كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
تحت رعاية الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، واصلت النسخة الأولى للمؤتمر العالمي للمرافق الذي تستضيفه إمارة أبوظبي فعالياتها لليوم الثاني، بحضور قادة وخبراء القطاع من مختلف أنحاء العالم.
وتعتبر الفعالية، التي تستضيفها شركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة”، بتنظيم من شركة دي إم جي إيفنتس، منصة استثنائية للجهات الفاعلة في قطاعي الطاقة والمياه على مستوى العالم لبحث التوجهات والتقنيات والابتكارات التي تؤثر على مستويات الطلب المستقبلية على إمدادات المياه ومصادر الطاقة في العالم.
وتمحورت أهداف الجلسات النقاشية الاستراتيجية ضمن جدول أعمال اليوم الثاني من المؤتمر حول سبل دعم مساعي التحوّل نحو مستقبل مستدام لقطاعي الطاقة والمياه حول العالم، إذ ناقشت الجلسات أبرز القضايا التي يتوجب على الرؤساء التنفيذيين وفرقهم القيادية التعامل معها، والعمل معاً على تحديث المرافق للتكيف مع التغييرات الجذرية وتكريس استراتيجيات التحول الرقمي التي تركز على المستقبل بما ينسجم مع التطورات التي يشهدها السوق واحتياجات العملاء على حد سواء.
وتضمن جدول أعمال المؤتمر في اليوم الثاني جلسة وزارية عقدت تحت عنوان “تحقيق التوازن بين مساعي إزالة الكربون وأمن الطاقة”، حيث جمعت أبرز قادة قطاع المرافق لبحث ومناقشة التحليلات المعمقة حول مُختلف المسارات في مجال إزالة الكربون. وتضمنت قائمة المتحدثين في الجلسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية ، و سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات.
وخلال الجلسة، قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية: “يعاني قطاع النفط بأكمله من العديد من التحديات مثل نفاذ القدرة التخزينية على مستويات مختلفة، سواءً في المصادر أو سلاسل التوريد، وهو الأمر الذي يتسبب في حدوث اضطرابات في سلسلة التوريد، ما يمثل ظاهرة تؤثر على القطاعات الأخرى”.
وأضاف: “يشكل ضمان استدامة نظام الطاقة واستدامة الاقتصاد العالمي مصدر قلق كبير، إذ يجب عند تطوير حلول مستدامة لمتطلبات المستقبل التركيز على ثلاثة عناصر، وهي الإمداد الأمني، والازدهار الاقتصادي، والنمو الاقتصادي. نحن نقود مسيرة الاستدامة في عالم يبحث عن حلول بيئية، حلول يمكن أن توفر نظام طاقة فعال من حيث التكلفة والفاعلية، والذي من شأنه أن يمكننا من تحقيق مساعينا البيئية”.
وأوضح : “يحتاج العالم للعمل بشكل جماعي ومسؤول وشامل لطرح استراتيجية للاقتصاد العالمي، وعلينا توجيه تركيزنا على مشكلات سلسلة التوريد وقضايا الخدمات، لذلك نحن هنا اليوم لتسليط الضوء على هذه الموضوعات”.
ومن جانبه، قال سهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الامارات العربية المتحدة خلال الجلسة: “بإمكاننا أن نقول بكل ثقة أن التحول في مجال الطاقة يحدث بالفعل، إذ أن تحتاج رحلة التحول التي يشهدها القطاع إلى أن تتم إدارتها بحكمة شديدة من أجل تجنب الانقلاب العكسي الذي من الممكن أن يحدث في حال كان على المستهلكين والجمهور تحمل تكاليف باهظة الثمن لاستهلاك الطاقة”.
وأضاف معاليه: “نحن بحاجة إلى مواصلة الاستثمار في مصادر الطاقة التقليدية النظيفة لتجنب زيادة الأسعار واستخدام مصادر طاقة ذات انبعاثات عالية مثل الفحم. كما يجب علينا أيضًا مواصلة الاستثمار في البحث والتطوير والتقنيات التجريبية للعمل على تقليل تكلفة مصادر الطاقة النظيفة والتقاط الكربون، والتي يتوجب أن تصبح فعالة من حيث التكلفة في نهاية المطاف”.
