لو مالبستش شارة القوس قزح( شارة المثليين ) وإنت نازل ماتش الكورة في هذا الاسبوع فسوف تُعاقب من ناديك) صدرت هذه الكلمات من وزيرة الرياضة الفرنسية ماري بارساك وفقا لما نقلته صحيفة لوباريزيان الفرنسية للاعب المصري مصطفى محمد الذي يلعب ضمن صفوف نادي نانت الفرنسي حين امتنع اللاعب المصري عن الامتثال للتعليمات الرامية لدعم المثليين وقد أشارت الوزيرة الفرنسية الى أن الهدف من تواجد حشود الرياضيين في الملاعب ليس مجرد منافسات وفعاليات رياضية فقط ،وانما تهدف المباريات إلى بث مجموعة من القيم والاتجاهات والأفكار لجمله المتابعين لتلك المباريات،سواء المتابعين لها عبر الحضور الفعلي في الملاعب أو الملايين المتابعين عبر التلفاز ، ومن ضمن هذه الاتجاهات المطلوب التأكيد عليها وفقا لكلام الوزيرة دعم المثليين من الأفراد، عن طريق الاعلانات في أرجاء الملعب،أو وضع شارتهم
( قوس قزح) على التيشيرتات الرياضيه،وغير ذلك من الفعاليات، وأضافت الوزيرة أن دعم المثليين لا يقل عن موقف ودعم الرياضيين لمحاربةومواجهة العنصرية الممقوته على حد قولها،إلى هنا ينتهي تصريح الوزيرة وتهديدها بمعاقبة اللاعب المصري عن المشاركة في احد المباريات لفريقه نانت الفرنسي والمخصصة إعلاميالمساندة ودعم المثليين، ولنا بالقطع
ملاحظتان
الأولى
لابد من التأكيد على وجود اختلافات حضارية ثقافية دينية بين المجتمعات وبعضها البعض ولابد من احترام وتقدير تلك الفروق
،لأنها تمثل عصب وجوهر القومية والوطن والمجتمع والدين الذي ينحدر منه اللاعب ومن ثم يصبح التلويح بعصا العقوبة اي كان نوعها نوع من التسلط المرفوض شكلا ومضمونا، وإلا نكون قد وقعنا في آسر العنصرية البغيضة، من هذا المنطلق يصبح من حق اللاعب الإمتناع دون معاقبه لموقفه لأنه لا يمثل في الحقيقة نفسه فقط على المستوى الشخصي وإنما يعد ممثلا وسفيرا للمجتمع الذي جاء منه ولا ينفصل عنه
الثانية
إذا نحينا جانبا الامتناع عن دعم المثليين ،سنجد وجود ظاهرة اخرى منتشرة في الملاعب الأوروبية،وهى لبس التيشيرتات الداعية للترويج للمسكرات( الخمره) ( الدعاية للحم الخنزير) وعلى الرغم إن هذا يعد أمرا معتادا وطبيعيا بحكم الفروق الحضارية كما اسلفنا في الخارج،إلا أن بعض اللاعبين يرفضون الأمتثال لهذا السلوك،هل سنجد حينئذ التلويح أيضا بالعقوبات في حال الامتناعإن الغرض الأساسي من هذا البوست ليس اظهار مدى تأييدنا او رفضنا لموقف اللاعب ،بقدر التأكيد
على ضرورة تدخل السادة المسؤلين الكبار والمعنيون بملف الرياضة في عالم الاحتراف المفتوح للتدخل الفوري والسريع لدى الفيفا لعرض مواقفهم الرسمية الداعمة لاحترام حقوق الفروق العبرحضاريه والثقافية للاعبين ومن ثم عدم اجبارهم على ممارسات قد تجرح وجدانهم القومي والعقائدي
أستاذ علم النفس السياسي
جامعة عين شمس
