كتب عادل يحيى
في إطار جهود وزارة الأوقاف المصرية في نشر الفكر الوسطي وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المتطرف، عُقدت المحاضرة الثالثة اليوم السبت 4/ 6/ 2022م من محاضرات الدورة التدريبية المشتركة لأئمة وواعظات بوركينا فاسو بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين، للأستاذ الدكتور/ سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة بعنوان: “وسائل التواصل الاجتماعي وتجديد الخطاب الديني”.
وفي محاضرته أكد أ.د/ سامي عبد العزيز أن الخطاب الإعلامي له تأثير بالغ في الرأي العام، والرأي العام يسهل قياسه ويمكن رصده بسهولة، مشددًا على ضرورة إجادة لغة التعامل مع الإعلام الجديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن تتعرف على خصائص وأفكار المخاطبين، لأن الداعية الذي لا يجيد لغة التعامل مع وسائل التواصل الحديثة خطابه ورسالته بعيدة عن أرض الواقع.
مبينًا أن الداعية عليه أن يتقن مهارات العرض لما لهذا الفن من أثر طيب في نفوس المتلقين، فأعظم المتحدثين ليس بالضرورة أن يكون من الموهوبين بل للتدريب أثر مهم في صناعة شخصية الداعية، فمهارة الاتصال مهارة صعبة وهي تحتاج إلى تنمية خاصة في زمن الاختزال والاختصار، وأن من الخطورة بمكان عدم الإعداد الجيد أو الاستهانة بعقليات المتلقين، فجميع المستويات العقلية والفكرية لديها قدر كبير من الثقافة تستطيع من خلاله إدراك قدرات المتحدث ومستواه العقلي والفكري، مؤكدًا أن طريقة عرض المعلومة تختلف على حسب ثقافة المتلقي، وأن الحوار الجيد يعتمد على طريقة عرض الأفكار، موضحًا أن المجتمع المستهدف لا تحركه المعلومات بقدر ما يؤثر فيه كيفية اختيار المعلومة وتحديد الطريقة المناسبة لعرضها.
كما أكد أن الدعاة أحد صناع الرأي العام والمزاج العام، وهم يمثلون دفعة إيجابية لتوجيه الشعوب نحو التفاؤل، موضحًا أن الشعوب التي تعاني من قلق نفسي تواجه خللا في الأمن القومي، فاستقرار الحالة المزاجية لأي شعب من الشعوب مقياس حقيقي لتحقيق التقدم والازدهار، كما أن الحالة المزاجية تحدد نوعية الحالة الإعلامية التي يتعرض لها المخاطب.