التي عليها طلب في سوق العمل.”