لن ينساها من عشق التليفزيون والسينما, ولن ينساها من استمع إليها بصوتها الحانى الرقيق وهى تقول: “وحشتنى ياعلى”إلى ممدوح عبد العليم “فى ليالى الحلمية الذى كتبه الراحل أسامة أنور عكاشة, وأخرجه إسماعيل عبد الحافظ, إنها ماما أنيسة “محسنة توفيق” التى اختارها الموت فى أول أيام رمضان مبارك من عند الله, تلك الأيام المعدودات فى سنوات العمر الذى بلغ 80 عاما, اختارها الموت, لأنها لم تستطع العيش بعد زوجها سياسى السبعينيات أحمد خليل, فلحقت به بعد شهور , لأنه رفيق العمر والبيت والعقل والقلب معا, فقد كان لها الحياة التى ينبض بها قلب محسنة, وبعد رحيله شعرت بالوحدة فى عالم ملىء بالأشخاص رغم وجود أبنائها حولها.
من يستمع إليها يتذكر صوت أبلة فضيلة توفيق, أو أبلة فضيلة شقيقتها التى سمعها كل أطفال مصر والعالم العربى فى حكاياتها التى لم تنقطع فى الراديو على مدى نصف قرن من الزمان , محسنة وفضيلة صوتان متشابهان إلى حد كبير فى النبرات والشكل أيضا.
ولدت محسنة توفيق فى ديسمبر 1939, ورحلت يوم الثلاثاء 7مايو 2019 عن عمر ناهز 80 عاما بعد صراع مع المرض داخل المستشفى الجوى التابع للقوات المسلحة, وشيعت جنازتها من مسجد السيدة نفيسة بحضور عدد كبير من محبيها ومن الفنانين.
بدأت مشوارها الفنى مبكرا مع المسرح المدرسى قبل أن تتخرج فى كلية الزراعة, ظهر خلال هذه الفترة العديد من المسرحيات منها” مأساة جميلة”, و”منين أجيب ناس”, و”حاملات القرابين”, و” الدخان”, و”يرما”, و”عفاريت مصر الجديدة”, ولن ننسى محسنة توفيق وهى تصرخ فى الشارع بعد تنحى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إثر هزيمة 5يونيو 1967 وهى تقول: لاأبدا هنحارب ..هنحارب, ذلك المشهد المؤثر فى فيلم “العصفور” للمخرج يوسف شاهين الذى قال عنها فى حواراته: إنها الوجه الجميل الذى يشبه مصر, وبالفعل جعلها تجسد دور مصربهية فى ” العصفور”, وغنى لها الشيخ إمام من كلمات الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم”مصر يا أمه بهية”ضمن أحداث العمل, فكانت ملاذا للجميع تجمع فى بنسيونها الشاب العسكرى المناضل والطالب الشيوعى والشيخ الأزهرى والصحفى الذى يحارب الفساد بجميع أشكاله , وكانت بهية تخشى على فاطمة ابنتها أو مستقبل مصر.
وبدأت محسنة توفيق مرحلة جديدة من التعاون مع شاهين “فى اسكندرية ليه”, لتجسد دور امه, تلك السيدة متوسطة العمر التى تعيش فى كنف رجل بسيط الحال, وتحاول تحقيق حلم ابنها فى الدراسة بأمريكا, وكذلك دورها فى “حدوتة مصرية” إلى جانب أعمالها التليفزيونية, فمن ماما أنيسة فى ليالى الحلمية إلى دورها فى الوسية مع أحمد عبد العزيز وأم كلثوم حيث جسدت دور أم المصريين صفية زغلول, فكانت بحق أم المصريين, وكانت بحق الوجه المصرى المعبر عن الأم المصرية وعن مصر, ونالت محسنة توفيق جائزة الدولة التقديرية فى الفنون عام 2012, وكان آخر تواجدلها وظهور لها فى أسوان فى مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة فى فبراير2019, الذى ترأسه السيناريست محمد عبد الخالق وأداره الكاتب الصحفى حسن أبو العلا, وتحدثت فيه عن آخر أعمالها مسلسل “أهل اسكندرية”, وتمنت أن يأتى اليوم ليعرض العمل ويشاهده المصريون.
يقال إن الأمم لاتنهار دفعة واحدة, بل تنهار أولا أخلاقيا, ثم سياسيا, ثم اقتصاديا, وفى لحظة كالتى نعيشها الآن يبدو أن الانهيار الأخلاقى قد اكتمل, وأن السياسى فى طريقه إلى التفكك, بينما يترنح الاقتصاد تحت أقدام زعماء لايملكون بوصلة ولامبادىء, والعالم محاصر بين قصفين, أحدهما يحول البيوت إلى قبور, والآخر يحول الأسواق إلى ساحات خراب وبين هذين القصفين تسقط القيم وتختبر الانسانية, ويكتب تاريخ جديد بمداد من دم ودخان.
من الظواهر السلبية التى طرأت على مجتمعنا ظاهرة النباشين, فالمرء يكاد يتعثر فيهم وهو سائر فى الطريق,فهم أمامك ووراءك وعن يمينك أو عن يسارك يحملون فوق ظهورهم أجولة, ويقفون عند صناديق القمامة ينبشونها ويقلبونها رأسا على عقب, فتطفح القمامة عل رصيف الشارع بعد أن يكون عاملو النظافة قد كنسوا الشوارع وجمعوا القمامة فى الصناديق المخصصة لهاعلى الأرصفة, وقد صادف أن شاهدت يوما أحد هؤلاء النباشين يقلب صندوق القمامة على رصيف الشارع لينتقى منه مايشاء , ثم يترك القمامة مبعثرة بشكل منفر يفوق الوصف, لدرجة أننى لم أحتمل هذا المشهد, وذهبت إليه معنفا ومؤنبا, طالبا منه أن يعيد القمامة إلى الصندوق فرفض وتركها غير عابىء ولامكترث, إننى أضع هذه المشكلة أمام المسئولين لعلهم يجدون حلا لها.
جاء نجم مصر وفريق ليفربول محمد صلاح ضمن قائمة أفضل 100رياضى بالعالم فى 2024, واحتل صلاح المرتبة ال25 فى القائمة متفوقا على أسطورة التنس نادال الذى حل فى المركز ال 26, والبرازيلى نيمار صاحب المركز ال28, وجوليان الفاريز لاعب منتخب الأرجنتين ونادى أتلتيكو مدريد الأسبانى فى المرتبة ال50. كما تفوق الفرعون على الفرنسى كريم بنزيما مهاجم اتحاد جدة السعودى صاحب المركز ال51, ومارتا أيقونة الكرة النسائية فى البرازيل بالمركز 61, ولاعبة التنس التونسية أنس جابر صاحبة المركز ال88, ويظل نجم ليفربول أحد أخطر مهاجمى العالم , وقد ازدادت سرعته وتوازنه وقدرته على تسجيل الأهداف على الرغم من تقدمه فى العمر.
“إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلاتقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما”هذا الجزء من الآية رقم 23 فى سورة الإسراء هو دستور التعامل مع الوالدين عندما يعجزان عن رعاية نفسيهما فيكون مكانهما عندك وليس فى دار الوحدة ولادار المسنين.
