الاخبارية مسقط خاص:
تأتي الزيارة الرسمية التي تقوم بها الرئيسة سامية صولوحو حسن إلى سلطنة عُمان ابتداء من اليوم (الأحد) وتستمر ثلاثة أيام، ترجمة للعلاقات الراسخة والروابط المتينة بَيْنَ البلدَيْنِ، حيث يسعى من خلالها البلدان إلى تنمية هذه العلاقات وتعزيزها بما يخدم مصالحهما في مختلف المجالات والأصعدة.
كما تأتي الزيارة تأكيدًا على الانسجام القائم لهذه العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط سلطنة عُمان وجمهورية تنزانيا المتَّحدة، وتعزيزًا للصِّلات الطيِّبة الـتي تجمع بَيْنَ شَعبَيْ البلدَيْنِ الصديقَيْنِ، اللذيْنِ يملكانِ رصيدًا مُلهمًا من وشائج الأخوَّة والصَّداقة الممتدَّة طوال التاريخ التليد الممتدِّ لبلدَيْهما، حيث يملك الطرفان العُماني والتنزاني الإرادة المطلوبة لتحقيق تطلُّعات وطموحات شعبَيْهما، وتوفير الحياة الكريمة لأبناء الشَّعبَيْنِ، حيث يسعى كلا الطرفَيْنِ إلى إقامة تنمية شاملة مستدامة تكُونُ البوَّابة نَحْوَ رحابة المستقبَل.
والواقع أن تمتلك سلطنة عُمان رصيدًا وإرثًا تاريخيًّا من العلاقات المميَّزة مع قارة إفريقيا، خصوصًا دوَل شرق القارَّة، وهناك مظاهر لتأثيرات حضارية عُمانية في شرق إفريقيا في المجالات السياسية والإدارية والاقتصادية والثقافية والدينية والاجتماعية والعمارة؛ نتيجة الحركة التجارية العُمانية النشطة، ثمَّ كانت الهجرات العُمانية إلى شرق إفريقيا، ناهيك عن الدَّور الحيَوي لسلطنة عُمان في طرد البرتغاليين من شرق إفريقيا، ما عزَّز الاندماج التاريخي، والذي نتج عنه إمبراطورية كبرى، ما زال الأصدقاء والأشقاء الأفارقة يعتزون بإسهاماتها الحضارية، خصوصًا في مجالات نشر الدعوة الإسلامية، واللغة العربية.
وحديثًا ومنذ انطلاق عصر النهضة العُمانية الحديثة، والسَّلطنة تسعى إلى توطيد العلاقات مع قارَّة إفريقيا، والعمل على تفعيل الصِّلات التاريخية مع دوَل وشعوب القارَّة، والسَّعي لتطوير العلاقات السياسية والثقافية والاجتماعية بَيْنَ الجانبَيْنِ، بالإضافة إلى إقامة شراكات اقتصادية واستثمارية لتعزيز العلاقات الاقتصادية، وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية البكر التي يملكها الطرفان. فسلطنة عُمان كانت وما زالت تدرك ـ بحُكم موقعها الجغرافي ـ أهميَّة تعميق العلاقات التجارية والاقتصادية مع الجانب الإفريقي، والسَّعي إلى بناء علاقات مستقرَّة على أساس المصالح المتبادلة.
وتأتي تنزانيا المتَّحدة على رأس دوَل القارَّة الإفريقية، التي تسعى سلطنة عُمان دائمًا إلى تقوية الروابط معها، وإقامة علاقات مشتركة متنامة تدفع نَحْوَ المزيد من التعاون القائم بَيْنَ البلدَيْنِ والشَّعبَيْنِ الصديقَيْنِ، مع التأكيد على متانة العلاقات الثنائية القائمة والحِرص المشترك على استمرار التعاون في مختلف المجالات التي تعود بالمنفعة على الشَّعبَيْنِ الصديقَيْنِ، وذلك من منطلق العلاقات التجارية التاريخية الموغلة في القِدم.
خصوصًا وأنَّ تنزانيا من الدوَل التي تشهد نموًّا اقتصاديًّا واسعًا، حيث يدعم هذا النُّمو تطوير البنية الأساسية، ما يستدعي أنظار العديد من الشركات الدولية الراغبة في توسيع نطاق أعمالها في شرق إفريقيا، وتسعى سلطنة عُمان عَبْرَ ما تملكه من علاقات قويَّة في الماضي والحاضر إلى تعظيم الاستفادة الاقتصادية المتبادلة مع الجانب التنزاني، لِتكُونَ بوَّابة لإقامة علاقات اقتصادية مع دوَل القارَّة الإفريقية، التي يجمعها رصيد من الاحترام المتبادل مع السَّلطنة قديمًا وفي العصر الحديث.
وسيَكُونُ لهذه الزيارة نتائج الطيبة تخدم مصالح البلدَيْنِ، كما ستَكُونُ (الزيارة) فُرصة مواتية لتبادل وجهات النظر حَوْلَ مختلف الجوانب والرؤى التي ستُسهم في تحقيق تطلُّعات البلدَيْنِ، وتعزيز مجالات التعاون المشتركة نَحْوَ آفاقٍ أرحب، والعمل ـ بما يملكه البلدانِ الصديقانِ ـ على تعزيز أُطر الأمن والسلام العالمي، سواء في الخليج العربي أو من منطقة القرن الإفريقي؛ لِمَا لهما من أهميَّة كبرى على حركة التجارة والملاحة العالمية، وهو ما سيسعى الطرفانِ بالتأكيد إلى تعزيزه.