وأردف معاليه قائلاً: “سيلعب الهيدروجين أيضًا دورًا مهمًا في تمكيننا من تحقيق الحياد المناخي، إذ أنه يعد عامل مساعد في عملية إزالة الكربون في العديد من القطاعات مثل صناعة الحديد الصلب والإسمنت والبتروكيماويات على وجه الخصوص، وغيرها الكثير، وتواصل دولة الإمارات العمل على الوصول إلى ذلك لتحقيق أهدافها الرامية إلى ترسيخ مكانتها كإحدى الدول الرئيسية العاملة في إنتاج وتصدير الهيدروجين بمختلف أنواعه”.
واستقطبت الفعالية قادة القطاع لتبادل الرؤى والتحليلات خلال مشاركتهم في جلسة قادة القطاع التي انعقدت تحت عنوان: “تمهيد الطريق نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات من خلال تنويع مصادر الطاقة”، حيث تباحث المشاركون من الجهات الحكومية والشركات والمؤسسات المتخصصة في القطاع حول آفاق التحوّل في قطاع الطاقة، وارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء، وضرورة الحد من كثافة الانبعاثات الناجمة عن توليد الكهرباء للوصول إلى مستقبل مستدام.
وتضمنت قائمة المشاركين سعادة المهندس يوسف آل علي الوكيل المساعد لقطاع الكهرباء والمياه وطاقة المستقبل في وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات؛ فرانشيسكو لا كاميرا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”؛ ولورينزو سيمونيللي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس والمدير التنفيذي لشركة بيكر هيوز؛ وبرانيسلاف ستريك، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة الشركة السلوفينية لمحطات توليد الطاقة الكهربائية؛ ورينو كابريس، الرئيس التنفيذي لشركة إينوفا؛ وفريد العولقي، المدير التنفيذي لوحدة أعمال توليد الطاقة وتحلية المياه في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة”.
وقال فرانشيسكو لا كاميرا، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” في إطار مشاركته في جلسة القادة القطاع: “ما يمكننا رؤيته هو أن رحلة التحول الذي يشهدها القطاع تسلك مساراً صحيحاً، لا سيما وأنّ مصادر الطاقة المتجددة تفرض حضورها أكثر على مستوى العالم في الوقت الراهن، فضلاً عن كونها الوسيلة الأقل تكلفة لتوليد الكهرباء، إذ أن البطاريات والهيدروجين أقل تكلفة من غيرها. وإلى جانب ذلك، تشهد الأسواق حراكاً واضحاً نحو الطاقة الخضراء”.
وأوضح: “لم يعد بالإمكان إيقاف هذا التحول نحو الطاقة النظيفة، حيث بات من الضرورة أن تعمل الحكومات يداً بيد لتعزيز إمكانات الشبكة الكهربائية ودمج مصادر الطاقة الكهربائية في النظام القائم، إذ لا بد أن نُطور نظاماً مرناً ومتوازناً لشبكة كهرباء تنسجم بالكامل مع اتفاقية باريس للمناخ”.
ومن جانبه، قال فريد العولقي، المدير التنفيذي لوحدة أعمال توليد الطاقة وتحلية المياه في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة” على هامش مشاركته في الجلسة: “أعتقد أننا نشهد اليوم تحولات جذرية وواسعة النطاق في مجال توليد الطاقة. ونؤكد التزامنا بمواصلة تنفيذ المشاريع الضخمة في قطاع المرافق، انسجاماً مع استراتيجيتنا الهادفة إلى تحويل “طاقة” إلى شركة المرافق الرائدة منخفضة الكربون على الصعيدين المحلي والدولي”.
