كتب عبد العزيز السيد
السيدة زينب بنت جحش بن رباب ابنة عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وامها اميمة بنت عبد المطلب -رضى الله عنها- من أوائل المهاجرات فى الاسلام زوجها النبى – صلى الله عليه وسلم- من مولاه زيد بن حارثة -رضى الله عنه- وطلقت منه بعد وقت ليتزوجها النبى صلى الله عليه وسلم- من فوق سبع سماوات لحكمة اقتضاها جل شأنه لينهى بها عادات الجاهلية وهى عادة التبنى ،حتى انها كانت تفخر على بقية زوجات الرسول-صلى الله عليه وسلم-،وكانت تقول:”إن الله أنكحنى من السماء” وكان لأم المؤمنين فضائل منها كثرة الصدقة والعطاء وقد شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم- فقد ثبت عن ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها-:”أن بعض ازواج النبى صلى الله عليه وسلم- قلن للنبى :أينا اسرع بك لحوقا؟ قال:اطولكن يدا فأخذنا قصبة يزرعونها فكانت سودة
اطولهن يدا فعلمنا بعد ان زينب اطولهن يدا بالصدقة وكانت اسرعنا لحوقا به صلى الله عليه وسلم- لانها كانت تحب الصدقة كانت السيدة زينب بنت جحش – رضى الله عنها- إحدى امهات المؤمنين تعمل بيدها وتكسب المال الوفير من عملها ومع ذلك تركت الدنيا وما فيها من ملذات لتتصدق بطيب مالها الذى تكسبه من عمل يدها وقد شهدت لها السيدة عائشة- رضى الله عنها- حيث قالت:” وكانت زينب أمرأة صناعة اليد، تدبغ ،وتخرز وتتصدق به فى سبيل الله -عز وجل- ولقد كسبت مالا كثير ا من الصناعة.لقد تعلمت فن الدباغة وصناعة الخرز منذ صغرها ولقد استمرت فى ممارسة هذه الاعمال النبيلة وكانت تساعدها السيدات فى هذ العمل بالاجر وكانت تتاجر فى هاتين السلعتين وتكسب حلالا دون مغالاة فى الاسعار اواحتكار للسوق وكانت تتصدق بكل ماتربح من تجارتها على الفقراء والمحتاجين من المسلمين وكانت تساعد امهات المؤمنيين ولم تشغلها تجارتها عن الطاعة.
كما عرفت أم المؤمنون زينب رضى الله عنها- بخلقها الرفيع وصدق الحديث وصلة الرحم وكانت ذات تقوى وورع وصفتها أم المؤمنين عائشة -رضى الله عنها- قالت :”لم أر أمرأة قط خير فى الدين من زينب وأتقى لله واصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة واشد ابتزالا لنفسها فى العمل الذى تصدق به وتقرب به الى الله تعالى “كما كانت زاهدة فى الدنيا راغبة فى الاخرة ولقد سميت بام المؤمنين وملجأ الايتام .
وقد ظلت رضى الله عنها- جوادة كريمة بعد رسول الله الله صلى الله عليه وسلم- متمسكة بالزهد وعدم التعلق بالدنيا ومتاعها.
يذكر انه لما جاء العطاء عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – بعث الى أم المؤمنين زينب بنت جحش – رضى الله عنها- بالذى لها- فلما دخل عليا قالت :غفر الله لعمر لغيرى من اخوتى كان اقوى على قسم هذا منى” قالوا هذ كله لك قالت سبحان الله واستترت دونه بثوب وقالت : “صبو واطرحوا عليه ثوبا” فصبوا وطرحوا عليه ثوبا فقالت : لبرزة بنت رافع”ادخلى يدك فاقبضى منه قبضة فاذهبى الى فلان وآل فلان من أيتامها وذوى رحمها فقسمتها حتى بقيت منه بقية فقالت:لها برزة غفر الله لك والله لقد كان لنا فى هذا حظ قالت:”فلكم ماتحت الثوب فوجدنا خمسة وثمانين درهما. ثم رفعت يدها فقالت : اللهم لا يدركنى عطاء لعمر-بعد عامى هذا “فماتت رضى الله عنهافى عامها.