إذا لم تكن حاضراً
حينما احتجت أن أتوكأ
-من فرط ما أوجعتني الحياة-
على أحدٍ
فمتى ستكونْ؟
إذا لم تكن حين أغرقني
الخوفُ والضعفُ
طوقَ نجاتي
فماذا تكونْ؟
إذا لم تكن
-والليالي البطيئةُ تأكلُ قلبي-
معي
لتهشَ الكآباتِ عني
وتزجرَ هذا الأسى
من تكونْ؟
ومن أنتَ؟
حتى تعاتبني
حينما أخترتُ نفسي
التي صحبتني
وظلَّتْ معي
طبَّبتني
وواستْ جراحي
وكانت عصاي التي لا تخونْ!
أتعرفُ
كيف عبرتُ الليالي المليئةَ
بالخوفِ والاحتمالاتِ
وحدي؟
وكيف نجوتِ
برغمِ التباريح والحزنِ
والخاذلين؟
أتعلم
كم مرةً
كدتُ أن أتداعى
تهاويتُ
لكنَّ نفسي التي بين جنبيَّ
لم تنكسرْ
وظلَّت تُروِّي
يبابي السقيمَ
بماءِ اليقينْ
أتدركُ
أني ومن فرطِ يأسيَ
أوشكتُ في مرةٍ
أن….
ولكنَّ نفسي استماتتْ
تدافعُ عني
تنادي
أيا نارُ كوني سلاماً
وبرداً عليها
وتهتف
حتى عبرتُ الأتونْ!
لماذا تخليتَ
في ذلك الوقتِ عنَّي
وأفلتَّ كفَّي
وأسلمتني للمتاهاتِ
تشربني والظنونْ؟
لقد كان صعباً
على هذه الروحِ
أن تسألَ الناسَ عطفاً
وقد كان صعباً
على هذه الروحِ
أن تسألَ الناسَ حُبَّاً
وقد كان صعباً
سؤالُ الطبيبِ
-وممَّ تعانينَ سيدتي؟
فتجيبُ
الحنين!
أقد كنت تعرف أنيَّ في حاجة
للبكاءْ؟
أين كنتَ إذن؟
ولماذا مررتُ بهذا لوحدي؟
لقد كنتُ مكسورة الروحِ
متعبةً
أين كنتَ؟
وقد كان قلبي يحتاج كفاً
تهدهدُ أوجاعَه
وتقيه الشجونْ
إذا لم تكن قادراً
-وبكفيك يا صاحبي
كل هذا البهاء-
على منحِ روحي القليلَ من اللونِ
حين تروِّعُها
شمشُ هذي الحياةِ
فتصبحُ باهتةً
فلتغادرْ
ففي الأرضِ متسعٌ
للوحيدين مثلي
وللمتعبين!!
سيرسلُ لي اللهُ
من فضله رحمةً
ويقي هذه الروحَ
أوجاعها
إنما أمرُه
أن يقولَ لما شاءَ
كن
فيكون!!