وأضاف العولقي: “انطلقت “طاقة” بمسيرة تحسين عمليات إنتاج الكهرباء والماء وإزالة الكربون ضمن قطاع المرافق. ولا ينحصر ذلك بتطوير وتنفيذ المشاريع الضخمة على نطاق واسع فحسب، بل يشمل كذلك الارتقاء بقدراتنا في مجال التشغيل والصيانة وتوفير خدمات متكاملة عبر حلول الطاقة جاهزة للتطبيق والتي من شأنها أن تدعم جهودنا وجهود شركائنا وعملائنا الرامية إلى تحقيق الحياد المناخي”.
وشهدت الجلسات النقاشية لليوم الثاني أيضاً، انعقاد جلسة “تحت دائرة الضوء”، والتي ركزت على أهمية دور الطاقة النووية في تحقيق الحياد المناخي، وذلك بمشاركة سما بلباو واي ليون المدير العام للجمعية النووية العالمية؛ والتي ناقشت دور الهيدروجين في رحلة التحول التي يشهدها قطاع الطاقة، وإمكانية تحوّله إلى ركيزة أساسية في مجال توليد الطاقة منخفضة الكربون، وذلك بمشاركة جاريث وين، رئيس الاتصال المؤسسي لدى شركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة”؛ وفريدريك كلاوكس، المدير الإداري لقسم الطاقة الحرارية والتوريد في شركة “إنجي” آسيا الشرق الأوسط وأفريقيا والمدير الإقليمي لشركة إنجي في دول مجلس التعاون الخليجي وباكستان.
وشهد اليوم الثاني من المؤتمر العالمي للمرافق 2022 أيضاً فعاليات منتدى قادة الطاقة النووية، الذي جمع خبراء القطاع في العالم لمدة يومين لمناقشة سُبل نشر حلول توليد الطاقة النووية الآمنة والموثوقة، وغيرها من التطورات التقنية في هذا المجال، وآخر الأبحاث والمستجدات في العلوم والتقنيات النووية. وتطرقت جلسات المنتدى إلى العديد من المواضيع الهامة، مثل “تأمين الاستثمارات في المجالات البيئية والاجتماعية والحوكمية من أجل اقتصاد يتميز بالحياد المناخي”، و”أحدث الابتكارات والتطورات في قطاع الطاقة النووية – ما الذي يحمله المستقبل؟” و”استقطاب المواهب من أجل التحول نحو الطاقة النظيفة”.
وبدوره، قال كريستوفر هدسون، رئيس شركة دي إم جي إيفنتس، الجهة المنظمة للمؤتمر العالمي للمرافق: “شهدنا انطلاقة ناجحة بكل المعايير لليوم الثاني من الفعالية، ويسرنا أن نشهد مستويات الإقبال الكبيرة التي يحظى بها المؤتمر من أبرز قادة وخبراء المرافق في دولة الإمارات ومن جميع أنحاء العالم لتبادل المعرفة والرؤى والتحليلات المتعلقة بالقطاع. يعد المؤتمر العالمي للمرافق فعالية ذات أهمية عالية على مستوى القطاع وركيزة تُمهد الطريق لرسم ملامح مستقبل قطاع المرافق العالمي واستدامة المسار نحو الحياد المناخي”.
وتستمر فعاليات المؤتمر العالمي للمرافق الذي تستضيفه شركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة”، بتنظيم من شركة دي إم جي إيفنتس، حتى 11 مايو 2022 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك). ويستقطب المؤتمر والمعرض المصاحب له أكثر من 10 آلاف متخصصاً في قطاع المرافق، و120 شركة عارضة من مختلف أنحاء العالم، بهدف تسليط الضوء على الإجراءات الاستباقية الرامية إلى رقمنة أنظمة الطاقة والمياه، والحد من الانبعاثات واستقطاب الاستثمارات طويلة الأمد. كما يجمع المؤتمر ما يزيد عن 200 متحدث من المتخصصين في قطاع المرافق وأكثر من ألف من ممثلي الجهات المشاركة في المؤتمر الذي يستضيف أكثر من 50 جلسة نقاشية استراتيجية وفنية.